فتّانٌ

بَهيّ.

-
رُبَما كَان بأمكَاني أن انجو
لَو إنَني فوجِئتُ بِحُفرَةٍ أمَامي
أو بِشاحِنة
أو بِساترّ إسمَنتيّ
لَكنني أرتَطمتُ بِعُطرِك
وَهَذا حَادِثٌ لآ نَجاة مِنه ..
-

نطق ديمتري بعد ان سألهم النادِل عَن طَلبِهُم
"قَهوة"
اشاح بناظريّه عن النادِل لينظُر نَحو نيجيل الذي كَان شارِدًا تمامًا عَنه
"مَاذا تَودُ أن تشرّب؟"

انتَبه نيجيل لسؤال الأخر ليسرح لفَترة وجيزة قبل ان يردُف
"اُريدُ شايًا بالليّمون"

اومئ النادل ليُسَجِل طَلبَهُما مُغادِرًا

ابتسَم ديمتري مُحدِقًا بالآخر أمامَه بَينما يَداهُ تَعبث بِمفاتيح السيارة عَلى الطاوِلَة

ابتسم نيجيل بِتَرّدُد ليَزيح بناظرّيه عَن الرجُل مُحَدِقًا بزجاج المَقهى عَلى يمينه والذي كَان يُطل عَلى الشارِع والحديقة العَامة

ضَحك بِخفة دونَ وَعيّ مِنه
عِندما لآحظ أحَد الأطفال يسقُط عَلى رُكبَتيّه مُتَعثِرًا بدُميّة التنيّن الطَويلة خاصتِه ~

خَفَق قَلبُ الرَجُل آثر هَذِه الضَحكة الخلّآبة
وكَم تَمنى الحصول عَلى واحِدة مُشابِهة مِنه
ضَحكة خاصَة لَه فقط ..

ابتسامة خافِتة زيّنت مَحياه وهو لآزال مُحدِقًا بأبتِسامة نيجيل التي بدأت تختفي تَدريجيًا

"أتُدرِك ؟"
"مَعنى إنكَ تَضحَك؟"
"أن تَميّل شَفتيّك نَحوَ الشَمال"
"فَتُبَعثِر بميّلانِها كُل الأتِجَاهَات .."

توسَعت عينيّ نيجيل صَدمةً ليَزدَرِد ريّقهُ

هَذا الرجُل لا يكُف عَن جَعل قلبهُ يَخفق بِشدَة

لا يكُف عَن التلآعُب بِمشاعرّه بَل يُطبِق افكَارًا جَديدة في كُل مرة تَسنَح لَهُ الفُرّصة

فَارق بَين شفتيّه مُحاولًا قَول شيّء لَكن النادِل الذي كَان عِند الطاولة بالفعل ، أنقَذه ..

حَمحَم ساحِبًا كوبه نَحوَه مُحاوِلًا تَجنُب النَظر للرجُل أمامه ..

-
هوَ هَادِئٌ ، وأنا كَذَلِك
يَحتسيّ شايًا بِـ لَيمونٍ وأشربُ قَهوةً
هَذا هوَ الشيءُ المُغايرُ بَيننا
هوَ يَرتدي مِثلي قَميصًا واسِعًا ومُخَططًا
وأنا اُطالعُ مِثلَهُ صُحُفَ المَساء
هوَ لآ يّراني حيّنَ انظرُ خِلسَةٌ
أنا لآ أراهُ حيّنَ يّنظرُ خِلسَةٌ