• الفصل الثالث والعشرين •

4.5K 121 52
                                    


:
•♡•
:

"أمك تدخلُك الجنَّة، زوَّجتك نصف دينك وابنتك تحجُب عنك النار، هكذا نظر الإسلام إلى المَرْأة."❤️ 👌


:
•♡•
:

تسارعت الأيام متسابقة فيما بينها، يوم تلو الآخر، و ها قد حضر موعد الزفاف، فإزداد إرتباك ميس ، وتوترها وصل أوجه ، لا تدري كيف سارت الأيام الماضية بهذه الوتيرة المتسارعة، أم أن اللهفة والشوق هما من كانا لهما الأثر الأكبر في ركض أيامها، نظرت لبنصرها متأملة خاتمها لتعض على شفتيها خجلا و قد عمتها كل مشاعر الترقب والحب لخليلها نزار.


وضعت كفها أيسر صدرها علها توقف هدير فؤادها وصخبه وجنون دقاته الهائمة، وومضات خاطفة تمر بمخيلتها متذكرة كيف مضى الأسبوعان السابقان، بعد أن إلتفت صديقاتها من سحر وليلى وشهد حولها مؤازيرنها أشد الأزر، ولم يتركنها لوحدها أبدا، فقد كانوا ملتفين حولها كما تلتفت القطة حول صغارها.


لن تنسى أبدا تعاونهم في إسعادها والتخفيف من وقع توترها المتزايد رغم سعادتها العارمة، وتكفلوا بكل شيئ،خاصة سحر التي أقسمت عليها أن تتكفل بفستانها الفخم الذي حقا إنبهرت بجماله ورونقه، وكذلك إهتمت بمستلزمات تحضيرها وتجهيزها، فأحضرتها لأشهر صالونات الكوافير، تأملت نفسها بثوبها الأبيض ذا الطابع العصري الراقي، وتلك الطرحة التي تعلو تسريحتها البسيطة والتي أصرت أن تكون ناعمة كي تلائم شخصيتها الهادئة الرقيقة، وقد تكفلت خبيرة التجميل بذلك فهي موجت بعض خصلاتها تاركة إياها منسابة على ظهرها وصدرها ليعلو شعرها تاج مرصع براق أضاف لها هالة نورانية بهية، فبدت كملاك مشرق فاتن يدعوك لتأملها فقط منبهرا بطلتها الملوكية، أخذت شهيق ثم زفير محاولة تنظيم أنفاسها المرتبكة، فإرتفعت زاوية شفتيها المكتنزة والتي تعلوها حمرة قانية كحبة كرز شهي لتبتسم بوجنتين متوردتين على  حالها خلال الأيام التي سبقت، فهي حرفيا تعرضت لحصار شديد من حماتها وريم ولم تقابل نزار أبدا خلال الفترة المنصرمة،   فحتى الإتصالات منعت منها وذلك بناءا على إستفزاز ريم، فهي قد إستعمرت هاتفها ومنعت نزار من الحديث معها،هاذا الأخير الذي كان يتوعدها كثيرا ويبرطم حنقا من حصارهم عليها، و قد طرد كليا من البيت طوال اليوم إلا ليلا فهو ينام بغرفته العلوية مجبرا على إحترام وعده لوالدته التي هددته بغضبها عليه إن قابلها، فوافق صاغرا مسايرا إياها مفوضا إمره لله على جبروت النساء كما وصفها


ضحكت بخفة واضعة كفها على وجنتها المشتعلة حياءا على شقاوة ريم والتي كانت تتصل بأخيها من هاتف ميس مخبرة إياه أن عروسه تموت شوقا مرسلة كل عبارات الحب والغزل له. فيرد عليها قاسما لها أنه سينتقم منها شر إنتقام فيما بعد، ونادرا ما كانت تشفق عليهما فتترك لهما دقيقة فقط لسماع صوت بعضهما ،ليرتوي كل منهما بصوت أنفاس الآخر وهي التي قد عجزت أن تنبس ببنت شفة وصوت أنفاسه الحارة يخترق قلبها وجوارحها قبل مسمعها هامسا بعذاب يبدو أنه هو الآخر قد أضناه: إشتقت لك يا ميسي

غيث الهوى(قيد التدقيق )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن