.......
ظل الصمت المخيف محيط..هو جلس على اقرب مقعد ليكتشف حقيقة

نورة:ديه وصيتهم يا هشام
هشام:بس يا ماما.انا ماعرفهاش
شريف:هشام...ديه وصيتهم...انت مش سامع عايزين يخلوا بنتهم مراتك...و اظن انهم يستاهلوا كده..
هشام:بس...
شريف بلهجة صارمة:هي كلمة يا هشام...نسرين هتتجوزها...و فرحكوا هيبقى اخر الشهر الجاي..و النهاردة هنروح نخطبها من عمها
خرج من الغرفة و هو ينفث غضبا..ظل هشام ساكنا...امه تنظر اليه بدموع حزينة على ولدها و حزينة على ابنة اختها
نورة:انا اسفة يا هشام..
هشام بأبتسامة سخرية:لا خلاص على ايه...مسمعتهوش
خرج من غرفة امه و ركب سيارته ليبدأ بالقيادة لللا مكان
...
غسلت وجهها بعد استيقاظها على هذا الصريخ العالي...ارتدت ملابسها.... و ذهبت الى خالتها للأطمأنان عليها..
نسرين:ممكن ادخل
نورة:طبعا يا حبيبتي
نسرين:سمعتي صوت الصريخ ده
نورة بتوتر:هاه...اه يا حبيبتي ده انا اصلي شفت فار

نسرين:فار!! هنا في القصر
نورة:لا شوفته في الجنينة
نسرين بعدم اقتناع:امم..طب ماشي انا راحة الشركة عايزة حاجة؟
نورة:لا يا حبيبتي كتر خيرك...
طبعت قبلة على جبهتها...ثم ذهبت...ركبت سيارتها...لترى ان الساعة الحادية عشر...لمعت في عقلها فكرة...غيرت طريقها من الشركة الى لجنة امتحان اخيها...
ظلت جالسة في العربة تنتظر ان يخرج هو و نيرمين لتخرج معهم و تهنئهم على اخر امتحانتهما...لمحت نيرمين تمشي بغضب شديد...خرجت من العربة سريعا لكي تصل اليها قبل رحيلها
نسرين:كل ده و مش سامعاني بنادي
نيرمين:معلش يا حبيبتي مكنتش مركزة
نسرين:اومال اسلام فين؟
ظهرت ملامح الغضب على وجهها بعدما كانت البسمة تحتلها
نيرمين:متجبيش سيرته
نسرين بابتسامة:طب تعالي اقعدي في العربية..و احكيلي
اخذتها من يدها و جلسا الأثنين يتحدثا
نسرين:في ايه بقى
نيرمين:هو اخوكي اتغير ليه....مبقاش اسلام اللي اعرفه او اللي بحب..
صمتت عندما علمت ما كانت ستقوله...اغمضت عنيها قليلا
نسرين:اللي ايه!
نيرمين:اللي.. اعرفه قولتلك
نسرين:لا  انتي قولتي بحب...ووقفتي
نيرمين بغضب كالأطفال:يعني انتي سيبتي كل اللي قولته و مسكتي قي الكلمة اللي قولتها غلط....
نسرين:اوبا...ده المدرسة بتاعتكوا فيها بنات حلوين...شوفي اللي مع اسلام ديه
نظرت نسرين من النافذة...لتتسع حدقتيها ...بدأت دموعها بالتجمع في عينيها..
امسكت هاتفها و اتصلت به ...فتحت مكبر الصوت
نسرين:اسلام...انت طلعت من الامتحان
اسلام:اه يا نونا...
نسرين:طب يالا دور على العربية و تعالى
اسلام:انتي هنا
نسرين:عايزني امشي ولا ايه
اسلام:لا طبعا..بس انا معايا زميلتي لازم اوصلها
نسرين بأبتسامة مكر:طب ما تجيبها يا حبيبي ايه المشكلة
اسلام:طب انا شوفتك...و هجيلك

اقفلت الخط لتجدها ترمقها بنظرات القتل...هل دعت صديقته لتأتي معهم
نسرين:في ايه يا حبيبتي
نيرمين:انتي ليه خلتيه يجيبها
نسرين:عادي...عايزة اتعرف عليها
نيرمين بأبتسامة سخرية:اممم...طيب انا شكلي همشي
نسرين:والله ما يحصل..انتي هتيجي معانا
فتح اسلام الباب الأمامي...ليتفاجئ بنيرمين...تجلس و هي غاضبة...لمحت نسرين شبح ابتسامته...اغلق الباب الأمامي..و ركب بالخلف هو و زميلته
نسرين:مش هتعرفنا يا اسلام
اسلام:اه طبعا ريما زميلتي و نسرين اختي
ريما:اتشرفت
نسرين:و انا اكتر...واضح انك تعرفي نيرمين
ريما:طبعا نيرمين ديه اعز صاحباتي
تمتمت نيرمين بصوت غير مسموع:صاحبة اما تلهفك
وضحكت نسرين على كلامها...ظلت نسرين تتكلم مع ريما..ولا تعير اهتمام الى الأحباء الذي معها...كان اسلام...يحاول جاهدا النظر الى عينيها لكن...عندما تتقابل عينيهم تحس انها ستضعف و تلين...لذا تتهرب سريعا
نسرين:اتفضلي يا ريما...مع ان انا زعلانة انك مش هتيجي معايا
ريما:معلش بقى ...خليها مرة تانية...باي
خرجت ريما لتخرج نيرمين نفسا لم تكن تعلم انها مانعته من الخروج...
نسرين:تحبوا تروحوا فين
نيرمين:انا عايزة اروح
نسرين:لا يا ماما النهاردة اخر يوم و انا عايزة افرحكوا
اسلام:انتي مش عندك شغل
نسرين:اخدت اجازة..هاه
صمتوا الأثنين..
نسرين:تمام تعالوا نروح جنينة ..
بدأت في القيادة من جديد...لتصل الى حديقة تملؤها الزهور و الأطفال الذين يلعبون و يضحكون...عن طيب نفس...
خرجوا من السيارة ليجلسوا على الحشائش الخضراء...لاحظت نسرين سكوتهم...و تهرب نيرمين من اسلام
نسرين:انا هجيب ايس كريم حد عايز
اسلام:هاتيلي واحد بالشيكولاتة
نيرمين:واحد بالفراولة ...تحبي اجي معاكي
كانت ترى في عينيها نظرت الترجي ان لا تتركها معه بمفردهم
نسرين بأبتسامة واثقة:لا يا حبيبتي انا هاجي بسرعة
ذهبت نسرين و الأبتسامة تعلو وجهها...جلست في مكان بعيد عنهم...
كانوا صامتين  بطريقة غريبة...كانوا خائفين من الكلام...كانوا لا ينظرو الى بعضهم ...جاء طفل صغير...كان يحمل برأة الأطفال ...كان يتجه الى نيرمين
الطفل:انتي اسمك ايه
نيرمين بأبتسامة لطيفة:نيرمين و انت
الطفل:اسمي سيف
نيرمين:اسمك حلو يا سيف
سيف:ممكن طلب
نيرمين:اتفضل
سيف:ممكن تتجوزيني
بدأت نيرمين في الضحك على كلمة هذا الطفل الصغير..
اسلام بضيق:امشي يا بابا من هنا...روح شوف ماما فين
سيف:هاه قولتي ايه
لم تتوقف نيرمين عن الضحك...الا ان جائت والدة الطفل سيف
والدته:انا اسفة بجد...
نيرمين كاتمة ضحكتها:لا محصلش حاجة...
ابتسمة لها بحنية...ثم سحبت يد سيف و ابتعدت عنهم
لتنظر الى اسلام الذي اشتعل غضبا من كلام هذا الطفل
نيرمين:هي نسرين مش اتأخرت
اسلام ببرود:معرفش
نظرت اليه بدموعها التي اجتمعت بكثرة كفيلة بالنزول...
كان عقلها و قلبها يتشجران بقوة...اليس كافيا ما فعلته!؟....اليس كافية كمية البرود التي اصبح مقرفا؟
نيرمين بصوت مبحوح:انت ليه بتعمل  كده...ليه بدأت تتعامل معايا كده...ليه بدأت تعاملني بالبرود ده...ليه بقيت تتجاهلني...
ليه مبقتش اسلام!؟
وضعت يدها على وجهها و بدأت في البكاء...احس بتأنيب ضمير لكنه سرعان ما تذكر انها لا تشعر به...لكن هل هذه غلطته ام غلطتها!؟
اسلام:ممكن تبطلي عياط..لو سمحتي
نيرمين:و هي هتفرق معاك
اسلام:كلك على بعدك تفرقي معايا
نظرت اليه بدهشة هل قالها...هل عناها...
اسلام:ايوة يا نيرمين...انا بحبك...بوصي انا عارف انك مش بتحبيني و ده واضح لأن الكل لاحظ اني بحبك الا انتي...يمكن لاحظتي بس طنشتي علشان انتي مش بتحبيني...انا عارف واحد صايع و غبي و ساقط ومش بيعرف يعمل اي حاجة في حياته...
ظلت علامات الدهشة على وجهها ...لقد قالها هي لا تحلم...قالها ...قال احبك...قالها متاخرا قليلا لكن هي لم تهتم
هي لم تعر اي شئ مما قاله اهمية...لقد قال احبك!
نيرمين:بحبك يا غبي
رفع راسه من الحشائش لينظر اليها يراها تبكي و تبتسم..ظن انه لم يسمع شئ....كبرت ابتسامته
اسلام:انتي قولتي حاجة
وقفت نيرمين:بحبك يا غبي
وقف اسلام ...واصبح امامها....نظر الى عينيها
اسلام:هعمل نفسي مسمعتش الشتيمة
نيرمين:ما هي مش هتكمل غير بالشتيمة
اسلام:ما هو انا لو سمعتها...هشتمك...و انا متعودتش اشتم اللي بحبها
نيرمين:و انت ان شاء الله حبيت قبلي كام
اسلام متصنع التذكر:يعني ميزدوش.عن 20 ...30 اخرهم
نيرمين:والله...طيب خليهملك بقى و لا تقولي بحبك ولا زفت...سلام يا غبي
كانت سترحل..لكنه امسك بيدها و ادارها ناحيته
اسلام:ده انتي ما صدقتي بقى
نيرمين:اه عندك مانع
بدأ اسلام بالأقتراب منها:امم...حس كده بقى انا ممكن اتجنن و اقولك بحبك في نص الجنينة
نيرمين:طب اعملها
اسلام:بلاش يا نيرمين...لحسن سيف يغار ولا حاجة
بدأت نيرمين بالضحك من جديد على ما قاله
اسلام:اضحكي اضحكي...كان المفروض تقوليلوا لا...عيب يا بابا...مش تفضلي تضحكي
نيرمين:انت عيل اووي
اسلام:مابلاش تجربي العيل...ده لما يتجنن...
و جاء صوت من جانبهم..لينظرا هما الأثنين و يجدوها مبتسمة
نسرين:اسألي مجرب...جنانه غبي...زيه كده
نيرمين:انتي كنتي عارفة
نسرين:عيب عليكي...
اقتربت منهم...لتنظر اليهم هما الأثنين
نسرين:بصوا بقى...اسلام اتبقالك 5 سنين جامعة...
من هنا لحد اخر السنة الخامسة...هتفضلوا قرايب بس
اسلام:نعم...و ده من ايه
نسرين:انتوا لسة صغيرين....و ميفعش جو المراهقة ده..و فسح و كل ده...لحد اخر سنة يا اسلام ماعرفش ان حاجة حصلت بره اطار..القرابة
اسلام:طب لو حبينا نخرج...
نسرين:انتوا بتخرجوا و انتوا قرايب..مش لازم تخرجوا و انتوا حبايب...مفهوم يا عساسيل
اسلام بحزن:مفهوم
نسرين:يالا بقى نروح علشان نستريح
نيرمين:و الأيس كريم
اسلام:هجيبلك انا
نسرين:يا سلام على الحب...يا اخي عمرك ما عملتها معايا...يالا خلينا نجيب الأيس كريم و نمشي
...............
كان يجلس على المقعد..و هي تجلس امامه...كانت تتحدث شبه مع حالها...لم يكن معها...بل كان مع النيل...كان ينظر اليه
و كان قلبه يؤلمه بشدة ...انه يجلس مع امرأة غيرها...لكنه لم يجلس معها من قبل !!..
شِروِت:انت هنا يا امير
امير:اه طبعا...بقولك ما ايه رأيك نروح
شِروِت:احنا لسة جايين
امير:معلش يا شِروِت عندي شغل كتير
بدت عليها ملامح الغضب و هي تحمل حقيبتها الصغيرة
شِروِت:انا هستناك قدام العربية
ذهبت...و اخرج النفس الذي كان يخفيه...احس براحة عندما ذهبت...دفع الحساب...ثم ركب سيارته و هي بجانبه...ظلت غاضبة من تجاهله المستمر...وصلا الى بيتها...ثم نزلت من دون ان تلقي سلام..اخذ سيجارة و اشعلها...لينفث                                                                               هوائها...بغضب...قاد الى منزله...دخل المنزل...ليجد نيرمين..واقفة تسقى الورد الذي على الطاولة!
امير:نيرمين حبيبتي انتي اتهبلتي
نيرمين:اتهبلت!!...ليه ان شاء الله يا استاذ امير
امير بسخرية:علشان بتسقى ورد بلاستيك
بدأت و جنتيها بالتورد:احم...اومال..شِروِت فين
امير:روحتها..
نيرمين:طب ادخل كلم بابا في المكتب
ابتسم لها...ثم تحرك خطوات بسيطة..و رجع اليها مجددا
امير:عملتي ايه في الأمتحانات
اتسعت ابتسامتها...و تكلمت بهيام:الأمتحان كان حلو اووي
امير:اوووي...من امتى و انتي بتحبي الرياضيات
خفتت الأبتسامة من على وجهها لتتبدل بملامح الغضب
نيرمين:لا ..بس كان سهل
امير:اممم...سهل...طب اسلام عمل ايه؟
نيرمين:و انا ايه اللي يعرفني
امير:يعني صحاب بقى و كده
نيرمين:ماعرفش يا امير.و يالا روح لبابا لأنه متنرفز
امير:تلاقي نقص في الرياضيات
نيرمين:غور يالا
ذهب امير و الأبتسامة تعلو وجهه...دخل الى مكتب والده بعد ان سمح له بذلك
جلس على المقعد الذي امام والده....كان الغضب و التوتر اساس الغرفة
امير:خير يا بابا
رأفت:مزعل شِروِت ليه يا امير
امير بتملل:يا بابا انا خرجت معاها زي ما حضرتك عايز...و طلبنا حاجة ساقعة و روحتها ...هي عايزة تتجوز واحد رغاي زيها
رأفت:لا وانت الصادق هي عايزة تتجوز واحد يسمعها بأنتبهاه مش يبص في النيل..
امير:حاضر يا بابا هبقى اوديها الملاهي علشان تنبسط
رأفت:افضل استهبل كده..عموما ده مش موضوعنا...بنت عمك جالها عريس
امير بملل:هاه عنده ستين و لا سبعين
رأفت بنظرة غضب:عنده 28 يا لطيف
امير:و مين الظريف اللي جي يتقدم
ارجع رأفت ظهره بثقة:هشام...ابن خالتها
امير:و المطلوب مني
رأفت:انت اللي هتحدد ينفعلها ولا لا ...ولا انت ناسي
امير:انا شايف ان هشام شاب ممتاز...و كويس...و ربنا يقدم اللي فيه الخير
رأفت:حلو اووي...شريف بيه حب يخلي الفرح اخر الشهر ده...يعني قبل السنة الجديدة بيوم...فكدة نسرين هتستلم الشركة رسمي
امير:مبرووك عليها العريس و الشركة...بعد اذنك انا عايز انام
خرج امير..و على وجه ابتسامة خالية من المشاعر...ايسعد ام يحزن!؟...
"طب انا زعلان ليه ديه هتحل عن سمايا"
"اكيد زعلان علشان هتاخد الشركة"
"ما هو مفيش سبب تاني هزعل منه"
كانت هذه الأفكار تدور في عقله..كانهم يلعبون معه لا يعرف لما هو حزين..لكن بعد طول تفكير و اجهاد..اقنع نفسه انه حزين بسبب تركه لعمله ليس الا.
.......
وصلت نسرين واسلام الى قصرهم..دخلوا و هم يضحكون..كانوا يتذكرون ما حدث لهم في الصغر...رغم ان هناك بعض الأحداث التي لا تتذكرها...الا ان تحدثها مع اخيها اغناها عن هذا.
نورة:عملت ايه يا اسلام
اسلام:الحمدالله يا خالتوا... صنايع علطول..مش هفكر اصلا
نورة:ان شاء الله تطلع دكتور اد الدنيا
نسرين:يا خالتو ده اخره تباع..حتى صنايع مش هيطولها
ضحكت نورة بشدة للألفة التي تراها بينهم.:طب تعالوا انا عايزاكو في موضوع
ذهبا معها ليجلسا في الغرفة...اتت الخادمة و وضعت الشاي على الطاولة
نورة:بوصي بقى يا نونا...في عريس متقدملك
ارجعت نسرين ظهرها بتملل...نظر اليها اسلام و بدأ بكتم ضحكتها..مراعاة لشعور اخته
نسرين:و مين البشمهندس
نورة:هشام
توقف الزمن عليها....هل ستتزوجه....هل ستتزوج اميرها الخفي....ظلت مندهشة لبضع دقائق...لم يختلف الحال عن اخيها....كان مندهشا بحبه لها...هل سيتزوج اخته...
نسرين:هشام مين
نورة:هشام ابني
نسرين:فجأة كده
نورة:فجاة ايه يا حبيبتي احنا بقالنا يجي 6 شهور...و هو جه فاتحني انا و ابوه..حتى ده رايح النهاردة عند عمك يخطبك
دخل عليهم..غرفة الجلوس..ليجدهما منصدمين..و يجد الأبتسامة على امه..
نورة:اهو هشام جه...تعالى يا هشام اقعد مع عروستك شوية و انا هاخد اسلام و نلعب مع ميرنا
اخذت يد اسلام..و تركتهم...بمفردهم...جلس بجانبها و هو غاضب جدا..ظلا صامتين لما يقارب العشر دقائق...تنظر لعينيه لتراه غاضبا كمن قتل له قتيلا...احست نسرين ببعض من الأحراج من هذا الصمت اللعين...لذا قررت الوقوف و الصعود الى الاعلى ..لكنه امسك يديها
هشام:اقعدي...ماما تلاقيها واقفة بره
جلست على الأريكة بملامح مرتبكة
نسرين:ماهو مش هتقعد تبص للتربيزة...لو عجباك خدها مش هحاسبك عليها
هشام:انتي ايه رأيك في الموضوع
نسرين مصتنعة الغباء:موضوع ايه؟
هشام بنفاذ صبر:موضوع الجواز
نسرين:انا اللي المفروض اعرف رأيك...انت اللي هتتجوزني مش انا
هشام بأرتباك:اكيد يعني مقتنع..اومال هتجوزك ليه؟
نسرين:انت اللي لازم تجاوبني على السؤال ده...و باين انك معندكش اجابة دلوقتي...لما يبقى عندك ابقى  قولي
وقفت من الكرسي التقطت حقيبتها...اعطته ابتسامة ...ثم ذهبت..صعدت الى غرفتها...افلتت حقيبتها..القت جسمها على السرير...لما هي ليست سعيدة!؟...اليس هذا الأمير الذي انتظرته...اليس هذا حبيبها!؟..لكن ما كان اهم..هل هو يريدها!؟
..........
مر هذا الشهر ببطئ غريب...لم يجتمعا بمفردهم ابدا...كان يخرج من الصباح الباكر ولا يرجع الا بعد منتصف الليل
كان يتهرب منها...لم تكن تختلف هي عنه..كانت تخرج ولا ترجع الا في اليوم الثاني...كانت تذهب الى المكان الذي ذهبت اليه هي و ادم..حزنت على فراق اخيها الذي تعرفت عليه منذ فترة...حزنت على حالها..سيتزوجها و هو لا يبدو عليه الموافقة...تبقى يوم على الزفاف...كان زوج خالتها و خالتها مسؤولين عن العرس بكل تفاصيله...فستان العرس من باريس...بدلة العرس من ايطاليا..لم يكن هشام مهتم بالعرس...لم يكن مهتم بالعروس..
خرجت كعادتها صباحا جلست على مقهى في المعادي..كانت تنظر الى النافذة التي بجوارها...ترى وجوه الناس التي تحمل قصص عجيبة...جلس امامها شخص..احست بالغضب يتجمع فيها...ما هذه الوقاحة!؟
نزعت عينيها من النافذة لترى فتاة...جسم رشيق...وجه متناسق...رأت في عينيها البنية حزن...و لم تشك للحظة انها كانت تبكي
نسرين:في حاجة يا انسة؟
؟؟:ممكن اقعد
نسرين:ما هو انتي قعدتي اصلا..اي خدمة
؟؟:بوصي يا انسة نسرين انا ماعرفكيش..بس اعرف حد يعرفك
نسرين:مش فاهمة حضرتك عايزة ايه؟
؟؟:هشام
نسرين:ازاي يعني
؟؟:انا نيرة محمد طه...ممكن متبقيش سمعتي عني قبل كده..بس المفروض ان هشام يبقى حبيبي..و كان هيخطبني لما ينزل بس...
نسرين ممقاطعة:بس هيتجوزني...صح!؟
نيرة و بدأت الدموع بالنزول:انا عارفة ان ماينفعش اقول كده و خصوصا ليكي بس باين انك طيبة و هتسعديني...هشام مش عايز يزعل مامته و باباه...
نسرين:و انتي عرفتيني منين؟
نيرة:بابايا يبقى شريك عمو شريف فعزمنا...بس انا مش هقدر احضر فرح واحد فيوم كان حبيبي..انسة نسرين...انا عارفة انك فأيدك تساعديني...
نسرين بغضب:بوصي يا انسة...اللي بتتكلمي عليه ده هيبقى جوزي بكرة...انا اسفة انا مش هقدر اعمل حاجة
لملمت حاجاتها ...لتلمح دموعها لاتزال تنزل لكن بغزارة...
نسرين بأبتسامتها المعهودة:و بجد لو مجتيش انا هزعل اووي...و اكيد هشام هيزعل
ثم غادرت بسرعة الريح..ركبت سيارتها...و تقود ..هل مافعلته صحيح!؟؟...هل هي كانت تعني انه سيكون زوجها غدا...هل ستوافق!؟
....
كان اسلام في غرفته يجلس على جهازه المحمول ...يكلم اصحابه على شبكة الأنترنت...الا ان دخلت هي غرفته دون استأذان
اسلام:في ايه يا بنتي...انبوبة داخلة عليا ما براحة
نيرمين:يا برودك يا اخي...بكرة فرح اختك..و بعد بكرة النتيجة ..
اسلام:ديه حاجة وحشة ولا حلوة...و بعدين ايه الجديد يعني هي هتتجوز هشام ..و انا هسقط معروفة
نيرمين:طب بتكلم مين
اسلام:بكلم محمود اللي معانا في الدرس
نيرمين:بجد!؟..و قالك النتيجة طلعت ولا لا
اسلام:شوفتي انك تافهة ده عايز نمرة ريما
نيرمين:وانت هتدهاله؟
اسلام:اه...قصدي لا طبعا انتي تعرفي عني كده؟
نيرمين تضحك:طب فين البدلة بتاعتك...
اسلام:هتلاقيها مرمية في الدولاب
ذهبت الى "الدولاب" و فتحته..لتجد البدلة ملقاه في اخره
نيرمين:في حد يرمي بدلته كده؟
اسلام:ايه المشكلة يعني...بقولك انتي هتباتي هنا؟
نيرمين:اه...هبات انا و سالي هنا علشان نسرين..اومال هي فين؟
اسلام:خرجت
نيرمين:في حد يخرج قبل فرحه بيوم
اسلام:هتصدقيني لو قلتلك اني حاسسها مش راضية
نيرمين:ليه يعني؟
اسلام:ماعرفش مجرد احساس...بس بيراودني كتير
دخلت خالتهم عليهم...و هي متوترة
نورة:ايه يا اسلام شعرك ده لازم تظبطه مينفعش الشكل ده؟
اسلام:بس شكله حلو
نورة:اسلام متستفزنيش.شعرك يتقص...و انتي يا نيرمين...شعرك يطول
و خرجت تاركة من ينفجر من الضحك على توترها..
......
مر الصباح بطريقة عادية....نام الجميع...الا هما..دخلا الأثنين خلف بعضهما البعض...كانت ستصعد لولا انها سمعت اسمها ينده
هشام:نسرين...عايزك ثانية
جلست بجانبه منتظرة حديثه المهم الذي يجعلها تجلس في هذا الوقت المتأخر
هشام:احنا هنخلص الفرح و نطلع على لندن..اسبوع ..و بابا و ماما هيحصلونا
نسرين:يعني هنستقر هناك؟
هشام:اه شغلي هناك
نسرين:ممكن اسألك سؤال
هشام:اتفضلي
نسرين:انت حبيت قبل كده؟
هشام:مرة واحدة
نسرين:و ايه اللي حصل
هشام:ظروف...مش اتفقنا ...سميها زي ما انتي عايزة...تصبحي على خير
صعد و تركها و حدها...تركها مع هذه الخواطر التي بدت لها مزعجة...ماذا حدث..هذا ليس اميري!
صعدت الى غرفتها و نامت..لن يكون الغد يوما سهلا على الأطلاق...فعرسهم لم يتبقى عليه سوى بضع ساعات
.
................
كان يجلس يتأمل القمر...كانت تشبه جدا...كان حزين على فراقها..لا يمكنه التحمل...اعلن قلبه الحرب عليه..اعلن عقله الأستغناء عنه..كبريائه تخلى عنه...غروره ثقته...كل صفة اعتمد عليها ذهبت لتجعله يقع كالطير مكسور الجناح...لم يكن السقوط ما يؤلم ...بل الجناح!!
.........
اشرقت الشمس في غرفتها لتفتح عينيها بعد سماع اسمها كثيرا..تفتح عينيها ببطئ لتراهم الثلاثة في وجهها..لا تفصل بينها و بينهم الا الوسادة التي امسكتها خوفا منهم
نسرين:انتو بتعملوا ايه هنا

ظلوا يضحكون على منظرها ...و الذي بدت لهم منزعجة
اسلام:ايه يا نونا بنهزر معاكي
نسرين:هزار رخم زيكوا...يالا اطلعوا بره عايزة انام
نيرمين:تنامي ايه يا قطة...ده خالتك لو عرفت انك لسة مصحتيش..هتعلقك
سالي:يا بنتي ديه مصحية الكل الساعة 8 الصبح
نسرين:طب يالا اطلعوا بره برضو..علشان اجهز
نيرمين:انتي فاهمة غلط خالتك جايبة واحد وواحدة علشان يجهزوكي...جايباهم من لندن...

نسرين بنفاذ صبر:الساعة كام
دخلت خالتها وعلى وجهها علامات الغضب
نورة:الساعة 12 الظهر يا حبيبتي يالا قومي
نسرين:حاضر يا خالتوا
نورة:اسلام انا مش قولت شعرك يتقص
اسلام ببعض من الخوف:كنت لسة هقصه
نورة:طب بسرعة
خرجت مسرعة
نسرين:ده انت كنت هتعيط
اسلام:انا كنت شاكك لا تحبسني و متخلنيش احضر
خرجوا جميعا ..تاركين عروسا مجبرة...عروسا مشتتة...
نظرت الى انعكاسها...لترى شخصا لا تعرفه...شخصا سيدمر حياة فتاة...كل مشكلتها انها احبت!!
بدأ اليوم بدخول مصفف الشعر...و مغيرة الوجه....كانت دائما تلقبها هكذا...كل عملها هو تغيير الناس ليس الا...
تمر الساعات...و الكل يركض في كل اتجاه للتأكد من تفاصيل العرس ...انتهت نسرين من التزين...ارتدت الفستان الأبيض الذي هو حلم كل فتاة ...الا هي...ارادت ارتدائه بشدة لكن ليس بأجبار..بدأ المدعوين بالقدوم...
نورة:قمر ما شاء الله يا حبيبتي
ابتسمت لها ابتسامة رائعة..لمجرد اسعادها
اسلام:انا كده هغير من هشام...
نيرمين:ماشاءالله يا نونا ..
سالي:مبروك يا حبيبتي
كانت هذه الكلمات تجعلها تفكر اكثر..هل هي مخطئة؟..هل تتزوج هشام؟
جاء عمهاا ليقبل رأسها...و يقول لها الكلام المعسول..ثم يسحب يديها...و ينزل درجات السلم...الكل ينظر اليها كما كان ينظرون اليها في عيد ميلادها..ها هي ولية العهد
تركها عمها امام زوجها المستقبلي هشام...رأت فيه الندم...كان ينظر اليها و يحاول رسم الأبتسامة..امسك بيدها و ذهب ليجلسا بجانب المأذون...يجلس في اليمين و يجلس عمها في اليسار...رأتها كانت هي شاهدة...يالا قسوة القدر...ستكون شاهدة على زواج حبيبها من اخرى!! ابتسمت لها نسرين ابتسامة نصر..لتتجمع الدموع في عين الأخرى
بدأ الصمت يحتل المكان
المأذون:هاه يا عريس من غير اي ضغط انت موافق تتجوز انسة نسرين عمر عز الدين
يمر الوقت عليها مالسلحفاء...لم تره بين الناس...
هشام ببعض من الحزن الذي حاول اخفائه:موافق
المأذون:و انتي يا عروسة ..موافقة انه يكون جوزك
نظرت الى الناس...كم افتقدت البيانو...كم افتقدت ادم صديقها...كم افتقدت عالمها الخاص...كم افتقدت ابيها و امها
كم افتقدت نسرين القديمة
شريف:هاه يا بنتي
حياتها تمر امام عينيها ترى ما لم تراه من قبل...مرض امها الذي قرأت عنه..لقد قرؤوها...لذا اجبروه....كانت هذه استنتجاتها...نظرت الى نيرة التي كانت تصرخ من الداخل...
رأفت:المأذون مستني يا حبيبتي
كان ينظر اليها...يريد ان يعرف جوابها...ابتسمت ابتسامة واسعة لم تبتسمها منذ فترة
!!نسرين:مش موافقة
____________________
قسما بالله اللي هيقربلي...هطلب البوليس
احم احم يعني..ايه رأيكوا في الجزء؟
و بلاش تفتكروا بقى علشان خلاص هانت مش اتبقى كتير
..
الرواية اللي قولت عليها (كبريائي هز عرش رجولتك)
ياريت تقرؤوها لأنها هتعجبكم اووي
VOTE&COMMENTPLZ
ENJOY LUFF U <3

لحني الخاصWhere stories live. Discover now