(9)

2.8K 95 8
                                    

لحني الخاص

(9)
؟؟:هي عاملة ايه دلوقتي؟
نظر اتجاه الباب..ليرى تحت عينيه يحوطهما الأسود الداكن من كثرة البكاء..اكانت سالي معها !؟
امير:ماعرفش انا لسة داخل..انت عارف ايه اللي حصل؟
يوسف:عاملوا حادثة..كانوا بيسوقوا بسرعة اووي
امير:و سالي عاملة ايه
يوسف:الدكتور طمني عليها...بس لسة مقاليش حاجة على نسرين....امير ايه اللي حصل؟
امير:موضوع يطول شرحه...تعالى ننزل نجيب حاجة نشربها لأن شكلنا هنطول
اخذ بيد صديقه..لينزلا الى المقهى الذي يمتلئ بعدد لا بأس به من ممرضات و دكاترة و مرضى
جلسا على طاولة ...رأى امير الأسف في عين يوسف..
ذهب و احضر كوبين من القهوة السادة...وضعهما على الطاولة ليرى يوسف في عالم اخر لم يلحظ ذهابه او قدومه..كل ما يلحظه هو سالي في غرفة المشفى
امير محاولا تلطيف الجو:ايه يا جو...ما الدكتور طمنك
يوسف:هموت و اعرف ايه اللي عمل فيهم كده
امير:جو...فاكر لما قولتلك عايز اعرف فين دينا عزت ابو الفضل؟
يوسف بملل:اه فاكر...و تفتكر انت ده وقته؟
امير:ده اكتر وقت لازم تعرف فيه...
بدأ امير بسرد الحكاية التي تشبه حكايات شهرزاد للملك شهريار في حكايات الف ليلة وليلة
ظل يوسف متصلبا في مكانه...لم يحرك بصره عن امير و هو يحكي...احب فتاة اكثر من خمس سنوات...ولم يعرف ابنة من!؟
امير:يوسف انا مش عايزك تتهور...فالأخر ديه سالي اللي انت بتحبها
يوسف:سالي اختك ولا سالي بنت يسري بيه؟
بدا على ملامحه الغضب...كان هذا هو السؤال الذي يدور في عقله...من يحب!؟
ظلا صامتين لفترة ليست بسيئة..كل منهم يفكر فيما يحمله المستقبل سواء كان خير او شر
قرر يوسف الذهاب لأنه ولسبب خفي احس بضيق تنفس و ان قلبه بدأ بحرقه و بشدة
وقف من كرسيه البلاستيكي..و يأخذ مفاتيحه...كل حركة كان يفعلها كانت تحت مراقبة اعين امير الحائرة...لم يستطيع ان يوقفه...لم يستطيع ان يدافع عن اخته الذي ادخلت الى عالم لا يعنيها..ظل امير ينظر الى يوسف الى ان اختفى من مرمى بصره...قرر بعد طول تفكير ان يصعد و يرى ماذا حدث لهما
...كان يصعد على السلالم منتهى البطئ...لا يعرف ايخاف من مواجهة الأخبار..ام يريد ان يختفي لأنه يعلم انه السبب في هذا
ظل يمشي الى ان وجد قدماه تقوداه الى غرفتها...دخل الى غرفتها من دون استئذان...رأها نائما...يحوط بسريرها الكثير من الأجهزة...جلس بجانبها يتأملها..انها حقا تشبه امه...كيف لها ان تتخلى عنها بكل هذه البساطة!؟..يا ليته الغى هذه الصفقة المشؤومة...يا ليته لم يعلم اي شئ عن هذا العقد الذي اذى اناس كثيرة..
دخل عليه رجل في منتصف الخمسينيات ..يغزو شعره اللون الأبيض...كان كثير التجاعيد ,طويل القامة,و كان يرتدي هذا الزي الذي اشتهر به الأطباء "البلطو" ناصع البياض
ابتسم لأمير ابتسامة تحية...ثم ذهب لنهاية السرير و اخذ تقارير المريضة...ظل يحرك رأسه بأعجاب...شك امير لوهله انه مختل عقليا ..لكن تراجع عن شكوكه عندما اتت الممرضة لتتحدث معه بخصوص سالي
الممرضة:المريضة حالتها مستقرة يا دكتور
الطبيب:و ايه نظام القلب و الضغط؟
الممرضة:كله تمام يا دكتور
نظر الدكتور الى امير...
الطبيب:ممكن اعرف حضرتك تقربلها ايه؟
امير بثقة :اخوها..هي ليه مش صحيت لدلوقتي؟
الطبيب:ادينالها مسكن...علشان الحادثة كانت جامدة شوية
امير:طب و نسرين عاملة ايه
الطبيب محاولا القاء "نكتة":اوعى تقول انك اخوها كمان
احس امير بسخافة هذا الطبيب...ابتسم له ابتسامة مجاملة..و اقسم لنفسه ان هذا اللطيف رأى نفسه يشتعل في عينا امير
امير:لا ابن عمها
تنحنح الطبيب:ممكن تطلع معايا لمكتبي
خرج امير من غرفتها بضجر...ذهب الى مكتب هذا الطبيب...جلس على الكرسي الذي يقابل امير...
الطبيب بعد صمت دام كثيرا:بص يا استاذ ...
امير:امير..اسمي امير
الطبيب:اسم لطيف..
امير:ممكن نخلينا في موضوعناّ
الطبيب و قد احس بالحرج:بص يا استاذ امير...انسة نسرين..
اتعردت لحادث و هي صغيرة صح؟
امير و قد تغيرت ملامح وجهه:حادثة ايه..انا ماعرفش حاجة زي ديه
الطبيب:فين اهلها
امير:ماتوا..مفيش غير اخوها..و اصغر منها بتلت سنين...فأكيد مش هيفتكر حاجة زي ديه
الطبيب:حس كده..لازم اقولك على كل حاجة...باين ان الحادثة القديمة كانت كبيرة..اثرت على رجلها الشمال...بس العملية اللي عملتها..عالجت المشكلة
امير:طب و فين المشكلة
الطبيب:استاذ امير...شكلك متعرفش اي خلفية عن الموضوع..
الحادثة اثرت على ذاكرتها ...في كام موقف من حياتها مش فاكراهم..او فاكرة حته منه...الحادثة اللي اتعردتلها النهاردة..سببت كسر في رجلها الشمال...و ده ممكن يأدي للشلل
امير:لحظة ....ديه حادثة سيارة ..مش نتطت من تل ابيب
الطبيب:يا استاذ امير...الحادثة مكانتش ساهلة ...هي خبطت في عربية اختك ..و جت عربية تلتة و خبطت فيهم هما الاتنين
هي كانت اقرب للعربة التالتة..المهم..دلوقتي المفروض انسة نسرين تعمل عملية..دقيقة جدا
امير:و العملية ديه هتكون فين
الطبيب:في مصر...هيعملها دكتور كبير اوي في القصر العيني..ولو مستعد ممكن تتعمل دلوقتي
امير:نسبة شفائها
الدكتور:98.5%
امير:اعملها
ابتسم الطبيب في وجهه...الذي اصبح كالذي شاهد قتيلا
اجرى الطبيب مكالمات...فقد امير التركيز في عدها
الطبيب:هم دلوقتي بيحضروا اوضة العمليات....تقدر تروح عند اختك..
خرج امير..و هو يمشي ببطئ..هل حدث هذا بسبب غبائه في عدم اختيار الوقت المناسب...ام بروده الذي زاد عن حده !؟
دخل الى غرفتها..ليجدها فارغة...يالا سرعة ادائهم!؟
خرج من الغرفة...و احس انه خرج من الحياة بأكملها
دهب الى غرفة اخته...دخل ليجد يوسف...يبكي على يدها
اقترب منه ليسمع اعتذاراته المستمرة لها
يوسف:انا اسف...سالي متسبنيش..مش بعد ده كله..تسبيني احنا فضلنا 5 سنين مع بعضت جيتي على السنة اللي هنجوز فيها و يحصل كده..طب فوقي بس و اوعدك انا عمري ما هزعلك
ربت على كتفه..لينظر يوسف اليه...و يحتضنه...هل هذا الشخص الشرير البارد الذي تعودنا عليه.؟
خرج الأثنين ليجلسا في مقهى المشفى..مازالت عينيه تذرف بعض الدموع...هل يخبره بشأنها ام يصمت!؟
هدأ يوسف قليلا...و احس ان امير يريد ان يقول شئ...و هذا الشئ سبب ارتباكه
يوسف:عايز تقول ايه
امير:مفقوس اووي كده
يوسف:اننجز
امير:نسرين...هتعمل عملية
يوسف:عملية!؟..عملية ايه؟
امير:الدكتور اللي فوق ده..مفهمتش منه كتير...بس بالمجمل العام هتعمل عملية فرجلها الشمال...يأما هيجلها شلل..و ده بسبب حادث حصلها زمان
يوسف:مين الدكتور ده
امير:والله يا ابني انا في الأول افتكرته واحد مجنون جي يتسلى بس بعد كده طلع العكس

لحني الخاصUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum