(11)

3K 106 9
                                    

لحني الخاص

(11)
رأفت:انا عايزك تتجوز!!
امير:اتجوز !!..ليه يعني
رأفت:هو ايه اللي ليه يا امير...انت بقي عندك 29 سنة..انا عايز افرح بيك و بعيالك
امير بتملل من احاديث السينما هذه:غيره يا بابا..الموضوع مش موضوع فرحة و عيال في موضوع تاني
ضحك رأفت بصوت عالي...:فاهمني طول عمرك...حس كده في صفقة مش هتنفع غير بالجواز
امير:صفقة مع مين!؟
رأفت:احمد عبد الحميد
امير:بس ديه بنته اصغر مني بتسع سنين!!
رأفت:عادي يا ميرو..و فيها ايه..و بعدين البنت حلوة و ممتعيبش
امير:لا طبعا يا بابا
رأفت:ايه اعتراضك
امير بدأ بالتوتر:ي..يعني يا بابا..البنت صغيرة و طايشة
رأفت:مسيرها تعقل...و بعدين انت اكيد هتأثر فيها يا امير
امير:بس يا بابا..
قاطعه رأفت بحده:مبسش..جهز نفسك هنروح عندها بكرة عايزك تبقى جاهز على الساعة 8 ..و تعدي عليا
وقف رأفت من الكرسي...ثم ذهب..ظل امير ينظر الى سراب..ايريد ان يبيع عمره لمجرد حزمة من المال...لن يقدر ان يبيع حبيبته بهذا التمن...كيف سيخبرها...كيف سيصدمها..لكن مهلا ..هل هي تهتم !؟
........
ظل جالسا بالأسفل...يتذكر ملامحها الهادئة ..لازالت كما هي بريئة...لكن لم تظل حبيبته..اصبحت اخته..عندما سقطت خاف عليها كأخته الصغيرة..ظل شاردا ..ماذا اذا كانت متعلقة به بعد كل هذه السنوات؟..قاطع تفكيره دخول اسلام من الباب
اسلام:اتش...انت هنا؟
هشام:لا هناك...اومال نيرمين فين؟
اسلام و قد بان على ملامحه بعض من الضيق:بتسأل ليه!؟
هشام:عادي كل يوم بتيجي معاك مش اكتر
اسلام:و هو انت مستنيها يعني
هشام:يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم...يا ابني ارحمني..هو حد قالك اني بحبها
اسلام و قد بدأ الشرار بالتطاير منه:و انت فكرك انك تقدر
اتسعت ابتسامة هشام عندما تأكد من شعوره :و مالك محموق اووي كده ...انت بتحبها ولا حاجة
ارتبك اسلام لدرجة..انه اسقط هاتفه...ظل ينظر الى الأرض عندما لمح اسمها ينير على شاشتها...
هشام:مش هترد؟
افاق اسلام من شروده:ها..لا مش مهم دلوقتي...كنت عايز ايه؟
هشام:باين انك مش معايا خالص..كنت بقولك ما تجيب نمرة نيرمين
توسعت حدقاته...لينظر اليه بغضب شديد
اسلام:و عايزه ليه؟
بدأ هشام بالضحك بطريقة هستيرية...بدأت علامات التعجب تظهر على وجه اسلام
اسلام:بتضحك على ايه!؟
هشام:اسلام ..انت بتحبها بجنون
اسلام:احب مين يا عم..ل..لا طبعا..بقولك انا لسة جاي من الدرس هطلع أريح بقى سلام
ذهب مسرعا نحوالدرج..و صعد الى غرفته...و كان قلبه ينبض بطريقة افزعته..
ابتسم هشام عندما رأه بهذه الطريقة لكن سرعان ما اختفت هذه البسمة عندما اجتاحه الخوف...هل يمكن ان يقول لها ثم يكتشف ان هذا مجرد اعجاب!؟ كما فعل هو؟
مر الصباح بشكل معتاد...لا شئ يذكر...جاء الليل ليطل ضوء القمر على غرفتها...استيقظت ..اخذت عكازيها و حاولت المشي بهما..الا ان جلست على كرسي امام النافذة..لاطالما عشقت الليل بقمره الساحر...تمنت في يوم من الأيام ان يصبح القمر زوجا لها...ظلت تنظر الى القمر بحب ..و بطريقة مغرية..اخذت هاتفها من جانبها و فتحت معزوفة فرنسية..ووضعت السماعات في اذنها ...مرت ساعة  و هي مازالت على وضعها هذا...الا ان انفتح الباب ليدخل هو منه...لم تحس بشئ...اقترب هو منها ووضع يده على عينيها
؟؟:انا مين؟
نسرين:اقعد يا سخيف..لأن ريحتك معروفة
جلس امامها و تصنع الحزن
؟:بقى انا ريحتي معروفة
نسرين:انت مش بتغير البرفيوم بتاعك يا اسلام
اسلام:ليه يعني..معفن
ضحكت نسرين بشدة:مش قصدي....قصدي انت بتحب البرفيوم ده اووي ..و هموت و اعرف ليه!؟
اسلام:ريحته حلوة
نسرين بأبتسامة مكر:طب الحمدالله اصلي افتكرته علشان نيرمين اللي جايباه
ابتدى التوتر ان يجتاحه من جديد:هو ايه حكايتك النهاردة...مرة هشام و مرة انتي
نسرين:تصرفاتك مش قادرة تخبي يا اسلام
تنهد اسلام في ضيق..:و تفتكري يا نسرين هي لاحظت
نسرين:اكيد
بدأت نبرة صوته بالأرتفاع كذلك دموعه:اومال ليه مش حاسسها عارفة...واخدة دور العبيطة...ولا كأن في حاجة..الكل لاحظ الا هي..
ارتمى في حضنها..لتزال هي في صدمة..ظلت تمسح على شعره لتشعره بالطمأنينة ...ظل يأخذ نفسه بطريقة صعبة...كانت تدور في رأسه افكار كثيرة...تسعة عشر عاما يزاد حبه ولم تحس بشئ...هل هذا طبيعي!؟
ابتعد عن حضنها...و استرجع حنيته المعهودة
اسلام:طب انزلي بقى..خالتك عزمة عمك وولاده..و شكل الليلة هتبقى دسمة
ضحكت على كلمته ..لم يحب خالاته او اعمامه..
نسرين:اتلم يالا..عيب تتكلم عنهم كده
اسلام:سيبنالك الأدب ياختي..يالا علشان انا هطق و انا تحت..بفكر اسحب هشام و اطلع اتمشى
نسرين:بقيت تحب هشام اووي انت
اسلام:والله..بحبه لله في لله كده..بس ماعرفش امير قارش من ناحيته ليه؟
نسرين:قارش؟...يعني ايه قارش يا سي اسلام؟
اسلام:لا ده انتي هتتعبيني ...ممكن اتفضل عليكي و اديلك دروس بس طبعا بفلوس
نسرين:مادي حقير...نعالي اسندني..لحسن اقع
اسلام:هتدفعي كام
نسرين:تصدق اقع اكرملي...
ضحكا الأثنين ..و ساعدها لتنزل الى اقاربهم...جلسا الأثنين بجانب بعضهما على طاولة الطعام...كان الجميع يضحك و يتكلم..ماعدا امير..كان ساكن سكون القاتل امام القاضي
كان شاردا معظم الوقت...لم يكن ينظر لهشام نظرات قاتلة كما كان يفعل في السابق..كانت نسرين تجلس امامه..كان يحرك قدميه الا ان اصتدمت برجلها التي تؤلمها
هربت صرخة بسيطة منها من كثرة الألم....نظر اليها جميع الجالسين
شريف:في ايه يا بنتي..حصل حاجة
نسرين:لا ولا حاجة يا عمو...رجلي اتخبطت في التربيزة
شريف:خدي بالك يا بنتي بالطريقة ديه مش هتخفي خالص
نسرين:ان شاء الله يا عمو
اكمل الجميع ما انقطعوا عنه...لتنظر هي اليه بكل غضب تمتلكه..لتجده مازال شاردا..و هذا ما زاد غضبها
..
انتهى الجميع من العشاء الفخم...لتجلس هي بين اهلها...يتكلموا و لا تزال غاضبة مما فعله امير..لكن لما كان شارد الذهن هكذا ؟
اسلام:هشام..ما تيجي نتمشى شوية
هشام:طيب ماشي
وقفوا الأثنين ليخرجوا لكن اوقفتهم ميرنا بصراخها عليهم
ميرنا:خدوني معاكم
هشام:بس...
قاطعنه امه:خدها معاك يا هشام
سحب يدها بتملل...ثم ذهبا...ليمشيا في حديقة منزلهم الذي كانت في يوم من الأيام اجمل ركن في هذا المنزل...لكن بعد التغيير الجذري الذي طرأ على نسرين...لم تعد تهتم بها كسابق عهدهاا
ظلت ميرنا تلعب في الحديقة...و الشابان يتجولان حولها
هشام:مالك يا عم مكشر طول القعدة
اسلام:عادي..
هشام:طب مكشر في وشنا و ماشي ..لكن وش نيرمين لا
اسلام:يا ابني مفيش
هشام:هاه بعد الكلمتين دول..و كام كلمة من بتوع يا عم ديه زي اختي...هتيجي و تقولي انك بتحبها
ضحك اسلام على هذا التسلسل الذي يحدث بالفعل في كل قصة حب شبابية
اسلام:متأكد انك كنت عايش في لندن
هشام:كلنا حافظين نفس البؤ ...و ضيف على ده جملة "انتي زي اختي...و احنا مينفعش نكمل مع بعض"
اسلام:انت المفروض تعمل كتاب ...مفيش بس عادي
هشام:واضح و صريح
ابتسم اسلام نصف ابتسامة...لم يعرف يوما كيف ان يشرح احساسه لأحد حتى امه...لم تنل هذا الشرف في ان تفهم مشاعره...رغم عدم تقربه من عائلته الى انه افتقد الدفئ الناتج عن حضن امه له.
...

لحني الخاصOù les histoires vivent. Découvrez maintenant