٢٩

20.6K 1K 47
                                    

جُماره
ابنة بائعة الجبن
البارت التاسع والعشرون 29

حكيم شاور لجمره عشان توقف بعد ماحس ان غازى خلاص ممكن يموت لو صبر عليه وهمله لجمره اكتر من اكده وهو واعيها عتحرت بيه جنينة السرايا رايح جاى من غير تعب، كنها هى كمان عتخلص فتارها منيه ومنسيتش انه وصلها للموت قبل اكده وشافت على يده عذاب اول مره تشوفه فحياتها وداقت بسببه الزل والحرمان من بعد ماكانت تتعامل معاملة ملوك ..

جمره وقفت اخيرا بناء على طلب حكيم بس بعد ماخدت غازى فى لفه اخيره قطعت فيها اللى باقى من نفَسه ..
حكيم قرب عليه وفك الحبال من سرج جمره وفاته متمدد على الارض واخد جمره ربطها موطرحها بعد ماحبها وخدها فحضنه وطبطب عليها يهدى الخضه اللى عتخضها من المجهود اللى عيملته..
وهى اول ماعيمل اكده وحست بحنانه عليها كنه عيقولها اهدى انى عاودتلك  خلاص ومحدش هيقدر يأذيكى تانى صهلت بصوت عالى ورفعت رجليها القدامنين بفرحه خلت حكيم يضحك كنه اب شايف بته عتتنطط قبال عنيه وواقف يبصلها وقلبه فايض ليها بالمحبه ..

ربطها وودعها بتمسيده اخيره ورجع على غازى وامر الرجاله يشيلوه وياجو بيه وراه وراح على المشتمل ونزل قدامهم، وهما نزلو بغازى وراه، وحطه على السرير وربطه موطرحه بنفس السلاسل واداه ضربة وداع  اخيره والتانى فتح عنيه بضعف من غير مايتحدت وشاف حكيم قباله وغمض عنيه بعد مابص حواليه بضعف وشاف حاله فالقبو والادوار اتقلبت وبدال ماكان سجان بقى مسجون ..

وفتحهم تانى  على صوت طقطقه وكان حكيم عيشيل فياش الاجهزه واحد ورا التانى وعينه على غازى واتحدت بعد ما زفر بارتياح ...

السيما شطبت خلاص ..اقعد عاد لحالك انتا اهنه وراجع حالك وشوف الدنيا كيف ماعتدومش واللى تحت فلمح البصر عيوبقى فوق، واللى فوق عيوبقى تحت ...
اتأمل فقدرة ربنا وقدامك العمر كله تقضيه فتأمل ..شوف حالك كيف قعدت سنين تحفر قبر لغيرك وفالاخر انتا اللى ادفنت فيه ...

وهمله وطلع وقفل باب الحفره عليه بس بعد مااطمن ان العيش والبلح اللى جابهمله غازى امبارح قاعدين كيف ماهما ويكفو غازى ياجى يومين..

طلع بره المشتمل وقفل بابه بالقفل واخد نفسه براحه وهو عيبص حواليه ويتفقد الدنيا اللى عوادلها من تانى واتقدم ناحية السرايا ووقف قبال امه وجماره و غاليه وميل على امه حب على راسها وهمس جار ودنها : الحمد لله اللى حسك عاودلك تانى ..حقك عليا يالبة القلب ..

امسحى عذابك فضعفى وقلة حيلتى ..على عينى كنت واعى اللى عيجرى فيكى ومكبلانى القيود عنيكى ..

تماضر مسكت وشه بين اديها وهمستله من وسط دموعها :ولما انى حقى عليك انتا حقك على مين ياولدى؟ ..حقك على مين وانتا قاعد تحت منى فحفره مدفون اسمالله بقالك شهور وانى معارفاكش!..صوح كان قلبي عيحدثنى بأن فيه حاجه فالمشتمل وقلبي يرفرف وانى واقفه على عتبة بابه..
بس برضك مكنتش متوكده ولا حد فاهمنى عشان يفتحلى ويقطع شكى بيقين ..ان جيت للحق ياولد قلبي ..انتا اللى حقك علي ..حقك علي عشان مسمعتش كلامك من زمان فأنك تبعد غازى عنيك ..حقك علي فأنى وافقت انى اسعيلك تعبان ينام ويقوم فطولك وهو طول الوكت عيحفر وراك ويدبر لموتك ..حقك على راسى ياولدى ..

رواية جماره Where stories live. Discover now