٢٦

19K 949 27
                                    

جُماره
ابنة بائعة الجبن
البارت السادس والعشرون 26

انطلقت من طبنجة بشندى الطلقه متوجهه على قلب غازى بالظبط لكن اللى حصل غير موازين حسابات بشندى لما غازى وطى يمسك لجام عنتر وكانت الثانيه دى هى الفيصل اللى خلى الرصاصه تتخطاه وتنبت فى صدر واحد من رجالته خلته وقع مكانه ..

وغازى اترمى على الارض فثانيه وابتدا صراخ على عوض والرجاله :بشششندى ديه بشندى هاتووووه لو فلت من اديكم هكتلكم كلكم النهارده وملكمش عندى ديه ..
اما بشندى ففضل مستنى غازى يقوم عشان يكرر الطلقه ولما لقى مفيش فايده اتحرك للهرب وهو واعى الرجاله قربت عليه لكن الحظ محالفهوش لما طلقه اخترقت رجله وقعته موطرحه من طلقات بنادق رجالة غازى اللى ابتدو يضربو ضرب عشوائى على غيط القصب ..

فضل نايم وكاتم المه وسامع خشولة القصب حواليه وعيدعى من ربنا ان عينهم تغفل عنيه لكن المكتوب ممنوش هروب وغمض عنيه وهو شايف بوز بندقيه عيشق عيدان القصب ويتلزق فدماغه ..
بشندى :اوضرب ياواد المركوب مستنظر ايه .
-له الشيخ عاوزك حى معاوزش يموتك دلوكيت ..ووطى خد الطبنجه من يد بشندى وهو لساته مثبت فتحة البندقيه فدماغه وبعدها شال البندقيه وضرب طلقة نصر فالهوا وزعق بعلو صوته :لقيته يارجاله ..تعالو اهنه ..
وشويه والكل اتجمع حواليه وشالوه وراحو بيه على غازى اللى اول ماشافه فأدين رجالته فى اللحظه داى بس اللى قلبه خفت رجفته وريقه الناشف من الخوف طِري واتبلع ..

ولما وصل حداه ضحك بتشفى :والله ورجع الطير ليد صياده تانى ..ليك وحشه يابشندى والله ..كنت وين ياراجل دانى برمت عليك البلد والبلاد اللى جارها ..اصلى عحبك ياراجل ومعحملشى بعادك عن عينى واااصل ..

بشندى وهو كاتم المه:له وانتا الصادق دانتا كنت عتدور عليا خوف مش محبه ..عشان خابر زين ان طول مانى حر وبعيد عنك موتك محتوم .

غازى بضحكه :صوح .مش هجادلك ولا اكدبك ..كنت خايف منك ..وكرامه لكل الخوف اللى حسيت بيه ديه بسببك ..انى هخلصه من عنيك وهطلعه على جتتك ..

خدوه يارجاله على المندره .. وتاوو ديه بعيد ..او ارموه فالرياح هو اكده اكده محدش يعرفه ولا هيدور عليه ..وبالفعل الرجاله  اتقسمو نصين نصهم ربطو بشندى و اتصرفو وجابو شوال خيش كبير حطوه فيه وربطوه ورفعوه على عنتر وواحد من الرجاله جره وغازى ماشى وراهم بفرحه كنه راجع هو ورجالته بغنايم حرب .

والنص التانى حطو الراجل الميت فشوال زييه وحطوه على حمار وحملو فوق منيه جراو عشان يداروه وراحو بيه للرياح (منفذ للماء للبلد كلها يغذي مصرف او اكثر بالماء) ورموه ورجعو ولا مين شاف ولا مين درى .

وصلو المندره وواحد من الرجاله اتطوع يطلع لبشندى الرصاصه وسخن مطوه على النار وشق رجله بالطول ومد يده فالجرح طلع الرصاصه وكل ديه من غير تخدير ولا حاجه تخفف الالم وبشندى روحه طلعت وردتله كذا مره من الالم ومع كل حركه كان يشهق شهقه تشق صدره شق ..

رواية جماره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن