51- ليس الآخير

Start from the beginning
                                    

لكنها بدت مكالمة من زميلة في الجامعة يتكلما فيها عن ميعاد تسليم بحثٍ فقط وانتهت سريعًا لكنها لم تتحرك ووقفت تنظر إلى الشارع بجانبه .. حرك رأسه لها وسأل بطريقة مستنكرة "كان وائل؟!"

توترت وابتلعت لعابها لتجيب بتلعثم واضح وهي تحاول السيطرة على ضربات قلبها التي ارتفعت كعادتها عندما تكون تحادثه "لا لال لا... دي زميلتي."

أومأ بضيق وبدا وكأنه لا يريد إغلاق موضوع وائل "وهيجي يخطبك إمتى بقى؟ ولا هو بيلعب ولا إيه؟ أظن دبلة وخطوبة مش حاجة صعبة يعني بدل الكلام الفارغ ده، أنا سكتت بس عشان أنتِ قولتيلي أسكت بس أنا مش حابب تدخلي علاقة من ورا أهلك، ده ما يصحش وماينفعش."

"وأنت مالك أصلًا؟" قالت فجأة فتوسعت عينيه وكأنه لم يتوقع تلك الإجابة ورفع إحدى حاجبيه كالأطفال وأردف بعناد "مالي إني قريبك ودي حاجة تمس عيلتنا، وبعدين ما دام مالي فأنا ممكن أروح أقول لأبوكِ على الكلام ده وصاحب الشأن يتصرف بقى."

أمسكت بذراعه بخوف وابتلعت لعابها "أدهم لا بالله عليك." ظهرت لثغتها في حرف الدال (لدغتها) واضحة عندما نطقت اسمه وهو لوهلة ظن أن اسمه يبدو لطيفًا بتلك الطريقة وكان سيبتسم لكنه سيطر على ابتسامته وقطب جبينه عندما تذكر أمر وائل ونطق من تحت أسنانه "ماشي."

وقفا بصمت حتى تكلم مرة أخرى ذاكرًا سيرة وائل وكأنه لا يستطيع إخراج أمر أنها رفضته وفضلت رجلًا آخر عبيه من عقله "وأنتِ مغيرة بقى في طريقة لبسك عشانه؟!"

خجلت وحمحمت لتجيب بتوتر "لا لا .. هو أنا أصلي .. بقيت بتابع بلوجر محجبة وعجبني لبسها وبقيت بألبس زيها."

"بس حلو."

نمت ابتسامة غير مصدقة على وجهها "بجد؟"

ضحك عندما ظهرت لثغتها في حرف الدال من جديد فضحكت تبعًا له ونظرت بعيدًا بخجل وهي تحاول تمالك نفسها مثلما نصحها (اللايف كوتش) الذي أصبحت تذهب له مؤخرًا.

وعندما تذكرت أمر النصائح كانت قد أدركت بأنها يجب أن تقتطع هذا الحديث مع أدهم الآن قبل أن يقطتعه هو، تبعًا لما قاله اللايف كوتش.

ورغم أنها لم تكن تريد إنهاء حديثها مع أدهم لكنها فعلت رغمًا عنها فنظرت له وقالت "طب أنا هدخل بقى عشان إحنا أتأخرنا عليهم جوا." وقبل أن يجيب كانت قد تحركت للداخل لتتركه واقفًا ينظر أمامه بغيظ لا يعرف مصدره!

ربما لأنها أصبحت تتجاهله؟ فضلت رجلًا آخر عليه؟ والأهم من ذلك أنها بدت مختلفة! لن ينكر أنها تبدو جميلة الآن.

دخل خلفها وجلس في مكانه أمامها متعمدًا ليجدها تتحاشى النظر له طوال مدة زيارتهم، وعندما تصطدم عينيها بعينيه بالصدفة تبتسم له ابتسامة بسيطة ثم تحول عينيها سريعًا وهذا ضايقه، لقد كانت دائمًا تنظر له بطريقة بلهاء غبية لأنها كانت واقعة في حبه تمامًا! ما المختلف الآن؟ نعم .. المختلف أنها تحب وائل.

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now