البداية

62 5 2
                                    

عقارب الساعة تدور وتدور معها الأيام، نواجه عتمة الحياة بالنور المشع من شمعة أنفسنا، ولكل شخص شمعته الخاصة، ولكن ليس كل الشمعات تفوز في مواجهة الحياة

☆~~~~~~~~☆







المنبه يرن بقوة من الهاتف الملقى بجانب الوسادة، ليعلن عن قدوم الساعة السابعة صباحًا، تطفئ يد  المنبه، وتستيقظ  الفتاة بشعر عسلي مبعثر تنعكس عليه الشمس فيبدو كخصلات الذهب، وعيون عسلية ناعسة، تصدر تأففًا دالًا على شعورها بانزعاج.

رؤى بانزعاج: "لا أصدق أنه علي الذهاب للكلية في هذا الوقت المبكر، لما يجب أن ندرس بهذه الطريقة، ألا يمكن فقط تحميل كل هذا الهراء على قناة في اليوتيوب."

●الساعة العاشرة ●

رؤى موجهة حديثها لفتاة طويلة القامة، سوداء العيون والبشرة: "وأخيرًا انتهت هذه المحاضرة، كدت أن أنام وهو يشرحه، عليه أن يجرب العمل في تسجيل قصص ما قبل النوم."

لترد الفتاة ضاحكة:" استمري هكذا إلى أن ترسبي في المادة" ، لتنظر رؤى بتكبر وتقول:" وكأنّي يا آلاء إذا إن انتبهت لشرحه سأفهم ما يقول، بالأصل أنا اعتمد فقط على دراستي الذاتية وفيديوهات اليوتيوب."
لتضحك آلاء بخفوت، وتمضي فتاتان في حديثهما وتذهبا باتجاه الكافيتريا.

● في المنزل●

إمرأة أربعينية تنادي بصوتٍ عالي:" رؤى، يا رؤى هيا للعشاء"، فترد رؤى بصوت متحمس وصارخ:" حسنًا، أمهليني دقيقة واحدة فقط ماما"

لتتمتم أم رؤى: "آه من هذه الفتاة، لا تساعدني في شيء، وكل يومها بين الكلية والطعام والذهاب للحمام."
تنزل رؤى متحمسة لوجبة العشاء، فقد كان وجبتها المفضلة، فقد أعدت أمها رشدة الكسكاس. ☆

وعلى مائدة الطعام تجلس العائلة المكونة من رؤى ووالدتها فاطمة ووالدها عمر وأخيها الأصغر رامي، تأخذ العائلة تتبادل الأحاديث، بين صراع رؤى ورامي على الطعام، وحديثهم عن بعض التحسينات التي تريد أم رؤى تنفيذها، وأثناء حديثهم يقول والد رؤى:" جارنا محمد أحضر مهندس لبناء الطابق الثاني من بيته، وها هو الآن يعاني من أخطاء البناء."

لترد الأم ساخرة: " ذاك الترهوني، من لا يقدر على خداع غبائه الفائق، وهذا لا يعني أن سيحدث لنا مثله، أم أنك تمتلك عرق ترهوني؟" 
لترد رؤى منزعجة من أمها:" وما دخل أنه ترهوني في أنه قد تم خداعه!"

لتردالأم:" وكيف لا، والترهونيين معروفين بالغباء." 
تنزعج رؤى من رد أمها وتنشغل بتناول الطعام، وتكمل باقي العائلة الحديث.

●بعد العشاء●

أم رؤى:" عساك أن تأتي وتساعدني في تنظيف الأطباق"، لترد رؤى مستعجلة:" لا يمكنني علي دراسة العديد من المحاضرات"، وتذهب لغرفتها، لتمسك بهاتفها وتراسل صديقتها آلاء.

مرحبا، كيف حالك الآن؟ _. رؤى

أهلين، الحمد لله بخير وأنت؟ _. آلاء

الحمد لله، ماذا تفعلين؟ _. رؤى

لا شيء، فقط أدرس طبيعة الظواهر الاجتماعية من محاضرة اليوم، وأنت؟ _. آلاء

جيد، لقد كنت أتناول العشاء وحدث شيء ضايقني، أنا أكره حين ينعت أحد مدينة أو بلد بصفة ذميمة معينة، ويعممها على كل الأفراد المنتمين لها _. رؤى

معك حق، التعميم لغة الجهلاء، من هذا الغبي الذي فعل ذلك؟ _. آلاء

أمي  _. رؤى

أوه   _. آلاء
اممم، لا بأس هذا متداول لدى جميع الناس، ولا أظن أنه بدى يشكل فارقًا لدى أحد _. آلاء

ربما، لكنه امر مزعج ومسبب للفتن، وكأن العالم ينقصه الكراهية _. رؤى

لا تزعج نفسك، هل درست مقدمة علم الاجتماع؟ _. آلاء

لا، سادرسه الآن، مع اللقاء آلائي _. رؤى

أجل عليك بدراسته، لا تنسي أن لدينا اختبار فيه بعد الغد، وأيضا كما اتفقنا سندرس معًا غدًا _. آلاء

بالتأكيد لم انس، إلى اللقاء مُفضلتي _. رؤى

أخذت رؤى الهاتف بعيدًا وراحت تفكر فيما جرى، ولكنها قررت نسيانه والتركيز على الدراسة.
رؤى قد تبدوا طائشة ومستعجلة وسريعة التململ، ولكنها كانت تملك قلبًا كبيرًا وروح كالأطفال.

☆~~~~~~~☆















مرحبا🌻
كيف البارت معاكم؟ البارت بس توضيحي عن شخصيات الرواية

الكلمات إللي عليها نجمة، هي كلمات اشوفها ممكن في ناس ما تفهمها؛ لذلك احط معناها هنا

☆1: أكلة ليبية شعبية

بارت شوية قصير بس بارتات الجاية حتكون أطول

اعطوني رايكم وتوقعاتكم عن الموضوع🧡

ولا تنسوا الضغط على النجمة 🌟

هجاء المدن Where stories live. Discover now