١٤. و ترجِعُ إليَّ بعد أن داهَمَتك المَنايا.

320 20 26
                                    

ـ

والد تايهيونغ :ماذا تَقصِد؟!

الطَّبيب: أي أنَّه استعادَ ذاكرته لمُدَّةٍ قصيرةٍ فقط، و من ثُمَّ تلاشت مُجددًا و لا أعلمُ ما هي الأسباب... أعتذر حقًّا..

والد تايهيونغ : لا تعتَذر أنا أتفهَمُ ذلك، أتمنى أن يأتي اليوم الذي يستعيد به ذاكرته و لا يفقدها مُجددًا أبدًا...

الطَّبيب: نرجو ذلِك بحق.

_ بعد أربعة عَشر عامـًا_

ها أنا أدخُل في تلك الغُرفةِ المُمتلئة بالشُّموع و ذلك الطَّريح الذي تَلهفَّ كُلُّ ما بي للقياه، و لكن حينما حلَّ ذلك ها هُو طريحُ الفراشِ و بِئسًا لهذا الحال... اقتربتُ ببُطئٍ منه و جلستُ بذلك الكُرسي الخشبي الصَّغير مُقابلًا لذلك السَّريرِ الرَّث و كامِلي يرتعِش، حَملتُ كفيّ بثقلٍ شديدٍ و أمسكتُ بيده المُتجمِّدةِ و المُتشقّقة، كيف لك أن تكونَ بهذا الحال الذي يُرثى له؟!

"عِش يا غونزَاليِس، عِش..."
قال بنبرته المُرهَقةِ لأُصبح واجمًا و غير قادِر على الرَّد

بُرهةً حتى شعرتُ بسكونٍ غريبٍ حلَّ على هذه الغُرفةِ الموحِشة، و ها هِي الأهازيجُ تَنهـارُ عليَّ مُترنِمـةً كالإثـمِ الذي يُبصره المُحتَضِـر...

"كيف نَجـوت؟.. "
نبس يسألُ بعدَ أن عـمَّ صوتُ البـوقِ الشّجِنِ مُعلِنـاً وفاتـه، كيف له أن يمـوتَ بعد أن نَجى؟ كيف للبَحـرِ أن يُطرَح للقـاعِ قبل نزولِ الوَدق، أُشفق على رسـائلي المُتكدسـة فوق بعضهـا بالرَّفِ الذي على مَقربته حينَ كان يُبصر و بل يبتسـم...

عزائـي للَهفتـي التي شقَّت المدائن بصَدري و التي أرادت منه أن يقرأ ما بين ثناياي عَبر أبجديتـي المُترَحـة، و أن أجعل اللِّقاء الأخير نُقطةَ تسامحٍ أبديٍّ فيما بيننا و لكن الأوانُ قد فات لِذا ارقد بِسلام... أجَل ارقُد بسلامٍ أيّهـا المُكرسُّ بكَـمٍّ هـائـلٍ مِنَ العَجـب...

ليتني أضمُّ كُل المنايا بِأضلُعي و بين مَخازنِ كَبِدي يا كبدي بدلاً عن خَوضِك أنت أحَد هذه المنايا، استَفِق! قُلتها مراراً و لكن لا استجابَة تَلقيتُها من جَسدِك الذي أخمَد كُلّ شيءٍ صَحوٍ به و باتَ يُظهر بقايا الدُّخانِ و الفُتات...

عُد للنجاةِ أتسمعني؟ عُد و انجو و لا تقُل لي بأن أعيشَ و أنت راحلُ، "عش يا غونزَاليِس عش" أتقولُ ذَلك و أنت مُبتسِمٌ بَينما أنفاسُك تُفارِقك؟ بجانب أنَّك لا زِلت توسِع فاهك لِيتزيَّن ثغرُك ببسمَةٍ أخيرة حتى بَعد أن ودَّعتني و تَركتني هُنا أُصارِع هذا البُؤس أُحَملِقُ بتِلك الرَّسائِل المُكدسَة؟

رَسائِل غونزاليس|TKWhere stories live. Discover now