١. بِلا أيِّ رِسـالـة.

2.4K 133 97
                                    

لَحظةً واحدة.. هل أنا في مُخيّلتـي؟! بين الذّي كتبته برسـائِلـي؟
قـاطعَ تساؤُلاتـي أحدٌ مـا مِن بعيـد، أحدٌ لا يشبهُ جميعَ من كانَ بالمـارَّةِ فكلُهـم كـانـوا بألوانٍ بـاهِتـةٍ و وجـوهٍ شـاحِبـة، أحدٌ مـا كـانَ كُلمـا خَطـا يطرُق بالأرضِ برِقـةٍ أجهَلُ المعنى المُسدلَ خلف أسوارِهـا، بأحذيتهِ الجِلديـةِ و بلَونِ السُّكرِ المَغليّ، بدا يقتَربُ خطوَةً بعد خطوة حتى حَملقتُ به مُجدداً بعد أن كُنت سارِحـاً بخطواتِه، عدتُ لإدراكـي بعد أن أيقنتُ أنّـه هـو.. ماذا؟! ...

استَيقظ سيّد 'غـونـزَاليِـس'! استيقِظ!
فَتحتُ اللّتـانِ تحمِلُ رمشـي على مِصراعيهمـا بَعد أن سمعت صوت صُراخَ البُستانـيّ الذّي نسيتُ اسمه مُجدداً...

هل أنت على مـا يُرام سيّدي الصّغيـر؟، إنّك تتصبّبُ عرقـاً برُغـمِ من أنّـه الشِّتـاء بالفعل، و المِدفأةُ ليست بتلك السّخونـة أَيُعقل بأنّ الحُمى قد عادت إِليك؟!

كـانَ يسألُ و هو يمسحُ وجهـي بالمِنديلِ و علامـاتُ القلقِ تكسوا وَجههُ المُمتلئِ بالتَّجـاعيـد، إنّه لطيـفٌ معي على الدّوام و طوال التّسعـةَ عشر عـامـاً الذي عشته بهذا القَصـر، و مُدّة عَملـهِ التي مع قُرابـةَ الأَربعـونَ عـام، كـلُّ هذا و لا زِلتُ لا أثِقُ به أو بِغيرِه، حتى اسمه أنساهُ بكثيرٍ من الأحيـان، أمري يدعو للسُّخريـة..

أجبته بأنّني أشعر بألَم في الرّأس و لكن لا بأس
و ردّ عليّ بابتسامته المُعتادةِ أنّ دروسي ستبدأ بعد دقـائِقَ معدودَة

و لكن.. هل تذكرتُ أمراً للتّو؟

نزلتُ من على السّريـرِ بعد أن أَمَرتُ بتغييرِ الملاءاتِ، فتجَهزتُ و كنت على استِعدادٍ لرؤيَة المُعلـمِ بالقاعَـةِ الدّراسية المعزولة بأحدِ أركانِ حدائقِ القَصـر

لَم يكن مُعلمـاً عـاديـاًّ، كلمـاتهُ كانت تَسلبُ ذِهني مُتفكراًّ دومـاً و غريبُ الأطوارِ بالآنِ ذاته، لم يكن مُعلمَ اللُّغةِ الفَرنسيـةِ أو الرّياضيات، بل كـانَ يندَرِجُ لعوالـم مِثل عوالِم : 'لودفيج فاَن بيِتهوفن' و 'وِليام بيِلينجس'، إنّه مُعلم المـوسيقـى الخاصِ بِـي.

رَسائِل غونزاليس|TKWhere stories live. Discover now