49- من له ظهر أحيانًا سيُضرب على قفاه

Start from the beginning
                                    

"حضرتك مش هو ده أدهم ياسر رأفت مقلاد؟"

صمتت جدته فأكمل الضابط "متهم بخطف مراة الدكتور بتاعه في الكلية هو وأحمد كامل وهشام أمين وقيس المرشدي والتلاتة التانيين زمانهم في القسم دلوقتي ولازم أستاذ أدهم يجي معانا، ولو فيه لبس أكيد هيرجع."

استدارت جدته لتنظر له فأخفض رأسه متفاديًا النظر لها، وبدون أن تسأل هي قد أدركت أنه قد فعل شيئًا، صمته وسكونه بخزيٍ هكذا أعلماها بأنه تورط في شيءٍ مع تلك الشلة السيئة التي صادقها، لكنها فقط لم تصدق كيف أن الملاك البريء قد يفعل شيئًا كهذا!

وبالرغم من كل هذا هي قد استدارت للضابط وتحدثت بثقة "أدهم مستحيل يعمل حاجة زي دي، بس على العموم هو هيجي معاكم عشان الأمر اللي معاك، إحنا أسرة بتفهم في القانون كويس، هو بس يدخل يغير هدومه وهينزل لكم."

"تمام إحنا هنستناه تحت.".

فور رحيل الشرطى وإغلاقها للباب كانت قد وقفت أمام أدهم لتسأله بطريقة مهددة "هو سؤال واحد، وتجاوب عليه بصراحة عشان نعرف نتصرف ونقول لجدك."

ابتلع لعابه بخوف فأكملت "أنت عملت اللي الظابط قال عليه ده ولا لا؟"

ارتسمت ملامح نادمة على وجهه وأومأ فزمت شفتيها بهدوء وأردفت "طب روح وأنا هتصل بجدك.".

فتح أمين باب منزل ليفاجئ بالضباط أمام وجهه ولقد ظن فورًا أنهم مخطئون بالعنوان لكن الضابط الذي نطق بنبرة خشنة "مش ده منزل هشام أمين؟"

جعله يدرك بأنهم ليسوا بالمخطئين "ليه؟"

"محضر ضبط وإحضار، ابنك متهم بخطف مراة دكتوره في الجامعة،" فور أن أنهى جملته كان هشام قد ظهر من خلف أبيه يتساءل ماذا يحدث فأمسكوا به وسحبوه خلفهم في وسط مراقبة من أبيه الذي يقف كالمضروب على رأسه ولا يستوعب أي شيءٍ مما يحدث لدرجة أنه استفاق بعدما رحل رجال الشرطة بابنه.

في الخامسة مساءً خرجت داليا من غرفة الكشف بعد أن ودعت الطبيبة وأخذت الميعاد القادم لتجد أحمد في وجهها يبتسم ابتسامة آملة وسرعان ما بادر بسؤالها "ها؟ أخبار الجلسة؟"

رفعت يديها بورقة له "ما كتبتليش أي علاج غير حاجة كدا للتشنجات لو جاتلي وقالتلي إنها مبهورة إن ماجاليش إكتئاب لحد دلوقتي، أظن إنها مش هتعتمد معايا على العلاج الميديكال بشكل كبير لأنها ركزت على الجزء النفسي أكتر."

توجها سويًا نحو الباب وهو يسألها "طب قالتلك إيه؟"

رفعت كتفيها وأجابته عندما دخلا معًا إلى المصعد "سألتني عن الزفت، وسألتني عنك .. عن علاقتنا وحاجات كدا."

"حاجات إيه؟"

"أنت مالك يا أحمد حاجات إيه! حاجات وخلاص،" شبكت يديها أمام صدرها وأشاحت بوجهها بعيدًا فضحك "أنتِ مال وشك أحمر كدا ليه؟ هي سألتك عن إيه بالظبط؟"

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now