١٢.جَعَلَتني أستفيقُ بُرهةً كشُعلةٍ وضّاءة.

Start from the beginning
                                    

ها هِي أنامله المُتجمدة أشعُر ببرودتها تتحسسُ جِلد وجهي بكُلّ رفق إلى أن وَصَلَت لطرفِ شفتي وُصولًا لعنقي الذي من بعده أصابني خَدر غريب... للتوّ كُنت أنظر لعيناه تلك و قلبي المُرتعش جرّاء هذا الشعور الذي ليس خوفًا و إنما يصعب علي تسميته، فلماذا الآن _و فجأةٍ_ أشعرُ و كأنّني مُخدرٌ تمامًا رُغم أنها مُجرد لمساتٌ طفيفةٍ من أنامله و أنفاسه و رائحته المُختلطةِ مع رائحة النّبيذ...

" لا أبتغي أن يمسَّ البُؤس ما يخصني بيومِه العظيم..."

تداركتُ نفسي فابتعدتُ خطوةً للخلفِ فقلتُ و أنا أزفرُ و أشعر بسخونةٍ غريبة:

ماذا تَقصد بقولك هذا؟

"لا أُريد منك أن تكون وحيدًا بيومِ مولدك، لذلك أتيت لأبقى مَعك... سيّد الموسيقى"

لقد اعتدتُ أن أكونَ وحيدًا على أيِّ حال، شُكرًا لك
قلتُ ساخرًا عكس تأثري الدّاخليّ بما قاله هُو

على أيّ حال يجب أن تأخذ حمامًا دافئًا قبل أن تَبرُد
قُلت و أنا أُخفي توتري الذي أجهلُ سببه

و إذ به يقتربُ مُترنحـًا مُجددًا منّي لأعودَ للخلفِ أكثر فأكثر هذه المرَّة إلى أن تعثرتُ بدرجةِ السلالمِ فسقطتُ و تبعني هو ليسقُط فوقي، تبًّا جسده ثقيل...

أسـ أُستاذ... ابتعد..
قُلت و أنا أُحاول إزاحة جسده و لكن دون جَدوى

ها أنا أشعُر بالرَّطوبةِ قد بدأت تتخلخلُ في مَلابسي لتصِل لجلدي رُغم كثرةِ ما أرتديه و ثقله، و ها هو ذا الذي بللني قد أزاح رأسه عن كتِفي و لكنه الآن مُقابلٌ لوجهي و قطراتُ الماءِ تقطر على قاعِ وجهي و بالأخصِّ شفتي، بتُّ أتأملُّ مُقلتيه الحزينتينِ و أجثو على فرائش خيالاتي سارِحـًا بهما بعيدًا عن مُلامساته لخُصلِ شعري و أُذني و وجنتي بكُلِّ بطؤ...

"ساعدنِي إذن"
قال هو لأتدارك الوَضع

أُــ أُساعدك بماذا؟!

"هِمم ألم تقُل بأنّه يجب علي أن أستحم بماءٍ دافئ؟"

أجـ أجل و لكن...
لم أُكمِل لأنه وضع إبهامه على شفتاي فأُطبِقا حينما بدأ يُمرره عليهما...

" أنت بهيٌّ للغاية، و قد ازددت بهاءً هذه اللَّيلة أكثر أيُّها العشرينيّ"

ما هُو أمري! من المُفترض أن أشعُر بعدم الراحة و أن أدفعه من فَوقي أو أُنادي أحد الحُراس أو الخدم و لكن... و لكن ما بي أشعرُ براحةٍ غامضةٍ تُفسر لي مدى معرفتي طويلة الأمد اتجاه هذا الشَّخص؟ ، حدسي لا يُخطئ...

رَسائِل غونزاليس|TKWhere stories live. Discover now