" لن يحصُل مكروهٌ لنا لِذا لا تقلق سيّد الموسيقى"
و لكن الطريق مسدود، هَل تعي ذلك؟!
أنزَلَني بِكُل حذرٍ و هدوء ليقول بعدما وضع كفه برفقٍ على وجنتي و نظر لِعيناي الفَزِعة:
" استند على ذلك الحائطِ و حاوِل أن تُلصِق ظهرك و جسدك به قدر الإمكان و لا تُصدِر أيّ حركةٍ أو صوت، ثِق بي"
و ماذا عَنك! ماذا ستفعل؟!
ردّ عليّ بابتسامةٍ فذهَب مُسرعـًا نحو ذلك الطريق الذي جِئنا منه، أردتُ اللحاقَ به و لكن توقفتُ فاتجهتُ نحو الحائطِ و فعلتُ ما أخبرني به، أجل أنا أثقُ به و بقدرته و لن يَخذلني... أرجو أن يعودَ سالمـًا...
همستُ برجائي بألمٍ غريبٍ حلَّ على أيسرِ صدري، لأسمع فجأةً صوتَ إطلاقِ النارِ بدون توقف، أنا قلِقٌ عليه و بشدّة أجل و لكنَّني أثِقُ بأنه لن يُهزَم. لحظات حتى باتَ صوتُ ذلك الإطلاق المُستمر يُضعفني و أحسستُ بصوته يُحشر برأسي فأمسكت برأسي و أطلقتُ صرخةً خفيفةً دلالةً على توجعي، سُحقاً الوقت غير مُناسب لضعفي هذا يجب أن أتحلى بصبرٍ أكثر و أن أنتظر عودته سالِمـًا أجل...كم بغضتُ نفسي على وَهني هذا، و كم كنت أُحاول صدَّ هذا الوهنِ و أكونَ أقوى و لكن يالَ الأسفِ و يالي عديمُ الفائدةِ فها أنا أسقُط أرضـًا لعدمِ تحمُلي لأصواتِ الإطلاق... فتحتُ نصف عيني بصعوبةٍ فرأيتُ ظلَّ أحدهم يقتربُ منّي ببطؤ، هالةُ ظلٍّ لستُ أجهله فهل هو جونغكوك؟ أتمنى ذلك..
_بعد ثلاثةِ أيام_
قالَ غارسيا مُبتهِجـًا: ماتيو تعال لقد استيقظ غونزَاليِس!!
جونغكوك بغيرِ استيعاب: أحقاً ما تقولُ أنت؟!!
غارسيا: تعال و انظُر بنَفسك.
أراد جونغكوك أن يُهرول نحو غرفةِ المشفى تلك بجروحه التي لم تُشفى جيِّداً بعد، و لكنه توقف فجأةً و هو يرصُّ على قبضته و يعضّ شفته السُّفلية بقوَّةٍ حتى سالَ الدَّم
غارسيا بقَلق: ما بالُك؟!
جونغكوك بصوت مَبحوح: أنا خائفٌ يا غارسيا خائِف..
غارسيا: من ماذا؟!
جونغكوك: رُبما هو قد استيقظ فعلاً.. و لكن من المُحتمل أن لا يتعرفَ علي، رُبما قد نَسيني مُجدداً...
غارسيا و هو يُمسك بكتف جونغكوك : لا تَقلق، لندخل و ننظر ما سيحصُل و لنتمنى بأنك لم تَمتحي من ذاكرته مَرةً أُخرى...
YOU ARE READING
رَسائِل غونزاليس|TK
Mystery / Thrillerو إن كانت أَنامِلُ الموتى تعزِفُ بالأبجديةِ بجدّيةٍ، و حتى بحينِ أنّني عشتُ نصفَ عُمري أضعُ الطَّوابع التي جَمعتها أسفل رسائِلي، و عن الأظرفِ التي كُدِّسَت بجانبه، أسأله لهفةً إن كان قد قرأها أو قد اطّلع عليها على الأقَل، فلترقُد بسلامٍ مُـؤبّدٍ بأي...
١٠. اللَّيلةُ التي نسيتُ بها ظلّك مُجدداً.
Start from the beginning