٩. و كثيراً ما أفَقتُ و أنت مُحاذٍ لي.

Start from the beginning
                                    

"إنَّه سُمّ.. به سُم سيّد الموسيقى، أنا سعيد؛ لأنّني ظهرتُ بالوقتِ المُناسِب..."
ردَّ بصوتٍ مُتعب

سُم! ، ماذا؟!! أفقدت عَقلك!؟

"سأكون بخير لا تَقلق __"
لم يُكمل حتى عاود السُّعال مع ذلك الدَّمِ مُجدداً

يبدو بأنَّك قد جُنِنت حقاً، كيف لك أن تبتسم و تقول أنَّك بخير بينما أنت مَسموم!

لم أعلم ماذا أفعلُ حقاً، كرهتُ نفسي على عدمِ مقدرتي بالقيامِ بشيءٍ ما له و بالأخص حينما انهارَ بينَ يديّ و هو يتنفسُ بصعوبةٍ شديدة، وضعته برفق أرضاً و توجهتُ مُسرِعاً نحو تلك البِركةِ فأخذتُ شيئاً من مائها بباطِن كفَيّ يدايَ الإثنتان، فأسرعتُ عائداً نحوه أسقيه و كامِلي يرتَجِف، و لا أعلمُ لما فعلتُ ذلك برُغمِ من أنَّ مُجرد ماءٍ لن يفُك أسره من هذا السُّم اللَّعين، ليتني لم أقترِب من ذلك البِرميل و بل يا ليتني أخذتُ منه أولاً لِكي أُخلِّص ماتيو منّي و من البُؤسِ الذي يُصاحبني. أخذتُ أصفعُ وجنتيه برفقٍ بينما دُموعي قد حَضرت للتَّعبيرِ عن عَجزي، ماذا أفعل هو لا يتحَرك! فقدتُ الأملَ لِبُرهة لكنّه فتَح عينيه و لا أعلمُ ماذا حَصل بعدها...

_عودةٌ للحاضِر_

" حتّى و إن لم يكُن العسلُ يسيلُ من أناملك بتلك الطَّريقة، لا تنسى بأنَّك أنت الشَّهدُ نفسه سيّد الموسيقى"

توّقف عن مديحي، كُنت ستموت أيُّها الأحمق! تذكرتُ الآن كان ذلك العسلُ سُمًّا و كدت أن تموت!، الأهم من ذلك هل أنت على ما يُرام الآن؟

" كيفَ لي بأن أموتَ و أنت لا زِلت باقٍ سيّد الموسيقى؟ "

أنا المُخطئ بأن أقلق عليك من الواضح أنك بأفضَلِ حال

" ههههه هيا لا تخجَل، اشرب الحَليب فلقد برد بالفِعل"

لا بأس لا أُريده

"أنت مُتأكد؟"

أجل

"لِنذهب إذن"

أين؟

"للنُّزل"

نُزل؟

"نعم نُزل غارسيا، ألا تذكُره؟ "

امم غارسيا.. غارسيا..

" لا بأس إن لم تتذَكر لا تُجبر نفسك، هيا لِنذهب"

ألبسني الوِشاح و حمل الكُتبَ عنّي و ودّعنا العمّ الطيّب صاحب المَكتبة لنتوجه بعدها نحو ذلك النُّزل، غارسيا إذن.. الاسم ليس بغريب.. آه تذكرتُه و لكن كيف لي بأن أنساهُ و أنا عرفته قبل يومٍ تقريباً فقط؟

رَسائِل غونزاليس|TKWhere stories live. Discover now