رَسائِل غونزاليس|TK

٨. كالمُتَنَعِمِ بِأهازيجك في المساء.

" قرأتُ هذا الكتاب، ستُحبه حتماً"
قال جونغكوك و هو مُتوجه نحونا

أجل شكراَ لك أيها العم كم سعره؟
قلتُ و أنا أُخرِج المحفظةَ من جيبي لأسمع ضحكاتهم المُتعالية لأستغرب من ذلك..

صاحب المكتَبة: هههه تستطيع أن تستعيره بدون أن تَدفع يا بُنيّ، أنشأتُ هذه المكتبة بغرض أن أجعل النّاس يشعرون بعظمة الكُتب و بالحُبِّ نحوها، لذلك إنّها ليست للبيع و إنّما للإستعارة

و كيف تحصُل على رزقك إذن؟

صاحب المكتبَة: ببعضِ الأحيان أبيعُ بعضاً من الكُتب عندما أضطرُ لفعلِ ذلك من أجلِ أطفالي الذين قُمت بتبنيهم و أعملُ أيضاً بحفرِ الحُفر الخاصةِ لوضع الجُثث و نقل المرامس، و لكن الآن نظراً لِكبر سنّي أصبح أحد أبنائي الذي بعمر السادس عَشر بتقديم العونِ لي و لكن المبلغ الذي كانوا يقدمونه لي قَد انخفض الآن أضعاف السّابق لأنّ ابني يقوم بالحفر فقط بدون نَقل التوابيت نظراً لعدم بلوغه سن الرُّشد،المسكين حاولتُ منعه لكي يُركز على دراسته و لكنه أصرّ على مُساعدتي...

آسِفٌ لِسماعِ ذلك... و لكن أيُّها العم إن أردت أيّ شيء لا تتردد بإخبارنا!

هذا من لُطفك سموّك، الآن سأدعك تأخذ وقتك باختيار الكُتب

تبسَّم لِيذهب للجانب الآخرِ من المكتبةِ تاركاً ظلّي لظلِّ جونغكوك الذي كانَ يتفقدُ الكُتب بهدوءٍ شديد و كعادته هالته التي تجعلنِي أتفكرُ بكلِّ مرَّةٍ بأنّى له كُلُّ هذه المِثالية؟ و بل هل هُو يندرِجُ تحت مُسمى البشريةِ حتى؟ إنّه ليس كأيِّ بشريٍّ عاديّ، و إنَّما يبدو كنجمٍ ساقطٍ من أحدِ هذه المجرَّات...

"تايهيونغ"
قال لأستوعب أنّني سرحتُ بتأمله لولهة

أ.. أجل؟

" لقد عثرتُ على كتاب ستحبه حتماً، صحيحٌ أنّه عتيقٌ بعض الشيء و لكن لا يُهم تعال انظُر"

اقتربتُ منه لأستلم ذلك الكتاب الذي شوّقني إليه هذا الجونغكوك بطرقه التي تجذب الشخص رُغماَ عنه لأفتحه و تشقُّ الإبتسامةُ طريق ثغري باسماَ لما رأيته

أُحِب...

" انتظر لماذا الدُّموع بدأت تتسلَّلُ الدُّر المُلتحف بجفنك؟ ظننتُ أنّك ستكون سعيداً به.. "
قال و هو يمسح على الدَّمعِ الذي لألأ على خدّي

أنا سعيدٌ به بالطّبع، و لكن نظراً لأنه يتمحور موضوعه عن الأزهار فأنا...

"تذكرت البُستانيّ صحيح؟"
هززتُ رأسي لتنجرفَ دموعي أكثر فأكثر

" لا بأس سيكونُ على ما يُرام "
قالَ و هو لا زالَ يمسحُ تلك اللآلئ التي بدت كالشَّلال