5| رجـلٌ صـغيرٌ ضـعيف

134 19 4
                                    

شارلوك هولمز الماسة الزرقاء
الـفصل الـخامس : رجـل صـغير ضـعيف

وقَف هـولمز في الشّـارع. وفجأة لم يَعد غاضبًا وبَدأ يَضحك. 'أترى واتسـون،' قال 'في البِـداية بريكنريدج لم يُرد إخبَاري عَن إسم و عِنوان السّيدة أوكشوت. لكنّه أخبَرني كُل شيءْ عِندما رأى أنه سَيستطيع أخذَ جُنيه مني بسهولة. وقَـال شيئًا بـالغَ الأهمّيـة أسمعته؟ أناسٌ آخرين يَسألون أسئِلـة عَن هذه الإوزَات.'

وفَجأة كَان هُناك ضَجة خَـلفنا، من متجر السّيد بريكنريدج.

كَان يقفُ شَـامخًا بغضب أمـام بابِ مَتجره، وفي الشّـارع أمَـامه كان يَقف رجُلٌ صغيرٌ و ضَـعيف.

'أنتَ، أُنظر،' صَـاح بريكنريدج.

'لا أُريد سمَاع المَزيد عَن الإوز. السّيدة أوكشوت تَستطيع القُـدوم والحديثَ معي عندما تُـريد، لكن ليس أنت!، لا يُـوجد لديكَ شيءٌ لفعله مع هذا. هل اشتريتُ الإوز منك؟'

'لا، لكني أخبرتكَ، واحدةٌ منهم هي إوزتي.' صرخَ الرجل الصغير.

'ثم إسأل السّيدة أوكشوت عنهـا.'

'لكنها أخبرتني "إسأل السّيد بريكنريدج عنهـا." '

'جَيد هذا ليس شيئًا تفعَله معي. لا أُريدُ سمـاع المزيد منكَ بَـعد الآن. أتفهم؟ والآن اذهب بعيدًا'

أقفَل بريكنريدج متجره بِغضب وهَرب الرجل الصّغير في الشّـارع المُظلم.

'ربما زيَـارة السّيدة أوكشوت ليست ضروريـة بعد كُل شيء،' أخبرني هُـولمز بهدوء 'لنتحدّث لِهـذا الرجل رُبمـا يُمكنـه مساعدتنَـا.'

سَـار هُـولمز بِـهدوء خلفَ الرّجل الصّـغير ووضع يده على كتفه. تـوقف الرّجل ونظر لنـا خَلف كتفه، كان وجهه أبيض اللون.

'مَن أنتَ؟ ماذا تُـريد؟' سأل بضعف.

'المَعـذرة،' قال هُـولمز 'لكني سَـمعتُ أسئلتك لصَـاحب المتجر. أظن يمكنني مساعدتك.'

'مَن أنتَ؟ وكيفَ يمكنـكَ مُسـاعدتي؟'

'أُدعى شَـارلوك هُـولمز، ووظيفتي مَعرفة الأشيَـاء التي لا يَـعرفُها بـاقي النّـاس.'

'لكنكَ لن تستطيع مَـعرفة شيءٍ عن هذا!'

'المعـذرة، أنا أعرفُ كُل شيء. تُـريد العثـور على أربعٍ وعشرون إوزة. السّـيدة أوكشوت من طَريق بريكسون بَـاعتهُم للسيد بريكنريدج هنا. وبَـاعهم هو للسّيد وينديجايت مالك الآلفَـا، والسّيد وينديجايت بَـاعهم للنّـاس مِن الإوز خَاصته.'

'أوه سـير هذا مُذهل. أنَـا سعيدٌ جدًا بالتّـعرف عليك،' أردف الرّجل الصغير بحمَـاس. 'أنتَ محق أنا مهتـمٌ جدًا بهذه الإوزات. أكثر مما أستطـيع قوله.'

'لِـما لا نَذهب لـغرفة دافِئة في منزلي للحَديث إذًا؟ لا أُحب الوقوف هُـنا في الشّارع البَـارد.'

مدّ هُـولمز يَـده وتَوقفـت عَـربة أُجرى لأجلِـنا.

'لكـن قَبـل أن نَـذهب، أيُمـكنكَ إخبَـارُنا عَن إسمـك؟'

قبل أن يُجـيب نظر لـهُـولمز ثُم لي.

'جـ. جُون روبينسون' قال

'لا، لا،' قَال هُـولمز 'نُريـد أن نَعرف إسمك الحَـقيقي مِـن فَضلك.'

تَـحول وجهُ الغَـريب مِـن الأبيـض للأحـمر.

'حسَنًا. اسمي الحقيقي جايمس رايدر،' قَـال

'جيد، جيد، جيد.' قَـال هُـولمز 'الآن دعـنَا نَصـعد لعـربة الأُجرة ونَـذهب للمَـنزِل. حِـينهَا أستَـطيعُ إخبَـارك كُل شيءٍ تُـريد معرفته، مُـساعد مُدير فُـندق كوزموبوليتان.'

وهَـكذا صَـعدنا لعَـربة الأُجرة وذَهـبنا للمَـنزل. بَدى رايدر مُتحمسًا لكّنه لم يَتفوه بكَـلمة. وهُـولمز لم يتحدث مُطـلقًا في العَـربة.

يتبع...

___________________________

١. ٢. ٢٠٢٢

الماسة الزرقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن