___________________________

دلفت إلى عمارتهم بهمة و نشاط لتنفيذ خطتها، و كأن القدر يقف في صفها، رأت زوجة عمها هابطة إلى أسفل، رسمت أكبر ابتسامة على وجهها ثم بدأت تنفيذ أول جزء من الخطة، المساعدة بلا مقابل.

ألقت على زوجة عمها السلام بتريث و صوت منخفض رقيق:

_ أزيك يا طنط ، رايحة فين كدا؟

أجابتها مرفت بعصبية :

_ هكون رايحة فين يعني! أكيد رايحة السوق ما انا أصلا مخلفتش رجالة،سايبين أمهم تنزل السوق و هي تعبانة.

هزت أبتهال رأسها بأسف، ثم هبطت تسبق زوجة عمها.

_ لا يا طنط معندهمش حق، أنا هروح مع حضرتك السوق و أشيل عنك.

ضربتها مرفت في كتفها بحدة، فهي تعلم أن هذه الفتاة لا تختلف عن ولديها في شيء، و كونها ستذهب إلى السوق مع زوجة عمها هذا يعني كارثة كونيه ستحدث لا محالة، نظرت لها مرفت بإزدراء.

_ يا شيخة أتنيلي، كنتي ساعدتي مامتك إللي بتشد شعرها منك إنتي و أختك.

دلكت أبتهال أثر الضربة برفق، حاولت أن تتماسك و ظلت تذكر نفسها كثيرًا أن هذه المرأة قد تكون في يوم من الأيام حماتها، لذا يجب جعل العلاقة بينهما طيبة، فابتسمت بمرح مصطنع و هي تمسك عنها حقيبة التسوق.

_ هاتي الشنطة دي عنك يا طنط و خلينا نمشي قبل ما الدنيا تضلم.

سبقتها بعدة خطوات و هي تتمتم ببعض الكلمات اللاذعة فهذه المرأة لا تعرف معنى للعاطفة لا تدري كيف هي أم بهذه المشاعر الباردة، سارت معها طوال الطريق و هي تدعو على نفسها و على ريهام و على تلك السيدة التي لا يعجبها أي شيء في هذا السوق.

_____________________________

بأحد الشركات المرموقة ..

كان يجلس محمد على المقعد أمام مكتبه، يضع نظاراته الطبية، يكتب بعض الأشياء على الحاسوب الذي أمامه بسرعة و مهارة، دق باب مكتبه فرفع نظره ليرى فاتنته الثرية ( إنجي) فتاة أحلامها و الوحيدة التي جعلته يترفع عن خجله و يذهب لبدء الحديث معها، و هي الفتاة الوحيدة أيضًا لمالك الشركة، لم يكن هذا السبب الوحيد لحب محمد لها لكنه من ضمن الأسباب، كان يراها و هي تخطو نحوه كالغزال، بثيابها المنمقة، و ايتسامتها الخاطفة لأنفاسه، جلست على المقعد المقابل له، تضع قدم على الأخرى بأناقة تليق بها.

_أزيك يا أستاذ محمد، ايه الأخبار؟

ابتسم إبتسامة حالمة لا تظهر سوى لها هي فقط.

_ أنا الحمدلله تمام، و بعدين ايه أستاذ دي أحنا مش اصحاب و لا ايه؟!

نظرة له بحدة و شراسة جعلته غارق فيها أكثر.

كيف تصطادين عريسًا!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن