" أنتِ تفكرين ببهجة الناس أكثر من بهجتكِ الخاصة. "

نظرت نحوه بينما بدأ في التحرك لنقل الصناديق إلى الشاحنة.

" أنت تعلم إن إسعادهم.... "

" حسناً أعلم هذا، و لكن لا تنسي إن بإمكانكِ تقديم السعادة لنفسكِ بطريقة مباشرة أيضاً. "

رمقته محاولةً مني أن أفهمه
" بطريقة مباشرة؟ "
كلما فكرت بجملته شعرت إني أغوص في أفكار لا نهاية لها.

لكني قررت ألا أشتت ذهني بأفكار غريبة.

ربطت شعري و بدأت في حمل الصناديق و نقلها إلى إلى الشاحنة بينما أرمق هيسوكا الشقي بغيض.

أتممنا نصف العمل و قررنا بعدها أن نعود إلى المتجر. و لاحقاً، ستلحق بنا شاحنتين مليئتين بقطع الأثاث، للوحات كبيرة، سجاد جديد إضافة إلى المقتنيات الصغيرة التي لا أستطيع الاستغناء عنها.

"هيسوكا، إلحق بي نحو الداخل سأذهب لأحضر طعاماً للأفطار، لاشك انك و سومي لم تتناولا شيئاً بعد."

"دعي أمر الفطور لاحقاً. إن ملأت معدتي الان فلن أعمل بكد."

" أنا أوافقك تماماً."

كنت في غاية الحماس و البهجة رغم إن المتجر في حالة فوضى إستثنائية. لكنه منظره يرغمني على الابتسام.

إنه على هذا الشكل منذ يومين تقريباً. كنت مشوشة و لم أعرف بالضبط ما انا بحاجة إلى تغييره أو إستبداله.

مر وقتٌ طويل لم أقم بأي من هذه الأعمال الشاقة.

أردت تغيير الطلاء و ورق الجدران و بعد أن أزلنا جميع اللوحات المعلقة و الرفوف تراجعت عن الفكرة.

أعلم إني كثيرة القلق و الانضباط بشأن ديكور المكان أود الاعتناء بأدق التفاصيل. أُرهق نفسي و من معي في سبيل أن أصل للإطلالة التي تذهلني.

في الأمس لبثت في مكاني أكثر من نصف ساعة أحدق بأحدى اللوحات المعلقة في متجري. للوحة المرأة الباكية للفنان الاسباني بابلو بيكاسو.

فكرت ملياً: هل يجدر بي إزالتها أم الابقاء عليها.
هل عليه إستبدالها بأخرى جديدة أم أقوم بنقلها لمكان أخر فحسب؟

لم أكن واثقة إن كانت لدي رغبة في إزالة جميع اللوحات على حد سواء.
هل أزيلها جميعها؟ أم بعضها؟
لم أستطع أن أقرر حتى الان.

رقبتي و قدماي بدأتا تطلبان الشفقة و لكني لم أُبالي بهما. لم أتوقف عن التحديق حتى جاءت إليَّ سومي غاضبة سحبتني من يدي بعيداً عن تلك اللوحة.. _ياللمصيبة! _
هكذا قالتها في وجهي
_ إن ذهبتي نحوها مجدداً سأغادر المكان إلى الأبد_
و بهذا التهديد قاومت عدم الاقتراب من تلك اللوحة مجدداً.

قَهوة حُلوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن