٤. في اللّا شـيء و أنت كُل شيء.

Start from the beginning
                                    

"اسمح لي سيّد الموسيقى بأن أتأَكدّ من أمرٍ ما"

هو قال ليبتسِم و ألمحَ تلك اليد التي رَفعهـا مُتجهـةً قُرابة وجهـي و أجهلُ لما كنتُ ساكِنـاً فقط أتفحصُّ وجهه و تلك المُقَلَ الظّلماء التي تشعُّ نجومُهـا

و التي أحاول تَفسير ما يختبئُ بهما إلى أن شعرتُ بنفسي أقشَعِرُ ولهةً نتيجةَ تحسسي بأناملهِ الباردةِ على أذني اليُسرى بسبب أنَّه قامَ بإرجاعِ خُصلاتِ شعري خَلفها فصَفعتُ يده بردةِ فعلٍ سريعةٍ و رجعتُ للخلفِ خطوتين

مـ مـاذا تفعل؟ عُذراً و لكن إلزم حدودك

رفَع سبابَتهُ على علوِّ شفتيه و هو يقترب مُجدداً و كأنّه يريدني أن أقف صامِتـاً و هذه المرّة قررتُ أن لا أتحرك و أن أرى ماذا يريد أن يفعَل،

ليس هنالك داعٍ للقلق يا غونزَاليِس إنه مُعلمك المُخلص و لن يمسك بسوء أعتقد.. و أيضاً نحنُ على الشرفة و الحُرّاسُ بالأسفل لما أقوم بتضخيمِ الموضوع هكذا من الأساس؟

تَتَبَّعت نظراتـي يداهُ مُجدداً و هذه المرّة وضع اصبَعيهِ السبابةِ و الوُسطى على جانبِ عُنقي و كأنّه أرادَ تحسس نَبضي أو قياسه و لكن ما هدفُه من ذلك؟ أعدتُ أنظاري نحو وجهه أُفصّلُ تفاصيله الَبديعيةِ استغلالاً لقربه هذا و الذي لا يتكررُ دائمـاً

بقيتُ هكذا أتأملُه بلا أيِّ حراك بينما اصبعيه الباردين لا زالا على جلد عُنقي الشبه دافئ إلى أن وجّه البُنَّ المُستقِل جفنيه الساحِرَين صوب خاصتي مُباشرةً،

فعمّ السكـون الأرجاء و كأنَّ لا شيء حولنا و هو و تأمُلاتنا بحدقتينا هما كُل شيء فخَطَرت بذهني ملامِحُ مألوفـةٌ من ملامحه كثيراً فبتُّ أركز أكثر فأكثر إلى أن تفوهتُ بتردّد قليلٍ و مع صوتٍ هادئ بـ:

ماتيـو...

" أنت تشعُر بالحُبّ"
قال هو

هاه؟!

"نبضك المُرتفع بانتظام يدلّ على أنّك عازف مُحترف و الأهم من هذا أنّك صادق بشعورك بالحُبّ اتجاه اللّحنِ الصادر و بحينِ عزفك، لا ألومك؛ لأنّني أنا بنفسي أحسستُ بالحُبِّ أيضـاً"

رَسائِل غونزاليس|TKWhere stories live. Discover now