الفَصْل الثَاني: كَالقمر و النِجُوم.

32 5 10
                                    


《عِندما ركَضتُ أسرع شعرتُ بالإرهاق، توقفتُ للحظه ولكن كُل شئ بدأ بالتلاشي من حولي》. وهكذا أستيقظت!. وكان هذا حلمي الذي كان واقعي تماماً أمامي.

لا أعرف مَن هذا الشخص أو كيف يكُون شكله. لم أستطع التركيز على ملامحه لأنه يركض. كل ما لاحظتُه هو لَكنتهُ و صَوته!

تلك اللكنه البريطَانِيه و الصوت العميق الهادئ. فَـ هل يا مُذكرتي العزيزه سوف أراه مُجدداً؟. أم أنه فقط لِ الليله و ذهب بعيداً كَـ زائر في نَزلٍ ليومٍ وأحد؟". ~
...

اغلقتُ مُذكرتي وقلمي تاركه تلك السُطور متسائله عن ذاك الغَريب و ذاك القلب أملاً في لقاءٍ أخر، و لهفه في رؤيه ذلك المكان ولو حتي لمرهٍ أخيره!

مضى يومى صباحاً كالعاده. ذهبتُ للمكتبة و وجدت العم توني يقرأ في كِتابٍ ما.
" صباح الخير " قلتها و نظر لي هو بإبتسامته المعتاده جاعله وجهُ يفعل تلك الخطوط الكثيره علامهً علي كِبر سنه وكم عاش ف تلك الحياه من أيام عديده ومر بالعديد حتماً.

"صباح الخير، هاڤين.. ماذا بكِ تبدين منغمسه في التفكير؟! " قالها بنوعاً ما من القلق.

"لا إنه فقط حلم كنت أفكر به. على أي حال سوف أذهب لقراءة كتابٍ ما" قلت و ابتسمت له بتكلف و اومئ لي و ذهبت في البحث لإيجاد كتاباً يلهي تفكيري عن ذاك الحلم بكل تفاصيله الجنونيه.

وجدتُ كتاباً وجلست اقرأ ما به، قليلاً من المُعَافره لِبعض الوقت لعدم التفكير بهذا الحلم حتى فقدت الأمل في عدم التفكير بِه.

أنا حقاً شخص كثير التفكير!!. شعرت بالنعاس وإرهاق عقلي، لم أستطع المقاومه حتي وضعت رأسي على هذا الكتاب و نمت تماماً.

~
أستيقظت بذاك المكان مجدداً!! على نفس المكان وتلك الرمال والأشجار لم يتغير شئ بتاتاً!
نظفت ملابسي من الرمال حتى سمعت ذلك الصوت مجدداً.

"مرحباً أيتها الغريبه، واصلى هذه المرة!" قالها من خلف تلك الأشجار الي تخفي ملامح وجهه مجدداً، أشعر وكأنه يبتسم بِتحدي.

بدأ بالركض وابتسمت بزاويه فمي وكأنه تحديٍ ما. و ركضت خلفه مباشرةً. وصلت لمكان أخر. كان الأشجار بكل مكان خلفي و تلك الرمال الناعمه و السماء الصَافيه، مع بعض السحاب الذي يشبه حَلوي القُطن! و الكثير من العصافير و يوجد شاطئ هناك. كان مثل الجنه أنا لم اُخطئ!

"إلهي.." قلتها متأملة ذلك المكان بعنايه.
"جميل، أليس كذلك؟" تسأل هذا الغريب مفتخراً بالمكان وكأنه مِلكه أو هو من أكتشفه. نظرت له اخيراً مُتفحصه ملامحهُ، كان يقف بجواري تماماً متأملاً المكان معي.

كانت الشمس على وجهه، جعلت عينه واضحه جيداً. كانت لا تختلف تماماً عن تلك الأشجار ولونها الأخضر الزمردي.

وشعره البني لامعاً في الشمس كخيوط حرير باللون البني. وتلك البشره البيضاء الخاليه من العيوب. و فَكه الحاد وعظم وجنتيه وطريقه رسمة أنفه الحاد!!

"إذاً أخبرني، متى سوف أعرف إسمك؟" سألت بفضول، أحاول قول أي شئ لأغلب هذا الصمت و التأمل.
"ليس في هذا العالم، آيتها الغريبه.." قالها مبتسماً لتظهر على وجنتيه غمازه زادت من جماله!. لم أفهم إجابته و نظرت له وعقدت حاجباي و أردفتُ "كيف؟..".

حتى أصبح فجأه كل شئ أمامي أسود تماماً، لأفتح عيني على صوت العم توني منادياً لأسمي. لعنت بداخلي علي ذلك!! والجحيم كنت فقط أريد بعض الوقت!

" أسفه، لقد غفلت بينما أقرأ الكتاب. أكنت تُنادي بأسمى منذ وقتٍ طويل؟ " سألت محاوله إفاقه نفسي وأشعر بأن تَعكر مزاجي، اغغ أكره هذا.

"كنت أحاول إيقاظكِ مُنذ وقت ولكنكِ كنتِ مثل الموتى" قالها العم توني و ضحك.
ابتسمت له وقلت " حقاً أسفه، لم أشعر بالوقت أو أسمعك. وعلى أي حال إنها الثانيه والنصف مساءً... لحظه الثانيه وال-- النصف مساءً؟ تباً أنمت كل هذا؟ منذ الثانيه عشر؟ إلهي هذا كثير. سوف أذهب الأن للمنزل قبل أن اتأخر على الغداء، أتريد شيئاً، عم توني؟" قلتها مُسرعه ونهضت.

"اهدئي يا فتاه، لا أريد شيئاً. كوني بخير " قالها مبتسماً محاولاً تهدئتي لأبتسم له و ودعته و غادرت المكتبه.
وضعت بعض الموسيقي وبدأت بالاستماع لها في طريقي للمنزل.

لما قال ليس فِي هذا العالم؟ وكيف لِشخصٍ أن يكون بملامِح مثَاليه مثل هذه؟! وكيف لشخصٍ وأحد يظهر لي وبمكان خاص بحلمين متتاليين وكأنه واقعي!

لم أتخيل قط بأني سوف أحب أن أنام فقط لأكون بهذا المكان ولأعرف عن هذا الشخص الغامض أكثر!!

و كأنني شخص مُختل يتحدث. 'هاڤين' فقط توقفي عن التفكير وإلا إنفجرت رأسي بسبب كم التساؤلات التي أريد معرفه جواب لها بحق!!

ذفرت الهواء وأكملت تقدمي بالمشي حتى وصلت لمنزلي. دخلت والقيت التحيه على كلاً من والدتي وأبى و ذهبت للطابق العلوي وبدأت بتغيير ملابسي بعد حمام دافئ. نزلت لهم وبدأت بتجهيز السفره للغداء و بعد ذلك بدأنا بتناول الطعام سوياً. تحدثنا بأمور عشوائيه و جلست معهم لبعض الوقت ومن ثم صعدت لغرفتي وأخذت مُذكرتي وبدأت بالكتابه..

" مرحباً مُذكرتي العزيزه مره أخرى!.
لقد نمت في المكتبه اليوم! و رأيت هذا الغريب مرةً أخرى ولكن أوضح بكثير من ذي قبل. غريب أليس كذلك؟ أعني أن الأمر جنوني حد اللعنه ويدفعني للجنون بكم الأسئله التي تجول بعقلي حالياً.

أرغب في التحدث إليه أكثر،
لم أرغب بالحديث مع أحد من قبل بهذه الطريقه!
انا شخص انطوائي خجول ولكن تلك الجرأه التي تملكتني حينها و تحدثت معه- لا أعلم!
و كأنه مثل القَمر و النِجُوم.
يَظهر ليلاً فِ سماء سوداء،
لِيُضئ المكان ويَصنع لُوحه
جَميله مرصعه بنجوم تُضاء.
فأصبح قَمرى ونِجمي،
ولكن في أعماق خيالي.
في أحلامي.." ~
..
يتبع..♡

In My Dreams || H.S حيث تعيش القصص. اكتشف الآن