الفَصْل الرابع: ما أنتَ؟

15 4 0
                                    

When the night is coming down on you. We will find a way through the dark~♡
.................................♡..........................

"تَبدِين أقل حَيَوية؟" أردفها ذاك الشخص لأنظُر لهُ بعد بِضع ثواني. وأردفت : " وهل أنتَ دائماً بِتلك الحيويه؟" تحدثت بِتذمر. لِينظر هو لي بإحراج قليلاً.. حسناً لقد كنت وَقِحه مَعهُ.

"أسفه، إنه فقط ليس أفضل أيامي" قُلتُ مُتأسِفه له عَما ورد مني ليبتسم هو بِكُل هُدوء.
"لا تقلقي، هل يمكنني أن أسئل لما هو ليس أفضل أيامك؟" أردف هو بكل براءه لأبتسم أنا بتوسع أكثر علي طريقته.

أرجعت نظري مُجدداً للشاطئ، مع صوت الأمواج الهادئه. وتلك النجوم كأنها بُساط يُزين السماء. مع القمر بالمنتصف يضف بعض الضوء ويزيد اللوحه جمالاً!

"أنا مُتعبٌه. متعبٌه من كونى وحيده فى الطريق، كعصفورٍ فى المطر. فى الغالب تعبت من البشر، وكونهم قبيحون مع بعضهم البعض، تعبت من كل الآلام التى أشعر بها و أسمع عنها فى العالم. كل يوم، أشعر بها كالزجاج تمزق عقلي طيلة الوقت. هل تستطيع تَفهُمِي؟".. نظرت له سائله، آمله في إجابة تشعرني بأني مفهومه جيداً.

‏"نعم أفهمك، ولكن لاتتوقفي عندما تُرهقي، توقفي عندما تنتهي" . قالها بإبتسامه وكأنه أقل الأشخاص هماً علي الإطلاق.!

"لا أحد يفهم معنى أن تقابل الصدمات بصمت تام، أن تبتسم أمام المواقف التي تستدرجك للبكاء، لا أحد يفهم معنى أن تغلي بداخلك وأنت في قمة الثبات!!.. رحلوا فجأه وبصمت وبلا سبب. حتى بدأت اشُك فى ذاكرتى .. هل كانوا حقاً هُنا يوماً ما!." ردفت بها بينما أذرُف بعض الدموع علي وجنتاي.

"لا تستمر الحياة إلا بالتجاوزات، يجب أن تتجاوزي هزيمتك وتتجاوزي بعض الأشخاص أيضاً! تصبح الحياة أسهل عندما تطردِ منها الأشخاص الذين يصعبونها. وسيشتاقون لكِ عندما يفشلون في إيجاد شخصٍ مثلكِ."، قالها ومازالت تلك الإبتسامه البسيطه علي وجهه وينظر لي. يمتلك إجابه لكل شئ!

"لقد عاملتهم جميعاً بلطف، وقفت بجانبهم بأكثر وقت قد يحتاجون فيه شخصاً بجانبهم. ولكن عندما حان دورهم، تركوني أسقُط!!. كُنت اؤذي نفسي يومياً بالبقاء معهم و أكون لطيفه بالرغم من كونهم سيئين معي! كنت فقط أريد شيئاً من اللطف بالمقابل. كنت أُحَدِث نفسي يومياً بأن غداً أفضل وسوف يقدروني، ولكن فقط يحدث العكس تماماً..!".. قُلتُ و سمحت ببعض الدموع أكثر بالنزول. لم أسمح منذ زمن لشخصٍ أن يراني هكذا! إنه فقط مُختلف- لا أعرف، أشعر بنوع من الراحه معه!

" وإذا وصلتِ فـ اللطف مع الناس للحد الذي تؤذى فيه نفسك ...فتوقفي!." قالها بنبره جديه.
" أعتقد أنني أستحق أن يحاول أحدهم لأجلي فقط!" قلتها و وضعت وجهي بين يداي وأجهشت بالبكاء.

ظل هو يملس على رأسي. بضع دقائق و توقفت عن البكاء. مسحت وجهي و عيني. كان مازال يجلس بجانبي وننظر للشاطئ. كان الوضع غريباً قليلاً لأكون صريحه.

" أنظر، أنا لستُ كئيبه، أنا فقط مُحطمه من الداخل. أتمني أن لا أكون أزعجتك بحق. أسفه".. أردفت بتلك الجمله وأنا أحك مؤخره رقبتي بإحراج.

"لا لا. حقاً ليس هُناك مشكله، لا تقلقي بشأن هذا. لا بأس".قالها ثم أبتسمت له.
كنت على وشك التفكير بأني حقاً كئيبه لأنه لم يتحدث عن ذلك أو بمعنى آخر لم ينكر ذلك ولكنه أردف مجدداً سريعاً وقال :"و أنتِ لستِ كئيبه علي الاطلاق، أتفهمك".
وكأنه يعرف بما كنت أفكر. لذا نظرنا لبعضنا ثم ضحكنا سوياً.

" شكراً لكَ، أيها الغريب".. قلت و أبتسمت له بإمتنان على لطفه معي وكيف أستمع لي طيله الوقت ولم يشتكي. لم يشعرني بأنني ثقيله. أو مملة. أو كئيبه حتى! فقط أستمع لي و أعطي بعض النصائح التي لم ولن أنساها بحياتي.

"أيها الغريب؟"، عقد حاجبيه مُستغرباً مع إبتسامه.
"أجل، إنه فقط لأنك لا تريد إخباري بإسمك." قلت وأنا انظر له متصنعه ملامح غاضبه.

"حسناً، حسناً. ليس لدي مشكلة" قالها وهو يقهقه.
"ماذا؟، إلهي إعتقدت بأنك حتي سوف تخبرني، ولكنك حقاً خططت بأنك لن تخبرني مطلقاً " تذمرت ليضحك هو.

"لا تكوني كثيره التذمر، فقط تقبلي الأمر "، قالها بينما يوخذ أنفي بسبابه أصبعه لاضحك أنا.
"حسناً، ولكن أنا لست متذمره. أيها الغريب " رفعت أصبع السبابة بوجهه بمزاح، ليرفع هو يديه للأعلى دليلاً علي الاستسلام.
" بالطبع، لستِ متذمره " قالها لأبتسم بقليلاً من الفخر.

مرت تلك الدقائق كالساعات. كان كل شئ هادئ، فقط نتأمل الشاطئ و الأمواج والسماء. كان بيننا صمت، ولكنه ليس غريب.. إنه فقط مريح للغايه. أتعرفون ذاك الصمت المريح الذي يجعل روحك هادئه و عقلك ليس مشتت بأي تفكير بتاتاً..و قلبك ليس به شئ لتحزن عليه أو تكون عاطفياً؟ ذاك الهدوء و الصمت، وكأنك خالياً من الهموم. فقط تستمتع باللحظة؟!.. نعم هذا هو الصمت الذي بيننا الأن.

أجلس علي تلك الرمال، وهو بجانبي.. جعلني أشعر بأني لستُ بمفردي. وإن هناك من يفهمني ويفهم مشاعري التي لم أستطع شرحها لنفسي حتي من قبل! يفهم عقلي المشتت والغير منتظم! عجباً لمحادثه واحده مع شخصٍ غريب يظهر في أحلامي يجعلني أشعر بكل ما افتقدته بعالمي الواقعي!.

أهو ملاك من السماء؟ أم هو شخص أرسله الرب لي ليكون بجانبي بهذا الوقت تحديداً؟ أم إنه فقط.. من وحي خيالي العميق؟. أريد أن أعرف ما هو؟!!.
كدت أن أسئله عن المكان ومن هو وماذا يفعل هنا ولكنه قاطعني مبتسماً وقال : "أعتقد أنه حان وقت ذهابك حقاً؟!"

نظرت له بحاجبين معقودين. و اردفت قائله: " م-ماذا؟ ماذا تعني؟". بينما أنا قلت هذا أصبحت الرؤيه مشوشة قليلاً.

"وداعاً، آراكِ قريباً!". قالها هو، لأرمش بعيني عدة مرات وافتحها لأجد نفسي في غرفتي وعلى سريري.

تنهدت في مكاني و من ثم وقفت لأذهب لدوره المياه. بينما أنا أغسل أسناني بالفرشاه.. كنت أتذكر حديثه معي.

بدون أي سيطرة أبتسمت بتوسع و شعرت بكم من الطاقه الإيجابيه بداخلي وبهذا اليوم لتغيير الكثير من الأشياء و المضي قدماً في حياتي!. إلهي، أشعر وكأني أريد تقبيل كل من أراه اليوم.
...

يتبع..♡

In My Dreams || H.S حيث تعيش القصص. اكتشف الآن