انكب انس على تنظيف الزجاج بمكنسة يدوية محيدا القطع الكبيرة بكياسة من ارجاء الغرفة،واضعا اياها في كيس بلاستكي.
تطلع الى الكادر الخشبي الطويل للمرآة الذي اصبح فارغا و قد تعلقت به شظايا الزجاج الاخيرة باصرار.
نظر الى سارة المستندة على سريرها و هي تأكل من سينية الغداء التي اعدها لها.«تبدين جائعة» قال انس و هو يكنس.
ردت سارة و هي تزدرد بصعوبة:«اها،لم اتناول شيءا منذ البارحة».
اتكأ انس على المكنسة و صار ينظر اليها.«و لما هذا»، قال.
توقفت سارة عن الاكل و بدأت تنظر اليه بدورها.
«انت تقلق كثيرا يا انس،لقد اخبرتك بكل شيء،لكنك لا تنفك تعيد نفس الشريط» قالت حانقة .
اخبرها انس:«هذا لأن روايتك ضعيفة»،ثم استطرد مشيرا الى كادر المرآة الفارغ:«وقفت المرآة بسلام هنا لسنوات،فلم امس فقط و حينما عرف كل من بالأوركيدة انك لست على ما يرام،تقررت ان تسقط من تلقاء نفسها،هاه؟!»
بدأت سارة تحدجه بنظرات فارغة ثم ردت مفسرة ترفع حاجبيها الرفيعين:«لأنها ارادت ان تسقط».
زفر انس معلنا عن قلة حيلته امام عنادها ثم ترك المكنسة و توجه اليها ليجلس قربها.
«اعلم انك لم تذهبي لمكتب ابيك امس حين خرجت من الاوركيدا» قال انس بصوت حاني و هو يتطلع الى عينيها.
لم تنظر اليه هي،بل ظلت تنظر الى طعامها مقلبة اياه بالشوكة.
«اعلم انك ذهبت لتقابلي عمك الغريب هذا».
تخضب وجه سارة بالاحمر في هذه اللحظة و هي لا تزال تنظر الى اسفل.
اخذ انس يدها البيضاء الرقيقة،و بدأ يعدي عليها بحنان.
«كما انني اعلم انه هو من اخذك للمستشفى» قال مضيفا ثم بدأ يستطرد:
«لا عليك،لا تخلو عائلة واحدة من المشاكل الداخلية مهما بدت مثالية،لكن المشكلة الحقيقية هي ان لا نطلب مساعدة احبائنا،هاه؟».زمت سارة شفتيها و قد بدأت تنظر اليه بخجل قبل ان تقول بصوت طفولي متحجرش:«لا عليك».
ظل انس يعدي على يدها و هو لا يزال ينظر اليها.
«هل قام بسرقة ابيك،او شيء من هذا القبيل؟!»سألها.
«سرق ابي!!!!!!» تقلبت ملامح سارة فجأة و هي تقول قبل ان تظيف تاركة يده:«من اين خطرت لك هذه الفكرة الغبية».
ارتبك انس و هو يجيب قائلا:«لا اعلم...كل ما اردت قوله هو...هو ان عمك هذا لا يبدو...لا يبدو مثل اعمامك الاخرين».
«اذن فقد حققت في شأنه هاه؟!!» قالت سارة غير مصدقة و هي تنظر اليه بشزر.
«اهدئي سارة لم احقق في شأن أي شيء...فقط سمعت كلاما عن دخوله السجن» قال انس مهدئا اياها.
YOU ARE READING
sara and her uncle,adam.the big secret
Mystery / Thrillerفي هذه اللحظة بالذات وقف شاب في باب القاعة. استغرقت سارة لحظات حتى رأته هناك. دق قلب سارة بقوة عنيفة حين تعرفته،و علت محياها اثار صدمة مفاجئة. بدأ الشاب يجول بعينيه في ارجاء القاعة و الى الحضور،و كأنه يبحث عن شخص ما. تيبست اطراف سارة كاملة على حين غ...