8

89 2 2
                                    

انكب انس على تنظيف الزجاج بمكنسة يدوية محيدا القطع الكبيرة بكياسة من ارجاء الغرفة،واضعا اياها في كيس بلاستكي.

تطلع الى الكادر الخشبي الطويل للمرآة الذي اصبح فارغا و قد تعلقت به شظايا الزجاج الاخيرة باصرار.
نظر الى سارة المستندة على سريرها و هي تأكل من سينية الغداء التي اعدها لها.

«تبدين جائعة» قال انس و هو يكنس.

ردت سارة و هي تزدرد بصعوبة:«اها،لم اتناول شيءا منذ البارحة».

اتكأ انس على المكنسة و صار ينظر اليها.«و لما هذا»، قال.

توقفت سارة عن الاكل و بدأت تنظر اليه بدورها.

«انت تقلق كثيرا يا انس،لقد اخبرتك بكل شيء،لكنك لا تنفك تعيد نفس الشريط» قالت حانقة .

اخبرها انس:«هذا لأن روايتك ضعيفة»،ثم استطرد مشيرا الى كادر المرآة الفارغ:«وقفت المرآة بسلام هنا لسنوات،فلم امس فقط و حينما عرف كل من بالأوركيدة انك لست على ما يرام،تقررت ان تسقط من تلقاء نفسها،هاه؟!»

بدأت سارة تحدجه بنظرات فارغة ثم ردت مفسرة ترفع حاجبيها الرفيعين:«لأنها ارادت ان تسقط».

زفر انس معلنا عن قلة حيلته امام عنادها ثم ترك المكنسة و توجه اليها ليجلس قربها.

«اعلم انك لم تذهبي لمكتب ابيك امس حين خرجت من الاوركيدا» قال انس بصوت حاني و هو يتطلع الى عينيها.

لم تنظر اليه هي،بل ظلت تنظر الى طعامها مقلبة اياه بالشوكة.

«اعلم انك ذهبت لتقابلي عمك الغريب هذا».

تخضب وجه سارة بالاحمر في هذه اللحظة و هي لا تزال تنظر الى اسفل.

اخذ انس يدها البيضاء الرقيقة،و بدأ يعدي عليها بحنان.

«كما انني اعلم انه هو من اخذك للمستشفى» قال مضيفا ثم بدأ يستطرد:
«لا عليك،لا تخلو عائلة واحدة من المشاكل الداخلية مهما بدت مثالية،لكن المشكلة الحقيقية هي ان لا نطلب مساعدة احبائنا،هاه؟».

زمت سارة شفتيها و قد بدأت تنظر اليه بخجل قبل ان تقول بصوت طفولي متحجرش:«لا عليك».

ظل انس يعدي على يدها و هو لا يزال ينظر اليها.

«هل قام بسرقة ابيك،او شيء من هذا القبيل؟!»سألها.

«سرق ابي!!!!!!» تقلبت ملامح سارة فجأة و هي تقول قبل ان تظيف تاركة يده:«من اين خطرت لك هذه الفكرة الغبية».

ارتبك انس و هو يجيب قائلا:«لا اعلم...كل ما اردت قوله هو...هو ان عمك هذا لا يبدو...لا يبدو مثل اعمامك الاخرين».

«اذن فقد حققت في شأنه هاه؟!!» قالت سارة غير مصدقة و هي تنظر اليه بشزر.

«اهدئي سارة لم احقق في شأن أي شيء...فقط سمعت كلاما عن دخوله السجن» قال انس مهدئا اياها.

sara and her uncle,adam.the big secretWhere stories live. Discover now