43- مصائب قوم عند قوم فوائد

Ξεκινήστε από την αρχή
                                    

"مش عارف!"

أخذ أيمن نفسًا عميقًا ثم أشار للكاتب بجانبه وقال "هذا وقد تم استجواب المشتبه به وقد أدلى بأقواله هذه، ويحجز خمسة أيام على ذمة التحقيق."

توسعت أعين مصطفى ونهض يصيح "خمسة أيام! ليه!! أنا ماعملتش حاجة!!!!"

ضرب أيمن بكفه على المكتب وصرح فيه بنبرة أخافته وجعلته يتراجع وينكمش على نفسه "ولا كلمة يا متهم.".

بعد خمسة ساعات من العمل كان أيمن قد تذكر أمر داليا فأخرج هاتفه ونظر لرقمها بتردد .. إن فكرة الزواج بأخرى يلف رأيه بقوة، لا ينفك يفكر في هذا الأمر كل يوم، ومنذ رأى داليا وهي مهندمة وسعيدة وعرف بأنها مطلقة وبدون أطفال قد شعر بأنها الخيار الأنسب له، مطلقة وبدون أطفال لذلك من السهل أن توافق على الزواج به وهو أصلًا متزوجًا، ومن السهل أن يبدأ معها صفحة جديدة من حياته.

طلب رقمها ووضع الهاتف على أذنه وهو يطرق بأصابعه على مكتبه، حتى أجابت داليا من الجهة الأخرى وبعد التعريف بنفسه -بكونه الضابط الذي يحقق في قضية الإخصاء- وبعد السؤال عن أحوالها، كان قد طلب منها أن تقابله بعد ساعة في كافيه في الدقي، وظنت الأخرى بأن الأمر يتعلق بالقضية فوافقت بدون تردد وأخبرته بأنها ستكون هناك في المعاد المحدد.

بعد أن أغلقت المكالمة معه نظرت لهاتفها بضيق ثم تفحصت جميع التطبيقات عليه ثم شعرت بالضيق لكون أحمد لم يحادثها، هكذا إذًا؟ إما تقبل به كزوج وإما ينقطع عنها كليًا؟ تبًا له، هي لا تعلم لماذا حتى تشتاق له كل ذلك الحد!

ألقت بهاتفها بعيدًا وفتحت دولابها ووقفت تنتقي شيئًا لترتديه.

في مكانٍ آخر فرش قيس سجادة الصلاة ووقف يتأملها ثم رفع عينيه إلى السماء، ربما لم يكن يصلي قبلًا لكنه منذ خطب ليلى وهو يحاول على الأقل، لم يكن يريد منها أن تعرف بأنه لا يصلي بعد الزواج، لذا فقد بدأ يعود نفسه على الصلاة، لكنه في كل مرة كان يؤديها بطريقة روتينية، لا يشعر بأي شيء، مجرد حركات يؤديها دون أدنى تركيز، أما الآن فهو يقف وكله أمل بأن يستمع الله له، يستشعر وجوده في حضرته كما لم يستشعره قط. رفع يديه بالأذان ثم وضعهما على صدره وركز عينيه على موضع السجود، أنهى الفاتحة وسورة قصيرة ثم ركع ثم كبر ثم سجد، وحينها بدا وكأن جميع الكلمات التي جهزها في عقله ليخبر بها الله قد طارت، لا يدري ماذا يقول حقًا، لكنه بدأ بالبكاء كالطفل الصغير بدون إرادة منه.

"يا رب، اغفرلي، أنا آسف، عارف إني أستاهل بس أنا بحبها،" تمتم بنبرة متحشرجة وأكمل بكاءه الذي تحول إلى شهقات مسموعة لكنه أجبر نفسه على النهوض ومواصلة الصلاة، وهذا لم يمنع انهياره في البكاء مجددًا كلما حان دور السجود حتى انتهى من صلاته وعينيه قد تورمت من أثر البكاء.

طرقت الخادمة -العجوز أم كريم- الباب وفتحت بعد قليل لتجده على سجادة الصلاة، استغربت قليلًا واقتربت منه لتربت على كتفه "قيس بيه."

أربعة في واحدΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα