٧ | جولة قصِيرة

20 2 11
                                    


كُنْتُ أقرأ دُون توقَّف حتَّى غلبنِي النَّوم
كَان مُحيطي حالِك الظُّلمة حتَّى تسلَّل النُّور شيئًا فشيئًا
عِندما فتحتُ عيْناي ، كان حقلٌ شاسع مِن إبر الرَّاعي ينتظرني على مدِّ البصر

ذُهلت مِن المنظر الخلَّاب
كادت الشَّمس السَّاطعة أن تُعميني
و بِالرّغم مِن ذَلِك لم يكُن الجوُّ شديد الحرارة

بَلْ دافئًا وَ مُنعشًا
كُنْتُ أتمالُك رغبتِي بِالبقاء فِي هَذا المكان لِلأبد
ذهبتُ إِلَى شجرة قريبة وَ اِتَّخذت مجلِسًا أسفلها

اِستجمعتُ أفكارِي بِبُطئ
أنا فِي هَذا المكانِ بعدما غفوت بَيْنما كُنت أقرأ
قد يكُون حُلمًا ، وَ قد يكُون أمرًا آخر

رُبَّما اِستطعتُ الدُّخول إِلَى عالمِ الرِّواية !
هَذا يعنِي أنَّنِي صاحِبُ لِسانٍ فِضُّي وَ لَمْ تطغى علي جِيناتُ والدِتي !
لَطالما كُنْتُ مُتذمِّرًا بِشأن عدمِ شبهِي بِوالدتِي إِلَّا فِي شخصِيّتِها

وَ لَكِنْ فقط هذِه المرَّة ، أنا شاكِرٌ لُوالدِي فِي شبهِي بِه فِي هَذا
اِستقمتُ مُجدَّدًا
لَمْ أَكُن أعرِف مَا الَّذِي يَنْبغِي عليَّ فِعله

أنا هُنا لِوحدي ، دُون كِيارا أوْ لِيام ..
إِضافةً إِلَى أنَّنِي جاهلٌ لِنهاية القِصَّة تمامًا
لَقد قرأتُ الفُصول الأُولى فقط

" حَسنًا .. ، لا مانِع مِن التَّجوُّل قَلِيلًا "

فَقط جولة قصِيرة ..
لَا يُمكن أن يُحدِث أمرٌ كهذا مُشكلةً مَا
كُنْتُ أتجوَّل فِي المساحات الشَّاسعة بَاحِثًا عن هاملِين

إِنْ كُنت مُحقًّا
فهِي لَنْ تَكُونَ بعيدةً عَنْ هُنا
نقشتُ رمزًا على الشَّجرة كيْ تَكُونَ نقطة عودتِي لَاحِقًا

اِتَّجهتُ جنوبًا
كَانت العرباتُ وَ الماشِية تمشِي عكس اِتَّجاهي
فتيقَّنت أنَّها مِن ذَلِك الطَّرِيق

دقائقٌ حتَّى ظهرتْ القُبب وَ المداخِن عَلى مدِّ بصرِي
جريتُ قَلِيلًا ثُمََ توقَّفتُ عِندما وصلتُ إِلى مدخل المدينة
كَان السُّوق مُكتظًّا بعض الشَّيء

بِالكادِ مررتُ مِن خلالِهم بِاستماتة
كَان الجمِيعٌ هُناك ، الرِّجال وَ النِّساءُ وَ الأطفال
حتَّى أنَّنِي لمحت بعضًا مِن كبارِ السِّن

لفت اِنتباهي غُلام بِرداءٍ أسود كَان يتلصَّص فِي خِفية مُستغلًّا الزِّحام
كَان يقتربُ مِن رجُلٍ مَا وَ بِشكلٍ غريب حدَّق فِيَّ ثُمَّ اِبتسم

بِخفَّةٍ سحب الكِيس المُعلق على خاصرته ثُمَّ دفعَ الرَّجُل وَ جرَى مِن اِتِّجاهي

الزَّمَّار ✔️Where stories live. Discover now