مديح المائة حرف

19 2 0
                                    

وصل الإسلام إلى الصين عام (29ھ =651م)، ومنذ ذلك التاريخ أخذ يعمق حضوره، وكانت التجارة أحد أبوابه التي عبر منها، وعندما أعجبت الصين بعض التجار استقروا بها، وساعدهم على ذلك صدور أمر إمبرطوري مبكر جدا بأن التوطن في الصين شرط للزواج من الصينيات، وبمرور الوقت تكونت قومية "هوي" الصينية المسلمة، ثم تزايدت أعداد المسلمين خلال عصر أسرة يوان المغولية، ففتحت هذه الأٍرة الحاكمة الباب لهجرات المسلمين من آسيا الوسطى والعرب والفرس والترك، الذين حملوا ثقافاتهم ودينهم بجانب تجارتهم، فكانوا سببًا رئيسيًا في نشر الإسلام في جميع أنحاء الصين.

وقد حكمت سلالة "يوان" الصين قرابة المائة عام (من العام 1271م حتى العام 1368م) وهي أسرة أسسها الإمبراطور "قوبلاي خان"، وأصبح للمسلمين تواجد كبير داخل الصين، ورغم أن حكام أسرة "يوان" لم يعتنقوا الإسلام، إلا أنهم أبدوا احتراما عظيما له، فجلب هؤلاء الأباطرة مئات الآلاف من المسلمين للمساعدة في إدارة البلاد، وليحلوا مكان رجال الإدارة والعلماء الكونفوشيوسيين.


وعندما سيطرت سلالة "مينغ" بزعامة الإمبراطور هونغوو على الصين عام 1368م بعد إزاحتها لسلالة "يوان"، أنشئت جيشا قويا قوامه المليون جندي، ضم عشرات الآلاف من المسلمين، كما أنشئت أكبر أسطول حربي في العالم، وكان المسلمون قد اندمجوا في المجتمع والثقافة الصينية، إلا سياسة العزلة التي فرضتها سلالة "مينغ" في بداية حكمها أدى إلى تقلص نسبي لأعداد المسلمين خاصة في الموانيء، إلا أن الإمبراطور "هونغوو" أمر ببناء عدة مساجد، وكتب مائة عبارة قصيدة "بايزيزان" تمدح النبي محمد-صلى الله عليه وسلم، وضم جيشه قادة كبار من المسلمين، كما شجع الإمبراطور المسلمين على التوافد على عاصمته "نانجينغ" وبنى مسجدا ضخم فيها، وعندما تولى الإمبراطور "يونغلي" الحكم عام 1402م،أمر ببناء مساجد للمسلمين في كثير من مناطق الصين نذكر منها : نانجين، شيجنغ (شي آن) ، جنوب يونان،غوانغ دونغ، فوجيان وفيها أمر بإشهار قصيدته.، ومنح بعضها مرسوما إمبراطوريا بحفظها من أي اعتداء

تعرف على الصينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن