الفصل الثامن عشر

1.8K 100 18
                                    

عاشـق حـد الهـوس

وسام زكريا

★★.

اجابتها حسنات باستفهام: أيوا مين معايا؟
- سكبت عليها كريمة ما تريد فعله، وما يخطر في بالها، اما حسنات فقد تسمرت أرضًا مذعورة من هول ما سمعته منها، هدأت قليلًا من روعها لتردف بنبرة قلقة: وانا مالي بكل دا؟ وانا هستفيد ايه اصلًا!
- هتفت كريمة بخبث دفين لم يظهر لحسنات: انتي هتساعديني في دا، وانا هساعدك أن مراد يتجوز زينة بنتك ها؟
- ارتبكت حسنات قليًلا مذعورة، خائفة، ترتجف من تلك الفكرة التي طرحتها كريمة، ولكن كان قلبها يغلفه الغل والحقد فغلب خوفها وروعها من تلك الفكرة المُميتة، هتفت حسنات وهي تنظر يمينًا وشمالًا خوفًا من أن يستمع إليها أحد ما: وامتى اللي بتقوليه دا ممكن ننفذه!.
- اعتلت فوق شفتي كريمة ابتسامة منتصرة لتردف بنبرة متشفية: بكرا بالظبط هرن عليكِ ونفذ، جهازي نفسك.

- أغلقت معها حسنات لتجلس على تلك الأريكة وهي تهز قدميها متوترة فيما هو آت، تفكر ماذا إن علم أحد بتلك الجريمة التي تنويها كريمة! هلع قلبها فازعًا من تصورها ما سوف تلقي ذاتها فيه فهى تلقي بحالها إلى جهنم حمرة، ولكن وسوس لها الشيطان بأنها هي الذي من شأنها الأمر لم يدب في قلبها الرعب فلماذا هي قلقة؟ طالما الأمر من شأن تلك المرأه فلن يعلم به احد، نفضت أفكارها الحسنة لتتزاحم مكانها تلك الأفكار السيئة التي تلقيها إلى المهالك لا محال.

- أما عند حلا كانت تتحرك بآدم بصعوبة شديدة، نظرت للآمام رأت زين ينظر لها بذهول ولهفة ليردف بلهجة خائفة: هو حصله ايه؟ آدم فوق يا ابني.
ردت عليه حلا وهي تزيل دموعها بضهر كفيها: مش مهم دلوقتي افتح العربية ووصلني للمكان اللي هقولك عليه.
- اماء لها وهو يحمله ليسير به تجاه السيارة بحزن شديد على حال رفيقه، فهو أحبه بشدة فكان يشبه إلى حد كبير فكان مثل أخيه حقًا، ادخله السيارة وهو يسند ظهره معتدلًا، ثم دلفت حلا وهي تذرف الكثير من الدموع لينظر لها مطولًا يبث لها عبر نظراته الأمان والطمأنينة.

- في تلك المشفى استيقظ مراد ليفتح عينه على مرات وكأنه يستعيد بذاكرته ما مر به في هذا اليوم المشؤم، لينهض صارخًا وهو يزيل عنه أي شئ ليدرف بصوت عالي: فين نور! هي فين؟؟؟

- دلفت إليه الممرضة بخطوات سريعة محاولة تهدئته لتردف بنبرة هادئة: لو سمحت انت في مستشفي وحواليك غرف ناس مريضة حافظ على هدوئك.

- التفت حوله بهلع وهو يردد تلك الكلمات متناسيًا العالم بأكمله: نور فين؟ راحت فين!
أجابته وهي تحاول المحافظة على هدوئها: المريضة اللي كانت معاك دخلت في غيبوبة، ياريت تحاول تجمع كل الناس اللي هي بتحبهم يتكلموا معاها في وقت الزيارة هيديها حافز تفوق والله أعلم ممكن تفضل على كدا.
- نظر لها بغضب شنيع لتلفظها بهذه الكلمات السخيفة بالنسبة له ولكن اغمض عينيه لا يريد أن يعبث ما احد قبل أن يرى صغيرته، شعر بألم ضخم يعصف بقلبه، وبمذاق مر ينزل بحلقه، ليتحرك نحو غرفتها يستند على الجدار وكأنه يرى ما حوله باللون الاسود الحالك، تحرك بخطوات ثقيلة لا يقدر على أن يراها وهي بتلك الحالة، وقف ساكنًا عند باب غرفتها يستجمع قوته للدلوف لها، دلف وعندما رآها سكن قلبه في خفة وشعر بالاسترخاء، اغمض عينيه في راحة ليتحرك ليجلس أمامها وهو يعبث بخصلات شعرها ليقول: انا آسف يا حبيبي، فوقي واعملي اللي انتي عيزاه.. بس اوعي تسبيني.. آنا اسف والله.

عاشق حد الهوسWhere stories live. Discover now