الفصل الثالث

2.5K 100 44
                                    

- عند الفتيات هتفت ملك بنبرة قلقة: مالك يا بنتي؟ بتاخدي نفسك بصعوبة ليه!
أجابتها نور وهيا تلهث: لا مليش، يلا بينا عشان نلحق الميكروباص.

_ بداخل الجامعة كان زين يتحرك للمغادرة حتى سمع صوت بالكاد يسمعه، نظر إلى مصدر الصوت وجدها تلك الصغيرة يرتسم على ملامحها الخوف قائلة: دكتور زين.
أجابها بتفحص: في إيه؟ حصلت حاجة معاكِ!
أردفت بابتسامة زائفة: لا مفيش حاجة، بس ممكن حضرتك توصلنـي لحد عربيتي! هو السواق بالعربية قدام شوية.
أجابها وهو يحك ذقنه ولكن لم يعقب: تمام يلا.
- ما كاد يرحل حتى سمع صوت خلفه يهدر بعنف وتحذير: إيه يا حلوة؟ ما كنتِ جيتِ معايا، ولا لازم الباشا؟؟ بس يلا كلنا واحد.
خرجت تلك الكلمة من فم ذلك البلطجي وهو يعتدل من اتكاءه.
مسح زين على وجهه بعُنف كاد يتحرك للأمام حتى قبضت على معصمه وعيناها تطلق الترجي وإن لم تتفوه بـه، ولكن لم يكتفي ذلك المعتوه بل هتف: إيه هو الوحش مشبعش من يا قمر! بس تستاهلي الصراحة.
- تمهل زين قليلًا، ثم تقدم عليه بخُطىٰ بطيئة، هادئة، متزنة يستمتع بأفكاره التي تحاصره تجاه ذلك البغيض، تنهد بابتسامة خبيثة قائلاً: أنا اتخطيتك وقلت عيل صايع! مسطول مثلًا عيب أروحك على نقالة، بس أنت حبيت بقا تدوق شقاوتي وأنا مش هحرمك منها.
ولم يعطِ له الفرصة للتفوه، ظل يدفعه يمينًا وشمالاً وهو يلكمه حتى أصبح وجهه بِلا ملامح، ولم يتوقف إلى ذلك الحد، بل أخذ يضربه ضربًا مبرح حتى سقط مغشيًا عليه.
- تنهد وهو ينمق ثيابه، وكأنه لم يفعل شئ ووجه حديثه بسماجة لتلك التي يرتسم على وجهها الخوف ورعب رهيب: يلا عشان أوصلك.
- لم تتحدث بل اكتفت أن تنظر إليه فكيف تتحدث وعينيها قالت كل الأحاديث!
ضحك زين ضحكة رجولية وهو ينظر لهذه المشاعر في عينيها بين الذهول والخوف والقلق، ثم تحدث إليها بابتسامة مشرقة: تحبـي أوصلك!
أجابته بارتجاف: لا شكرًا عمو عبده هيوصلني، أنا متأسفة جدًا على الموقف اللي حطيت حضرتك فيه.
أجابها زين بقلق يغمر عيناه: مالك خايفه كدا ليه! جسمك بيرتعش!!

_ همت بالرد عليه ولكن دموعها لم تفصح لها المجال، انفجرت تلك المسكينة باكيه، أراد لو أن يحتضنها لثوانٍ فقط، ولم يلبث دقيقة حتى ارتمت بداخل أحضانه، لم يدرِ ماذا يفعل يضمها ويتناسىٰ تفكيره ويستمع لقلبه ذلك المشاغب! أم يتناسى ذلك الغبي قلبه ويستمع إلى عقله!
حلا وقد اشتعل خديها خجلاً من فعلتها تلك، أغمضت عينيها ذات البريق اللامع، ثم أردفت بنبرة رقيقة ذو بحة أنثويه صارخة وخصلاتها تتطاير على كتف ذاك المغيب: أنا آسفة، بجد أنا آسفة.
ولم تكمل حديثها حتى قال وهو لم يعي لقوله: إنتِ إزاي حلوة كده؟
انفجرت براكين الخجل بداخلها إثر فعلته، ولم تدرِ أين تواري حمرة وجهها ففرت هاربة من أمامه، أما هو فكان مازال يقف مكانه يعنف نفسه فمنذ متى أصبح هكذا؟!

_ أنا ازاي أعمل كده؟! من امتي و وانا بنسي نفسي بالشكل ده؟! لا.. أنا لازم أرجع أعمـل لنفسي حدود.

عاشق حد الهوسOnde as histórias ganham vida. Descobre agora