الفصل الثامن

1.9K 89 55
                                    

- قطعت ايمان حديثهم لأنها تعلم زين جيدًا فمن الممكن أن يسبب مشكلة معه فأردفت قائلة: اتفضلوا يا جماعة، اكيد تعبانين من السفر.
- همست حسنات شاعرة بالقهر: لما نشوف المحروس اللي هيتجوزها هيجيلها دهب ولا الشبكة نظامها ايه.
- استدارت نور للخلف وهي تحتضن زينة قائلة: وحشتيني يا زوزو.
ردت عليها بتذمر: دلوقتي اللي شوفتوني.
رفعت كفيها بقلة حيلة لتقول مازحة: ما انتي اللي قصيرة يا زوزو.

- بالخارج كانت مليكة تخاطب ملك بتساؤل: احنا هنطلع نسلم عليهم ولا ايه؟
اجابتها ملك وصوتها خافت إلى حد ما: ومنطلعش ليه؟ تعالي عشان الست اللي اسمها حسنات متكسرش فرحتها النهاردة.
- خرجت ملك تليها مليكة حتى هتفت ملك بنفس عميق تستعد لمواجهة أي حديث سام: السلام عليكم.
رد الجميع بهدوء نسبي ولكن تحدثت حسنات بحقد وغضب: هو انتوا لسه لابقين زي الدبانة فيهم.
_ اردات ملك استفزاها لأنها ليست تلك المرة الأولى فهتف بدلال: اه، وكمان سيبت بيت بابا، ومليكة رجعت من سفرها، وعايشين مع ماما واخويا واختي، فتتخيلي ممكن اسيبهم تاني؟
إقتربت منها وهيا تمسكها بغضب وحنق من مرفقها لتقول بعنف: عماله تقولي اخوكِ واختك اومال لو مكنش في الرضاعة.
- تألمت ملك وهي تحاول الإفلات من يدها، حتى اندفع زين وهو يغمض عينيه بيأس، ثم ما لبث أن قال: قبل ما بيقوا اخواتي التلاتة بناتي، وملك ومليكة قبل نور وكل واحده في البيت دا أميرة، اللي هينطق بكلمة عليهم صغير ولا كبير مش هحترمه.

_ حاول عمه علي تهدئة الجو من حدته، تحت نظرات دامعة من أخواته وقلب يخفق من فرط السعادة.
- بعد مرور ساعات صرخت مليكة هاتفه بإنبهار: جماعة فيه مسابقة عربيات في الحارة برا ولا ايه؟
ردت عليها ملك بصدمة ارتسمت على محياها: دول ضيوفنا، بس ايه بجد دا؟ وانتي يا نور قولتلك ليا ساعة البسي.

- لم تظهر أي مشاعر غير ذلك التوتر الذي سيطر عليها بالكامل، ظلت تغرز أظافرها في يدها من كثرة التوتر، أغمضت عينيها تستنشق الهواء ثم فتحتها على ثقل وهيا تتحرك تجاه غرفتها لتهجز.

- في الخارج كان هناك أسطورة سيارات يرتسم عليها الفخامة جميعها باللون الاسود القاتم، نزل منها مراد وخالطه هاله من الشموخ والهيبة والثبات والقوة لمن ينظر إلى عيناه، فكان يرتدي بذله سوداء أسفلها قميص أبيض ويزينه عطره الذي رائحته نفاذه تتخل انفاس الجميع، وكان بجانبه جاسم ولا يقل عنه هيبة وشموخ وقوة، كان يرتدي بنطال جينز وقميص باللون الأسود ونظاره سوداء تُخبئ عيناه التي بلون القهوة، وكان على الجانب الآخر آدم فهو الوحيد الذي يرتدي كاجوال، فكان كتلة من الوسامة، وقبلهم الصياد فهو اصل القوة والهيبة والثبات فهو كتلة متحركة من الشموخ وكان يمينه ابنه الأكبر محمد ويساره احمد، وكانت خلفهم كريمة تنظر إليها بغرور واضح، وبجانبها حلا فكانت مثل الحورية ترتدي فستان باللون الأحمر القاتم منحني على جسدها ليظهر مفاتنه وفي آخره واسع مثل حورية البحر، وتركت لخصلاتها العنان في الهواء الطلق، ببعض من زينة الوجه الخفيفة التي تبرز ملامحها الفاتنة.
_ دلف جميعهم لكل هيبة فهم رجال الصياد، وخلفهم الكثير من رجال الحماية، قابلهم زين فكان حقًا لا يقل جاذبية عنهم، فكانت الأنظار موجه له من كثرة جماله، كان يرتدي قميص باللون الأحمر القاتم أيضًا وبنطال كلاسيك باللون الاسود.
- تقدم مراد يصافح زين بشده، فأخذ يعرفه على أفراد العائلة واحد تلو الآخر حتى جاء عند حلا قائلًا: ودي حلا أختي الصغُيرة.
ابتعد نظره لاتجاه آخر، ويمرر يديه بخصلات شعره بقوة يجاهدًا عدم النظر إلى كتلة الجمال تلك حتى هتف بصوت متحجرش قليلًا: اهلًا بيكم، النهاردة زادنا شرف.
- كل ذلك تحت صدمة تلك التي تقف ببلاهه وكأنها قد صفعت للتو، قاطع تفكيرها حديث والدتها بنبرة بها تعالي قائلة: اكيد اتشرفت بينا، دا احنا عيلة الصياد.
أردف محمد سريعًا بخزي من زوجته: احم، يا ابني احنا اللي اتشرفنا بنسب نور وبتربية حضرتك بيها.
قاطعهم الصياد مبتسمًا: احنا مش هنشوف العروسة ولا ايه؟
رد عليه زين ضاحكًا: اكيد طبعا، اتفضلوا.

عاشق حد الهوسWhere stories live. Discover now