39- البعض ينتقم

ابدأ من البداية
                                    

"بس عمومًا كل شيء قسمة ونصيب، ماحدش بياخد أكتر من نصيبه،" أضاف بحزن وهو يهز رأسه يمينًا ويسارًا بدون رضى لكن السيدة سارعت بالنفي

"لا ماتقولش كدا، لك عليا إن شاء الله بعد ما الموضوع ده يخلص إني أجوزهالك، هجوزهالك غصبًا عنه."

جف حلقه ورسم ابتسامة مزيفة على وجهه ثم رفع يده يحك عنقه بتوتر "بجد؟"

"آه والله، ما دام بتحبها كدا يبقى خلاص، سيبك منه، هو أصلًا مش عايز يجوزها وعايز يخليها تخلل جنبي، ده رافض خمس عرسان لحد دلوقتي."

ابتلع لعابه بصعوبة وهو يومئ "بإذن الله، أنجح بس لأحسن أنا لو سقطت جدي مش هيسيبني في حالي، ده حالف يحرمني من الورث لو سقطت."

توسعت أعين السيدة ونفت برأسها "لا طبعًا، إن شاء مش هتسقط لا، بس أنا ماعنديش هدوم هنا! هقعد هنا إزاي؟"

"بسيطة، أنا هطلع وهبعتلك أميرة بهدوم، جدتي ليها هدوم هنا،" قال ونهض ثم هرول للأعلى وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة، لا يصدق أنه أقنع السيدة حقًا بالبقاء هنا والانتقام من دكتور مصطفى معهم!

جائت أميرة ببعض الملابس لزوجة دكتور مصطفى التي ألتقطتهم بسرعة ونهض وبدأت تبديل ثيابها أثناء إستدارة أميرة وإعطائها ظهرها، كانت تتساءل من هي تلك السيدة؟ وماذا تفعل في قبو أدهم؟ وما الذي جلبها إلى هنا؟ لكنها تعلمت جيدًا أن تبقي فمها مغلق ولا تتدخل فيما لا يعنيها؛ فهذا ما قد حذرتها والدتها منه لأن اللواء رأفت مقلاد لا يحب لأحدهم أن يأخذ ويعطي معه في الحديث، وبالتأكيد أدهم مقلاد الحفيد الوحيد يتبع تصرفات جده.

"أنا خلصت، هو ممكن أطلع من هنا؟" قالت زوجة دكتور مصطفى فاستدارت لها أميرة وأومأت بسرعة لتقول بلكنتها اللطيفة "اتفضلي حضرتك."

لتسير معها السيدة وهي تتفحص المكان حتى صعدت للمنزل نفسه، والذي وجدته ذا طابعًا ريفيًا لكن أنيقًا بشدة .. ابتسمت عندما تنفست هواءً نقيًا لم تتنفسه منذ أمدٍ بعيدٍ في القاهرة.

"أحضر لحضرتك العشا؟" تساءلت أميرة فأومأت الأخرى "فيه أكل إيه؟"

"فيه كل اللي حضرتك عايزاه، عايزة طبيخ ماشي، فاكهة موجود، فطير بالسمنة البلدي وعسل نحل برضه موجود."

اتسعت ابتسامة السيدة ورفعت يدها تلملم خصلات شعرها الأسود القصير خلف أذنيها ثم نظرت للخارج، حيث الشرفة المطلة على الزرع وقالت "طب أنا هقعد هناك، هاتيلي فطير وعسل."

أسرعت أميرة فورًا نحو المطبخ وتركت السيدة تتجول بعينيها في كل مكان، وعندما دخلت الشرفة وجدت أدهم هناك بالفعل، كان يعبث بهاتفه لكنه أغلقه فور وقوف السيدة بجانبه

"اتفضلي يا طنط،" أشار إلى الكرسي بجانبه فجلست وعلقت عينيها على المكان أمامها، رمقها أدهم بطرف عينيه، لا يصدق أنه استطاع إقناعها بمجارتهم حقًا! سيقفز الرفاق فرحًا عندما يعلموا بهذا.

أربعة في واحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن