١١. لقد عادت

49 11 9
                                    

بينما عيناها مُنهمكة في التنقل بين الحروف والفقرات بشغف لا يسعها الانتظار لتعلم، أمصير البطلة أن تضحي لأجل الجميع؟ أم تختار نفسها لمرة؟ كانت عيناه المُتطفلة تراقبها هي.

فكها المنحوت وتقاسيم وجهها المثالية من وجهه نظره، خصلاتها الذهبية التي حجبت مُنتصف وجهها ومن شدة اندماجها لم تعبأ بإبعادهم. ملامحها تتغير بصورة مُستمرة مع مرور الدقائق. وياله من نعيم مؤقت، مراقبتها بهذا القرب بعد أسابيع من الغياب والشوق.

مرت الأسابيع عليه كالدهور في غيابها فأدرك حقيقة مشاعره التي كان ينكرها كلما تقابلت عينيه بخاصتها، لكن من الطريقة التي يتراقص بها قلبه ولعًا يمكنه الجزم أنها حقيقة، بل وأنها أكثر شيء حقيقي في حياته.

لم يعد يسعه المُراقبة من وراء زجاج نافذتها، يريد ما هو أكثر، يريد لو تدعه يدخل ليضمها بين أضلعه المُشتاقة. طرق طرقتين على الزجاج أخرجاها من ذروة اندماجها بالرواية وجالت بحدقتيها نحو النافذة.

اتسعت عيناها ولم تكبح الابتسامة التي زينت ثغرها بسعادة، هرولت نحو النافذة وفتحتها له بترحيب بالغ ثم ساعدته في الدخول بينما تُشير له ألا يفتعل ضجة.

«كيف علمت أنني هنا، كول؟» قرأ من عينيها شوقها له والذي في نظره واكب بحر توقه لها فتهللت أساريره ثم تحدث بصوته الذي تلهفت لسماعه
«سألت والدتك وأخبرتني أنكِ في عطلة عند والدك، لذا جئت»

«لمَ؟» تساءلت بشرود ثم استدركت ما قالته
«أعني أنا سعيدة للغاية بمجيئك لكن كان بإمكانك الانتظار ريثما أعود» دنا منها بعد تردد شديد قبل أن يهمس

«كنت لأفعل لو لم يكن وَلَهي بكِ يحرقني حيًا» شعرت بكل شيء يتوقف من حولها إثر كلماته حتى أن فؤادها بالكاد تخطى نبضة، لم تكد تتجرع دهشتها حتى باغتها بقوله

«أنتِ تسلبين أنفاسي، داڤينا» راقب حاجبيها ينعقدان باستنكار وعينيها التي لم تترك خاصته شردت باللا شيء، هذه بالتأكيد ليست علامة رضا. حمحم بحرج وأشاح بنظره هو الآخر ثم استطرد

«هل قلت شيئًا خاطئًا؟» واجهته عيناها مُجددًا قبل أن تهز رأسها نافية والقلق يجتاح محياها

«لا، فقط شعرت أن هذا الموقف حدث سابقًا.»أومأ مُتفهمًا وقرر تغيير الحديث لتبديل الجو المتوتر قائلًا
«إذن كيف تسير مقابلتك مع الأخصائي النفسي؟»
«جيدة في الواقع لقد نصحني بكتابة خواطري في مُذكرة أو شيء من هذا القبيل وهذا ساعدني قليلًا في التحكم بالمُبالغة في التفكير وهكذا.» اومأ مُتفهمًا ببسمة لطيفة

«في الواقع منذ أن بدأت بزيارته شعرت أنني أفضل.»
«أنا سعيد لكِ، دي» ابتسمت بامتنان
«ألا تنوين العودة في أي وقت قريب؟» بدا أن سؤاله أثار ارتباكها لتشيح بنظرها نحو الأرض
«لا أدري كول.. لا أعتقد أنني مؤهلة كفاية..» قاطعها بغضب طفيف

إحذر إنعكاسك ¦ متوقفة مؤقتًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن