ارتبكَ عابد واحتقن وجهه قليلاً:

_ أنا أعتذر منكِ حقّاً ..

لتبتسم رسيل بخفّة :

_ لا عليك، فأنا عشت ما يشبه هذا معها

ليبتسم عابد بدوره ويتذكر شجارهما" وفكّر في احتمالية تطور حبّ لدى سيدته إيفا.

التفتت رسيل يمنة ويسرة قبل أن تقترب من السيارة و تركبها ..

_ في المرّة القادمة أرجو ألا تعذبوا أنفسكم بتوصيلي .. البيت ليس ببعيدٍ من هنا ولا أرغب أن يرَوني أهالي الحي في هاته السيارة ..

" سأنقل رجائك هذا للسيدة إيفا .. "

" وددت أن أسألك شيئاً "

" تفضّلي سيدة رسيل .. "

" هل السيدة إيفا على ما يرام اليوم؟ "

" ليس كثيراً، سترينها بعد قليل .."

" أسرعوا إذن من فضلكما."

تفكّر رسيل:
" ماذا يعني أن يتصل بك شخص في حالة ضعفه، ليصرّح لك باحتياجه إلى جانبك .. وحدك أنت!!
ما بكِ يا إيفا؟ يا ملاكي الذي أسامحه بلمح البصر "

إيفا خلف الباب ..
تجوبُ غرفتها ذهاباً وإياباً ، تطلعت إلى مرآتها لترى وجهاً شاحباً ، بعثرت بيديها شعرها بنيّة ترتيبه.. هذا ما يعكس تماماً منطقها الفوضويّ المتناقض ..
تمتمت ..
لا بأس بالقليل من ملامح التعب، و العينين المحمرّتين، هذا يدلّ على أنني شخص على قيد الحياة، يشعُر ..

يفتحُ عابد الباب بعد طرقه، لتنتفضَ تلك العضلة أيسر صدرها ..

تدخل رسيل على استحياء، تحاول النظر إلى كل شيء عدا سيّدة قلبها ..

تحاول إيفا استعادة رزانتها وثباتها الانفعاليّ، فتنجح بذلك ..
وبصوتٍ رزين تطلب من عابد تركهما على انفراد. و ترحّب بمجيئها

و بمباغتة منها، ترتمي في حضن رسيل، التي ارتبكت بجنون..
بعد بُرهةٍ من الزمن ، اطمأنّ قلبها .. بادلتها
استنشقت عبير كيانها.
تهمس لها بنعومة:

" ما بكِ إيفا؟ هل أنتِ بخير؟ "

" قبل هذا الحضن أم بعده؟ "

أرفقتها بابتسامة خبيثة لكنها طيّبة النيّة..
أرادت من وجنتي رسيل، أن تتفتّحا بأزهى ألوان الورد..

طلبت منها الجلوس، لتحضر لها فنجاناً من القهوة،
لم تكن رسيل تستسيغ طعمها المرّ، ومع ذلك لم تخبر إيفا !
أرادت أن تشاركها المذاق ذاته في آنٍ واحد.. فطلبت أن تضيف لها القليل من السكّر.

أخذت رشفة منها فعبسَت قليلاً، لتنتبه لها إيفا..
" هل أنا سيئة في تحضير القهوة إلى هاته الدرجة؟! "

لها أنتمي (رواية مثلية)Kde žijí příběhy. Začni objevovat