الفصل الثلاثون والاخير ❤

902 22 2
                                    

#غَرام_الصِبَا
#الفـصـل_الثـلاثـون_والاخـيــر

تململت على الفراش بضيق ، فقد مر اكثر من ساعتان ولا تستطع النوم! التفتت الى "ادهم" النائم بجوارها وظلت تتطلع له بتفكير الى ان حسمت امرها وقررت فعل ما تفكر به..حركته برفق وهى تهتف بأسمه :
- "ادهم".." ادهم"
استيقظ على صوتها فأردف قائلاً :
- فى ايه يا "مليكة"؟
ثم تطلع للساعة المعلقة على الحائط واستدار لها مرة اخر بتعجب :
- الساعة اربعة الفجر انتِ لسه منمتيش!.
ثم اكمل بقلق :
- فى حاجة تعباكى؟؟
اشارت له نافية وهى تقول بإرتباك :
-لا مفيش..انا كنت بس...كنت عايزة....
هتف" ادهم" بحيرة من ارتباكها :
- ‏كنتِ عايزة ايه؟؟!
نبست بحرج :
- كنت عايزة مانجة....
تطلع لها بدهشة من طلبها الغريب ولكنه تفهم حالتها تلك ، فهتف بمرح :
- ‏ده الوحم صح؟؟
اجابته مُبتسمة :
- ‏ايوة..دى طلبات ابنك او بنتك مش انا
تمتم بسخرية :
- ‏اه منا عارف
ثم استطرد قائلاً بتفكير وهو يعتدل بجلسته على الفراش :
- ‏بس فيه مشكلة واحدة بس
انكمش وجهها بتعجب فتسائلت :
- ‏مشكلة ايه؟؟
اجابها بسخرية :
- ان مفيش مانجة فى الشتا
جلست بجانبه وهى تقول برجاء :
- ‏اتصرف يا "ادهم".. يرضيك ابنك يصحينى فى نص الليل عشان عايز مانجة وانا ما اجبهالوش؟!!
"ادهم" بمزاح :
- لا ميرضينيش
ثم نهض قائلاً وهو يتطلع لها بحب :
- ‏هنزل يا ستى اجبلك اللى عايزاة
توجه ليبدل ملابسه وبعد ذلك قام بتوديعها وغادر المنزل ليحضر لها ما ارادت..
بعد ثلاث ساعات...
قام بفتح الباب وولج للداخل وبيديه الاكياس.. اتجه لغرفتهم فوقف محله بإستغراب عندما وجدها مستغرقة فى سبات عميق..
وضع الاكياس اعلى المنضدة واتجه ناحيتها موجهاً حديثه لها بتعجب :
- "مليكة" انا جبتلك اللى عايزاة..مش هتاكليها؟!!
فتحت اعينها بنعاس ونظرت اليه وقالت بخفوت :
- ‏جبت ايه؟
تحدث بذهول :
- ‏هو ايه اللى جبت ايه؟!..مش قولتيلي عايزة مانجة؟
ووضع الاكياس امامها، فتطلعت لها بإشمئزاز قائلة وهى تعود لنومها :
- لا مليش نفس انا عايزة بيتزا
طالعها بذهول مما تتفوه به وبداخله يقسم بأنها ستصيبه بالجنون حقاً..!! 
********************
حركته برفق بين ذراعيها  وهى تحاول ان تجعله يخلد للنوم بعد وصلة من البكاء المتواصل التى لا تعلم سببها ...
واخيـرا.. استغرق فى النوم فزفرت براحة كبيرة وهى تضعه فى سريره ببطئ شديد ووقفت تتطلع اليه بحنان وهى تمسح برقة على وجهه..
استمعت لفتح باب المنزل وقدوم "معتز" بعد انتهائه من عمله..
ولج للغرفة فرآها واقفة بجانب فراش ابنه فسار متوجهاً اليها واردف بحنو :
- حبيب بابا عامل ايه؟
اجابته "ملك" بتذمر :
- كان مطلع عين ماما من شوية قبل ما ينام بسبب عياطه .
ضحك بخفة على تذمرها واثناء سيره لحمام الغرفة دفع الكوب من اعلي الكومود بدون قصد فوقع ارضاً وتناثرت اجزاءه الى قطع صغيرة مسببه صوت مزعج ادى الى استيقاظ الصغير وبكائه مجدداً...
حملته "ملك" وهى تهدهده برفق واستدارت الى "معتز" قائلة بعصبية :
- حرام عليك يا "معتز" ، انا مصدقت انه نام
هتف بأسف :
- معلش يا "ملك" هو انا يعنى كنت اقصد!
صمتت وهى تحاول ان تجعله يخلد للنوم مجدداً ، وقام "معتز" بجمع القطع المتناثرة على الارضية وبعدها اتجه الى الحمام ليبدل ملابسه....
خرج ليجدها اسطاعت ايقاف بكائه ووضعته فى فراشه لينام ..
قبل ان يتفوه بشئ اشارت له بالصمت ثم جذبته خارج الغرفة سريعاً وقالت :
- بلاش تتكلم عنده عشان ميصحاش تانى
هز رأسه بالموافقة وهتف بتهكم :
- يعنى البيه هيحتل اوضتنا واحنا نترمى برة!!..
اردفت وهى تتوجه للخارج :
- تعالى نتفرج على اى فيلم وانا هروح اعمل فشار قبل ما "فارس" يصحى ويعيط تانى
جلس هو على الاريكة وظل يبحث عن شئ يشاهدوه سوياً وهى ذهبت الى المطبخ لتعد الفشار .....
********************
وقفت تعد البيتزا بحماس قبل مجئ "حازم" ليتناولوها سوياً... اثناء انشاغلها بالطهى استمعت لصوت فتح الباب معلناً عن قدومه .
ولج للمطبخ ومنحها ابتسامة هادئة قائلاً :
- ايه الريحة الحلوة دى؟!
بادلته الابتسامة ونبست وهى تشير على ما تفعله :
- بعمل بيتزا..
- هغير هدومى ونيجى ناكل سوا
قالها وهو يتجه للداخل فأومأت "ليان" بهدوء وعادت الى مراقبة البيتزا حتى لا تحترق...
بعد مرور عدة دقائق..
قامت بوضع البيتزا على الطاولة بعدما قامت بتقطيعها وجلست امام "حازم" ثم شرعوا فى تناول الطعام...
هتف "حازم" بإعجاب بعد تذوقها :
- تسلم ايدك
ابتسمت له برقة وظلت تتطلع له بترقب بين الحين والآخر وكأنها تنتظره ان يتفوه بشئ ، وعندما ملت من انتظاره شرعت هى بالحديث وسألته قائلة :
- هو النهاردة ايه يا "حازم"؟؟
صمت قليلاً بتفكير ثم اردف :
- النهاردة الاتنين...
عبست بوجهها ونبست بنفى :
- لا اقصد النهاردة فيه مناسبة ايه؟!
طال تفكيره وهى تنظر اليه بترقب فهتف فجأة بتذكر :
- آه ، افتكرت
تطلعت اليه بتلهف تحثه على الحديث فقال مازحاً :
- عيد الام؟!
اشتعل وجهها ورمقته بغضب :
- عيد ام ايه ده اللى دلوقتي !!!.
اعتدل بجلسته مردفاً بعدم اهتمام :
- منا مش فاكر يا "ليان"
ثم قرب اصبعيه من بعضهما قائلاً بطريقة مضحكة :
- الذاكرة يدوبك..
ثم تسائل باهتمام :
- عرفينى انتِ طيب النهاردة ايه؟!!
اجابته بضجر :
- مفيش حاجة النهاردة يا "حازم"..متشغلش بالك
ثم عادت لاستكمال طعامها وهو يراقب حركاتها المنفعلة ببسمة حاول منعها من الظهور....
********************
استعدت للنوم وهى تحاول السيطرة على تعابريها الغاضبة... وقبل ان تستلقى على الفراش ، استمعت لصوت "حازم" الذي تسائل :
- هتنامى؟
اجابته ومازال العبوس ظاهراً على وجهها :
- اه ، مصدعة شوية
وقفت تنتظر رده فوجدته يقوم بفتح احد الادراج للبحث عن شئ ما وكأنه لم يستمع لحديثها..
تصنعت عدم الاهتمام بما يفعله فتوجهت للفراش ، ولكنها توقفت فجأة عندما استمعت لندائه فنظرت اليه بتساؤل فوجدته يقف وهو يتطلع لها بنظرات حالمة وبيده علبة متوسطة الحجم..ففتحها ثم اخرج منها فستان ابيض رقيق ومعه الحجاب الخاص به ، امسكت "ليان" الفستان تتطلع اليه بإعجاب شديد فأردفت وهى تنظر اليه ببلاهة :
- ده ليا؟!!
لم يجب عليها واخرج من العلبة سلسال بسيط وخاتم وقام بإلباسها السلسال وبعد ذلك وضع الخاتم بين اصبعها ثم طبع قبلة على يدها وهو يتطلع لأعينها مباشرةً هاتفاً بعشق :
- كل سنة وانتِ طيبة...
سحبت يدها بارتباك من بين يديه وقالت بتلعثم :
- آاا..انت فاكر .!!
هتف بتأكيد وهو يقربها اليه :
- ده من التواريخ اللى عمري ما انساها...
ثم همس بجانب اذنها :
- عشان فى اليوم ده اتولدت اجمل واحدة شافتها عينيا ..
حاولت التملص من بين ذراعيه ولكنه لم يسمح لها بذلك مقرباً اياها اكثر فهتفت حتى تخفى خجلها :
- يعنى انتَ كنت بتعصبني؟
هز رأسه بنعم وقال بضحك :
- بصراحة اه
رمقته بضيق مصطنع ولكنه زال سريعاً عندما اقترب منها ليدخلها الى عالمهم الخاص...
********************
مر شهر ، شهران ، ثلاثة اشهر ، او اكثر... بدون اى جديد فهم يعيشون بسعادة وحب يملأ حياتهم..
فى احد الايام..
كان كلا من "ادهم" و"مليكة" يستعدان للخروج من المنزل لزيارة عائلتهم..
ولج "ادهم" للغرفة واردف بإستفهام :
- خلصتى؟!
هتفت وهي تضبط حجاب رأسها :
- ايوة..
نبس اثناء خروجه من الغرفة :
- طيب يلا عشان منتأخرش عليهم.
رافقته للخارج هى تحاول ان تخفى التعب الذي يظهر على وجهها ، فمنذ الصباح وهى تشعر بأنها ليست على ما يرام..
شعرت فجأة بألم لا يحتمل فجلست سريعاً على اقرب اريكة وهى تحتضن جنينها بألم..التفت لها "ادهم" بتعجب تحول الى قلق عندما رآها على هذه الحالة..!
اقترب منها وهتف بخوف :
- مالك؟
اردفت ببكاء ونبرة متألمة :
- انا حاسه انى بولد
اشتد فزعه فحملها سريعاً ووضعها فى السيارة وصعد سريعاً ثم قادها نحو المشفى وهى بجانبه تبكى بألم شديد...
********************
وقف امام الغرفة بتوتر ثم انتبه على رنين هاتفه بإسم والده ، اجاب "ادهم" مردفاً :
- ايوة يا بابا
هتف "عز" بإستفهام :
- انتوا فين يا "ادهم"؟ مجيتوش ليه لحد دلوقتي احنا قاعدين مستنينكم !!
نبس وهو يخفى نبرته القلقة :
-"مليكة" بتولد فى المستشفى..
تفاجأ "عز" بالامر فقال سريعاً :
- مستشفى ايه؟؟!
- مستشفى «.............»
اردف بتعجل :
- طيب ، احنا جايين
بعدما انهى معه الاتصال عاد الى تحديقه فى باب غرفة العمليات بإنتظار خروج الطبيبة..
استقام فى وقفته بلهفة عندما رأى الممرضة وهى تتجه نحوه قائلة بإبتسامة :
- مبروك..جالك بنتين زى القمر
حملهما منها بعدم تصديق وسعادة فى آن واحد واخذ يتأملهم بإبتسامة واسعة احتلت شفتيه...
بعد نقل "مليكة" الى غرفة عادية اتجه لها "ادهم" حاملاً ابنتيه بين يديه..تطلعت له بوهن فأقترب منها وناولها اياهم فقبلتهم بفرحة وهى تتأمل ملامحم الرقيقة..
جذب المقعد ووضعه بجانب الفراش جالساً عليه وقبلها على جبينها وهو ينظر لها بشغف..
استمعوا لطرقات على الباب ودلوف "رأفت وفاطمة وعز وناهد ونورا "..
رُسم السرور على وجوههم عندما رأوا الطفلتين فاقتربت منها والدتها واحتضنتها بفرحة كبيرة :
- الف مبروك يا حبيبتى
ثم حملت منها الصغيرة مهدهدة اياها برفق ، اردف والدها بحنو :
- الف مبروك يا "مليكة"
ثم تناول منها ابنتها الاخرى وهو يطالعها ببسمة سعيدة..
بعدما قام الجميع بتهنئة "مليكة" و"ادهم" جلسوا فى هدوء وقطعت "نورا" الصمت مردفة بفضول :
- هتسموهم ايه؟!!
اجابتها "مليكة" ببسمة :
- "كارمن" و"ميرال"..
قاطع حديثهم طرق على الباب ثم دلفت "ليان" مع زوجها للداخل واتجهت الى "مليكة" وهتفت ببهجة :
- حمدلله على سلامتك
"مليكة" بإبتسامة بسيطة :
- الله يسلمك يا لينو
توجهت "ليان" لرؤية الصغيرتين بينما هتف "حازم" محدثاً "ادهم" :
- الف مبروك يا "ادهم"
بادلة البسمة قائلاً :
- الله يبارك فيك
جلس الجميع سوياً يتحدثون احياناً وتتعالى ضحكاتهم أحياناً على حديث "معتز" الذي جاء برفقة "ملك" منذ قليل..واثناء الجلسة كان يخطف "ادهم" النظرات الى "مليكة" وهو يحاوط يدها بيديه وهى تحاول سحب يدها بخجل حتى لا يراهم احد وهو يقابل ما تفعله بعدم مبالاة كأنه يخبرها بأنه لا يهتم لأحد...
********************
بعد مرور ست سنوات...
اخذت تبحث عن ابنتيها بجميع ارجاء المنزل ، توجهت الى احد الغرف ثم وقفت مكانها ورُسمت ابتسامة على شفتيها عندما وجدت "ادهم" يقوم بتصفيف شعر ابنته "ميرال" و"كارمن" تنتظر دورها..
اقتربت منهم وهتفت محدثة "كارمن" بلطف :
- تعالى  يا كوكى اعملك شعرك عقبال بابا ما يخلص لـ"ميرال"
اومأت "كارمن" ببسمة طفولية واقتربت منها لتصفف شعرها...
بعد الانتهاء من تصفيف الشعر وقفت "مليكة" تتطلع الى ابنتيها بتفحص حتى تتأكد من اتمام كل شئ قبل الذهاب للزفاف..فاليوم هو زفاف "نورا" و"مالك" بعدما انهت دراستها واصبحت طبيبة اطفال كما كانت تحلم .
********************
فى احد قاعات الزفاف..
لم يستطع منع عيناه من التطلع لها وتأملها بعشق عندما رآها بفستان الزفاف الذى جعلها كأميرة هاربة من احد الروايات..
اعتدلت بجلستها بجانبه واردفت بارتباك :
- بطل تبصلي كدة !
هتف "مالك" بخبث :
- امال ابصلك ازاى؟؟
اجابته بغضب مكتوم :
- متبصليش خالص...انتَ بتحرجنى والناس بيبصولنا!!.
نبس بعدم اهتمام :
- ما يبصوا عادى
تنهدت بضجر وتصنعت عدم اهتمامها بإفعاله وهى تحاول بصعوبة اخفاء الخجل الظاهر على وجهها...
على احدى الطاولات القريبة منهما...
زفر "ادهم" بعصبية طفيفة والتف الى "مليكة" قائلاً :
- ما تشوفى بنتك اختفت فين مع استاذ "فارس"..!!
كبتت "مليكة" ضحكاتها على غضبه الغير مفهوم وقالت بهدوء :
- بيلعبوا سوا هناك يا "ادهم" متقلقش
نظر لما تشير اليه فلمح "ميرال" بصحبه "فارس" ابن "معتز" و"ملك" وهما يمرحان سوياً..
اردف بضيق :
- وهى هتفضل طول الوقت واقفالى معاه؟!
ضحكت "مليكة" قائلة :
- انتَ بتغير عليها منه يا "ادهم"؟!!
لم يجيبها وظل الضيق ظاهراً على وجهه وهو يتابع ابنته بنظراته..
ثم هتف بعد عدة دقائق بسخرية :
- وهو انا اطمن ازاى بعد ما قالى المرة اللى فاتت انا بحب "ميرال" وعايز اتجوزها!!
ثم تابع بتهكم :
- ده احنا مكناش عيال بقى..!
رمقته بسخرية على حديثه فابتسم رغماً عنه وشرد بذكرياته معها فى الماضى..بينما ظلت هى تتابع "ميرال" و"كارمن" التى فضلت اللعب مع "ماسة" ابنه "ليان" و"حازم"..
********************
كانت شاردة وهى تتطلع لـ"نورا" التى تتحرك بين اذرع زوجها ، ظهرت ابتسامة صغيرة على وجهها لأجلها..فـ"نورا" و"مليكة" لم يكونوا بنات عمها فحسب ، بل هما اكثر من اخواتها..
عادت من شرودها على صوت ابنتها "ماسة" التى هتفت وهى تشير لزجاجة المياه :
- مامي عايزة اشرب
ناولتها الزجاجة وهى تتطلع لها بحنان ، ونظرت الى زوجها الذي عاد للتو وجلس بجانبها ثم حمل ابنته على قدمه وهو يحادثها بمزاح :
- اخيرا سيبتى "كارمن" وافتكرتى ان ليكى اهل تشوفيهم!
اجابت "ماسة" بتلقائية :
- لا انا هشرب واروح اقعد معاها
وهبطت من على قدمه ثم ركضت بإتجاه "كارمن" التى كانت تنتظرها..
رمقها "حازم" بسخرية وهى تركض وقال :
- اه منا استغربت انك جيتلنا اصلا
ضحكت "ليان" بخفوت فنظر لها قائلاً بعبث :
- هما كل اللى بيحملوا بيحلوا كده؟!
ابتسمت بخجل ووضعت يدها على جنينها وهى تتذكر ذلك اليوم الذى علمت فيه بحملها مجدداً وسعادة "ماسة" لقدوم اخ او اخت لها..
تأمل خجلها بهيام ثم نبس بمشاكسة :
- مجاوبتنيش يعنى..!!
اردفت بغرور :
- انا حلوة طول عمرى
ضحك بخفة قائلاً :
- فى دى عندك حق
ثم انتبه على صوت "ماسة" التى طلبت منه ان يربط لها الحذاء للمرة التى لا يعلم عددها!!..
*******************
دلفت للداخل ودلف هو خلفها ثم اغلق الباب جيداً..اقترب منها وقبلها على جبينها بحب قائلاً :
- مبروك..
تراجعت للخلف كرد فعل طبيعى واردفت بتوتر :
- هروح اغير هدومى
هز رأسه ببسمة هادئة وتوجه هو الآخر ليبدل ملابسه..
بعد قليل..خرجت من الغرفة فوجدته ينتظرها بالخارج ، ثم هتف عندما لمحها :
- يلا عشان نصلي
رافقته لداخل الغرفة وبعد انتهاء صلاتهم قالت فجأة وهى تسير للمطبخ :
- اعملك اكل معايا؟!
رمقها بتعجب ولكنه ادرك انها تفعل هذا كمحاولة للهروب فأردف برفض :
- لا كلى انتِ انا مش جعان
اتجهت للمطبخ فور ان انهى جملته وقامت بإعداد بعض الساندويتشات وجلست تتناولها..
استقامت بجلستها عندما رأت "مالك" قادماً نحوها ثم جلس بجوارها على المقعد ... ارتبكت من تحديقه المطول بها فسألته بتلعثم :
- بتبصلي كده ليه؟!
اقترب منها قليلاً بوجهه وقال بخبث :
- هو حرام ابصلك؟
هزت رأسها بالنفى وتصنعت انشغالها بتناول الطعام...
مرت عدة دقائق فنبس "مالك" وهو ينهض :
- انا داخل انام..تصبحى على خير
تعجبت من ذهابه ولكنها جلست براحة كبيرة...
بعدما انتهت ولجت للغرفة ببطئ حتى لا توقظه ولكنها تفاجأت بالفراش خالى ووجدت احد يضمها من الخلف ، فاردفت بغضب طفولى :
- انتَ بتضحك عليا!!
ضحك بخفة وهمس بالقرب من اذنها :
- فاكرانى هضيع يوم زى ده؟!..
ولم يسمح لها بالكلام حيث اقترب منها ساحباً اياها الى عالم لا يوجد به سواهما...................................
********__________********__________********
الخاتمة هتنزل قريب بإذن الله ❤❤

رواية «غَرام الصِبَا» "كاملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن