امسكت باندورا بالصغير بين يديها، كان ينام في هدوء و سلام، بخديه المنتفخيين، و حاجبيه كانا لا يزالان في قاطبين في إنزعاج؟ هل هو منزعج يا ترى؟ ام ان هذه ملامحه؟ كم كان غريباً، و دافئاً بنفس الوقت! اغلقت عينيها و هي تستشعر ثقل الصغير بين يديها، وجدته يمسك بأصبعها ! كان شعوراً أغرب، اجتاحتها تلك الرغبة للبكاء، لا تدري لماذا و لكن ذاك الشعور من الراحة و الدفء جلعها تغبط المرأة تلك! هربت منها كل تلك المشاعر عندما بدأت ملامح الصغير تتقلب بانزعاج مهدداً بالعودة لسنفونياته المزعجة، و بالطبع فعلها و راح يبكي بين يديها و امه تأخرت، وقفت بسرعه و هي تهزه بهدوء و لكن لم يفلح ذلك فقد زاد في بكاؤه
"عليك ان تتوقف و الا بكيت معك" قالت و قد هددت دموعها بالنزول! و هي قد بدأت تيأس من الصغير
و لكنه بالطبع لم يتوقف ، قررت ان تخرج من الغرفه لتستنشق بعض الهواء و تهرب من كل تلك المشاعر!لا تريدها ان تتفجر فيها دفعة واحدة هكذا!كان النزل غريب بالنسبة لها فهو يبدو صغيراً من الخارج و لكن من الداخل كان واسع، و نزلاؤه على ما يبدوا انهم لا ينامون و في احتفال دائم، فهي في طريقها للطابق السفلي كلنت تستطيع ان تستمع للموسيقى و الصراخ و الجو المرح! لم تفهم هذه التركيبة و لكنها بالتأكيد شعرت بالألفة. بدأ الصغير بين يديها يهدأ كان هذا جيد و لكنها قررت ان تبحث عن والدته فقد طال غيابها! جاءتها الفكرة الغريبة في تلك اللحظة ! شعرت ببعض الخوف!
هل هربت و تركت الصغير المسكين خلفها! نزلت للطابق السفلي، و لاحظت بعض الأعين عليها، وسط ذلك الازدحام، لم تعرف كيف تفسر الأمر و فقد كانت معتادة على الأنظار ولكن الأمر هنا كان غريب بعض الشئ!
"آنسة دالتون"
سمعت صوته! بات يناديها بتلك الصورة و بتلك النبرة و لا تدري كيف باتت تستلطف اسم عائلتها، التفتت اليه بهدوء، و بين يديها الصغير، قالت كأسلوب دفاعي و قبل ان تتعرض للمزيد من الإحراج و السخرية
"قبل ان تسخر مني، الصغير تركته امه معي و لا ادري اين هي"نظر لها بهدوء و قد بقيت نظراته متسمرة عليها قال:" لم أكن سأقول شئ و لكنني تعجبت وجودك هنا!"
كان يعلم انها تمتلك سحر متفرد، كان قد تخطى مسألة جمالها اساساً، و لكن ابهرته في بساطتها تلك بدت مختلفة عن كل مرة، ثوب أصفر قديم، واسع عليها بعض الشي، شعرها الكاراميلي بدى هادئاً قد جدلته و تركته على كتفها ليضيف المزيد من الجمال لطلتها،
كانت تمسك بطفل ما و لكنه استوعب انها قضت الليل مع ام الطفل، و لكنه لم يتخيل ان تصل لهذه المرحلة من التقبل انها تخون كل توقعاته، و كل قالب يضعها فيها!
فمنظرها ذاك و هي تحمل الطفل بين يديها جعله يفكر:" كم تليق بها الأمومة!"
و لكنه نفض كل تلك الأفكار من عقله، عليه ان لا ينحاز عن قراره و بالطبع كل تلك المشاعر مرفوضة، انها مجرد طفلة! كانت لتقلب ملامح الطفل و شروعه بالبكاء قد انقذه، فقد وجد نفسه يبعد عنها الصغير و يحمله بين يديه، ليستكت الطفل مباشرةً
YOU ARE READING
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...
مخاض المشاعر الغريبة
Start from the beginning