Part 11 أنانية قلب الملوك

Beginne am Anfang
                                    

الأمر فقط أنها تريد بعد هذا التعب أن تكتفي بلون واحد هذه المرة...أمر قد لا يتفق عليه الكثيرون و كيف للمرء أن يتفرد بلون يخصه لوحده...لكنها تعبت من محاولة إيجاد لون يوافق نغمتها و صارت تفضل احتضان لونها الخاص مباشرة دون كل العبث البشري منذ الأزل...

سالفاري كان لونها المفضل..الرمادي خاصتها و الذي تستطيع تلوين كل عالمها به...لا أبيض الحياة و لا سواد الموت...بل الرمادي الذي يجمع بينهما كما يوازن  صاحب النظارت بين عقلانيتها و عدمها...

لذا مسحت بأناملها الموشومة على الطاولة و هي تجلس تلقي بظهرها على مقعد و تضع قدما على قدم..ظهرها مستقيم كعادتها و نظرتها مصوبة نحو سالفاري الذي طلب منها منذ دقائق أن تمنحه بضع دقائق ينهي بها إرسال بعض الملاحظات فاستغلت هي ذلك تفكر به و تنظر له...

من غير المتعب النظر له...تعلم أنه قد لا يكون الأوسم في نظر الكثيرين و ربما ليس الأفضل حقا...لكن بالنسبة لعالمها هو كان الأفضل بين الأكوان...شيء ما جذبها نحوه ذلك اليوم قبل سنة أسفل المطر...لعلها تكون بحماقتها تركت باب قلبها مفتوحا حينها...و حتما هو دون شك..سارق لا يطرق الأبواب...

وسط الهدوء و الإضاءة الداكنة للمكتبة بسبب لون السماء الكئيب و تساقط المطر قالت هي له فجأة بهدوء و دون سابق إنذار وبنيتاها تنتظران رفعة رموشه :

" أود معرفة شيء من وجهة نظرك...لنقل هو أمر أود سماع آراء مختلفة عنه...و لعل خاصتك يكون أفضلها من حيث المنطق..."

حديثها جعل سالفاري يرفع رأسه أين غطت خصلاته العسلية جبينه يتوقف عن الكتابة بالقلم الذي بدا صغيرا جدا وسط يده الكبيرة في حين هو حدق بها بأعينه العسلية بهدوء و كنزته الخضراء تجعل أعينه داكنة أكثر...

لثوان لم ينطق...فقط اكتفى بالنظر صوبها بهدوء يجعلها تود الهرب بأعينها عن خاصته التي تكاد تعري الحقيقة من أعينها لكنها جاهدت كي لا تتحرك من وضعيتها التي يمكن وصفها بأنها متكبرة عكس نظراتها التي كانت هادئة في هذه اللحظة..

أغلق هو قلمه و وضعه فوق الكتاب يشبك أصابعه سويا يجذب انتباهها لتلك التفاصيل القابعة هناك داخل أيديه و عروقه ثم أعادت أنظارها أعلى أين رأته يومأ برأسه بخفة..

كان بوضعيته و حركته يخبرها بطريقة غير مباشرة أنه مستعد لسماع ما لديها و ذلك لوحده كان السبب في جعلها تعيد خصلاتها البنية للخلف بعد أن كانت بالفعل دون قبعة أين غرتها المثالية كانت تغطي جبينها و تلائم بلونها لون عينيها حين قالت له بهدوء دون أن تتحرك كأن لا شيء يهزها:

" لنفترض أنك وضعت بين خيارين...أن تكون أنانيا لتختار سعادتك خارج دائرة المجتمع...أو تبقى داخل الحدود لتحافظ على انتماءك للمجتمع...أيهما سيكون خيارك الذي لا ندم حياله ؟..."

نظارات و وشومWo Geschichten leben. Entdecke jetzt