35- ثنائيات

Start from the beginning
                                    

توجه أدهم نحو سيارته ليديرها هو الآخر ومضى في طريقه .. فتاة لطيفة.

في اليوم التالي كانوا جميعًا يجلسون في قاعة الامتحانات.

"العيال دي كلها شكلهم مركزين وأنا الوحيد اللي هسقط،" قال قيس بداخل عقله أثناء جلوسه أمام تلك الورقة التي لم يحل فيها سوى القليل، والتي تركها وبدأ يتلفت حوله لينظر إلى الجميع.

حرك عينيه نحو أدهم الذي كان ينظر نحو ورقته ولقد ظنه مركزًا لكنه لم يعلم أن أغنية "بيبي شارك دودو دودو بيبي شارك دودو دودو بيبي شارك دودو دودو بيبي شارك." تدور في عقله منذ الساعة ولا يستطيع إيقافها.

توجه بعينيه نحو أحمد لكنه كان مشغولًا بالنظر إلى المعيدة بنظراتٍ خاطفة وهو يهمس بداخل عقله "صاروووخ .. شبه داليا، بس داليا أحلى .. هي أينعم بائسة وعدمية بس على وضعها."

استدار قيس برأسه نحو هشام الذي كان يعض قلمه بقلق ولقد بدا كأكثر شخص متوتر بينهم، لكنه كان يحسب بداخل عقله "أنا كدا ناقص نص درجة في السؤال الأول ودرجة في التالت، أنا شكلي هسقط .."

ابتلع قيس لعابه وعاد إلى ورقته من جديد ونظر لتلك الفراغات البيضاء التي لم يكتب بها شيئًا لكنه انتبه للفتاة التي تهمس له من خلفه "قيس .. السؤال الرابع."

"يا شيخة اتنيلي، هو أنا عارف أتنيل أهبب حاجة!" سخر وهو يسند خده بطفولية على يده التي يسند بها على الورقة

حرك هشام عينيه نحوه فانتبه لملامحه الحزينة، نظر حوله فأدرك أن المراقب هذه المرة قد أبعد أحمد عن الجميع ورماه في مقعدٍ بعيدٍ بمفرده بعد أن أدرك بأنه يغشش من حوله.

تلاقت عينيه بأعين قيس فزم شفتيه بحزن وأشاح بوجهه بعيدًا، من تلك الملامح قد توقع بأن قيس سيرسب في هذه المادة لا محالة؛ فالإمتحان حقًا صعبًا جدًا .. وهذه هي مادة دكتور مصطفى!

بدأت تراوده فكرة إعطاءه آخر سؤال والذي يحتوي على أكبر درجة في الإمتحان بأكمله، لكن ضميره قد بدأ يردد عليه بأن الغش حرام .. وهذا لم يمنع صوتًا في مؤخرة رأسه يجيبه بأن دكتور مصطفى يتعمد جلب الامتحان صعبًا هكذا ليجعل كمًا كبيرًا من الطلبة يرسبون.

بدأ يتلفت حوله كلصوص المواصلات ثم همس لقيس "والا، أكتب ورايا السؤال الرابع بسرعة."

لم يصدق قيس ما قد سمعه وظنه لا يحادثه فهمس له "أنا؟"

"أومال خالتك! اكتب ورايا انجز.." سخر هشام وبدأ يملي عليه الإجابة وقيس يكتب خلفه بسرعة وعندما انتهى كان قد أخرج زفيرًا يحبسه .. الآن لن يرسب، وهذا بفضل هشام.

"على فكرة.." همس قيس له فنظر له هشام بطرف عينيه دون أن يتكلم فأكمل الآخر "شكرًا."

"العفو، ما تتعودش على كدا بس،" ابتسم له هشام فأومأ الآخر.

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now