الفصل الرابع عشر

27.7K 826 19
                                    

أخذ يتأمل ملامحها بإشتياق كبير كأنه لم يسمع حديثها السخيف هذا ..  نظر لعينيها الجميله تلك العيون ساحرة  له يذوب بداخلها كأنه غريق في منتصف البحر .. رفع يده يحرك أطراف أصابعه على وجهها الناعم و هو يتحدث بهدوء مثير للاعصاب.. 

بدر :تعرفي من اول يوم ليكي علي الدينا و أنا بعرف اقرأ عينيكي.. و اعرف منها الحقيقه من غير و لا كلمه منك.. زي ما انا شايفها دلوقتي بظبط.. 

ارتبكت بشده من حركه يده المستفزة لمشاعرها.. نظرت في عينه بتوهان هي بالفعل تشعر في بعده بفقدان كل شيء الصديق و الحبيب و السند.. و لكنه هو اختار فراقها.. في البدايه أعطت له ألف عذر و عذر و لكن الآن ما عذره.. فهو فقط أنه يتخلى عنها بطريقه لطيفه.. كانت تحضر الآلاف من القصص والروايات  لذلك اللقاء.. و بمجرد لمسته لها نسيت كل شيء إلا هو.. 

مسك : شايف أيه دلوقتي.. 

اقترب منها لدرجه مهلكة لقلبه و قلبها رفع بيده تلك الخصله المتمردة من خصلاتها الناعمة.. و هو يتحدث بصوت هامس افقدها الباقي من ثباتها.. 

بدر : بحبك وحشتني مش قادره أبعد اكتر من كده.. كل ده بتقوله عنيكي قبل ما ينطقه لسانك.. أحنا جسمين بروح واحده انا بحس بيكي أكتر من نفسي يا مسك.. 

عندما انتهى من حديثه عادت لوعيها مره اخرى.. ابتعدت عنه و هي تنفض بيده بعيدا عنها.. اهو بالفعل يشعر بها إذن لماذا تركها تموت بدونه طوال تلك الأشهر الماضية.. لماذا تركها بدل النوم تفقد وعيها من شده البكاء.. اهو عنده شعور من الأساس.. ابتسمت بسخرية قائلا.. 

مسك : ايه ده هو انت طلع عندك شعور و احساس زينا.. يعني فعلا بتحس بيا.. كان فين احساسك ده و أنا ببكي من وجع قلبي كان فين و انا بموت في الدقيقة ألف مره.. احساس ايه اللي بتتكلم عنه.. بتقرأ عينيا قبل ما اتكلم طيب ليه سبتني امشي و عينيا كانت بتصرخ عشان تتمسك بيا.. انت اكتر حد وجعني في حياتي.. 

لو طعنته بخنجر كان أفضل بكثير من حديثها هذا.. هو الآخر كان يتألم بالفراق.. هو الآخر تمنى الموت بدل رحيلها عنه.. اقترب منها و ضمها إليه بجنون عاشق اتسعت عينيها بذهول عندما شعرت بتلك الدمعه الساخنه على عنقها.. اهو بكى بالفعل ام تخيلات من عقلها الباطن.. 

بدر : أنا كمان كنت بموت الف مره زيك و يمكن أكتر..  كمان عينيا كانت بتصرخ عشان تفضلي جانبي بس انتي مشيتي.. قلبي مش بيدق غير في وجودك من غيرك بدر الطحاوي ميت.. 

ابتعد عنها و هو ينظر إليها كالطفل اليتيم : لما كنت بشوف دموعك و انا مع ليلى كنت ببقى عايز ابكي انا كمان.. انتي عوض ربنا ليا من أول يوم شفتك فية كنتي بنتي في اكتر وقت محتاج كلمه بابا.. كنتي أمي لما ببقى زعلان و البيت كله نايم و انتي الوحيده اللي قاعده من غير اكل عشان تأكلي معايا.. و دلوقتي حبيبتي و ام ولادي مستحيل اخلي غيرك تشيل اسمي.. أو تشيل حته مني جواها.. 

قدرك عشقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن