"بالطبع هه أنا أعلم ، كنتُ سأتحدث معك في الغد ، ولكن عندما رأيتك و حدث ما حدث ، فضلت أن أخبرك اليوم .. فإذاً هل أنتِ موافقة؟"

"موافقة.. هذا عرضٌ لا يُفوّت .. ولكن كيف سيسمح لي مديري بغيابي ساعتين كاملتين؟"

"دعي الأمر لي .. "

" و ماذا إن مرّ الرجل إلى المطعم في هاته الساعتين بالذات؟ "

" سيكون عابد في المطعم ، لا تتدخلي في عملي ، نفذي و حسب "

" أمركِ .. "

" يمكنك الذهاب الآن ، فليوصلك عابد إلى منزلك ، حتى لا يتكرر ذلك الموقف مجدداً"

" شكراً ، عن إذنكِ"

"لن يعلم أحد بأمر هذا الرجل؟ أليس كذلك يا دانيا؟ و إلا .. تعرفين العواقب..
آه .. أمرٌ أخير ، إذا كنتِ تحبي الشطة مع الطعام فلتضعيها بصحنك و ليس في صحن الآخرين"

ترتفع ضربات قلبها من الخوف ، بسبب وقوف مرافقي إيفا مع سلاحهم شبه المخفي بسترتهم و نبرة إيفا الحادة ..

" آسفة حقاً ، كان تصرّفاً طفولياً .. و أعدك لن يعلم أحد بشيء "

تخرجُ دانيا ، تتنهد إيفا و تمسك تلك الورقة ،
تصرُّ أسنانها و تنظر لملامح الرجل بحقد ..
" عاجلاً أم آجلاً ، ستكون بين يدي ، و أعرف من وراءك أيها الحقير "

تتمدد على السرير ، فيحدثُ صريراً خفيفاً ، جعلها تشتم صانعه .. تقلّب بين صور شابة جميلة في أواخر العقد الثاني من عمرها ..
تتلمس كل صورة بحبّ و ألم .. تنظر إلى عينيها الزرقاوتين ، تسبح في سمائهما ..
و خصل الذّهب الطويلة تزين وجهها البَدر ..
حتى استسلمت أخيراً للنوم..

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

تفتح رسيل عينيها ، تطفئ المنبه ، ثم تنهض من فراشها .. تأخذ حماماً دافئاً ..
تخرج فترى أمها قد جهزت الفطور ، و أبوها ينتظرها .

"ابنتي ، كيف كان عملك البارحة ؟ "

" جيد ، أنا مرتاحة لا تقلق عليّ."

"لم أشأ أن تعملي ، و ترهقي نفسكِ ، فأنا أعمل ليلاً نهاراً لأؤمن لكم كل ما تحتاجونه"

"أبي أنا كبرت ، و يجب أن أعتمد على ذاتي"

"كما تريدين يا عزيزتي"

" هل تريدين أن أوصلك لمكان عملك؟"

"لا داعي ، فربما تكسب توصيلة لأحد ، لا اريد أن أفوتها عليك ، سأذهب مشياً"

"العمل على سيارة أجرة مرهق أكثر مما تتوقعين ، ليتني وجدت عملاً آخر"

لها أنتمي (رواية مثلية)Where stories live. Discover now