33- بداية العد العكسي

Start from the beginning
                                    

رفع هشام عينيه عن الورق له بدون فهم "نعم؟!"

اقترب منه قيس وأحاط عنقه بذراعه وهو يقول ببساطة "لو عوزت منك سؤال ولا حاجة هكحلك برقم السؤال، لو كحة واحدة يبقى السؤال الأول، كحتين يبقى التاني ..وهكذا، فافهم ها .. أنا هقعد جنبك."

أزاح هشام يده عنه وزمجر "لا ده عند الست والدتك الكلام ده، أنا مابغشش، الغش حرام ومن غشنا فليس منا!"

"ما هو مش أنت اللي هتغش، أنت هتغشش .. أنا اللي هغش مالكش دعوة،" برر فنفى هشام برأسه "لا."

"شومة .. ده أنا خطيب أختك وأبو نسب وكدا .. يرضيك ولاد أختك يبقى أبوهم خارج بملحق؟" حاول استعطافه فسخر هشام "طب عشان أبو نسب دي وربنا ما هغششك."

"لو سقطت أختك هتفضل مخطوبالي سنة كمان من غير جواز، ده مش من مصلحتك على فكرة،" قال بنبرة لئيمة جعلت أعين الآخر تتسع ويتقدم منه بجنون "قصدك إيه ياض؟"

"ما قصديش .. بس راعي العيش والملح اللي بينا!"

"طب قسمًا عظمًا ما هغششك، وهي كبرت في دماغي بقى،" صاح هشام وحينها تدخل أحمد ليقف بينهما ويدفع بقيس بعيدًا وهو يقول "خلاص هغششك أنا، ارحموا ميتين أمي، مش هتتخانقوا قبل الامتحان كمان!"

قلب قيس عينيه وتهكم "هغش منك أنت؟ شوفلنا حد يغششنا أنا وأنت يا اسطا!"

استدار له أحمد بكامل جسده وضيق عينيه وهو يجيب بهدوء وثقة "على فكرة أنا تقديري جيد جدًا! مش محتاج أغش من حد يا أبو ملحق."

توسعت أعين ثلاثتهم ونظروا لأحمد بدون تصديق فاستفهم أدهم "جيد جدًا؟!"

"آه جيد جدًا! مالكم مستغربين ليه؟"

"أنت بتجيب وقت منين تذاكر وتعلق بنات! الله يخربيتك!" قال أدهم بدون تصديق وهو يضرب كفيه ببعضهما

فاقترب منه قيس سائلًا بشك "والا يا أدهم، أنت تقديرك إيه؟"

حمحم أدهم وأجاب بحرج "مقبول أو جيد، مش فاكر .." وفوجئ بقيس يحتضنه عميقًا وهو يقول "حبيبي يا أسطا .. أنت من النهاردة أنت الوحيد اللي صاحبي، جوز الدحيحة دول مش عايز أشوف وشهم تاني .. يهود."

"تمام، شوف مين هيغششك بقى .." هدده أحمد واستند على الحائط وهو يخرج سيجارة أخرى ليضعها في فمه ثم رفع إحدى حاجبيه وتمتم "هغشش أدهم وأنت لا."

نفى أدهم برأسه "لا، مابغشش .."

ابتسم هشام وصاح نخو قيس "شايف الناس المحترمة؟ مش أنت يا رخم!"

كان سيتقدم قيس ليتشاجر معه من جديد لكن أحمد صرخ فيه "ما قولتلك هغششك، اخرس بقى!"

ورغم قول أحمد لهذا، فإن قيس لم يقتنع بكونه مجتهدًا وذكيًا وذو تقديرٍ مرتفع، ليس مقتنعًا إلا بالغش من هشام وهشام فقط.

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now