31- واحد وثلاثون

Start from the beginning
                                    

قطب جبينه وفكر مليًا فيما قالته، شخصًا يحتاج مساعدته ويحتاج دعمًا عاطفيًا ويحتاج أن يجعله سعيدًا؟ وعلى حسب حالته فيجب أن تكون فتاة؟ كي تكون دافعًا له لعدم العودة لمطاردة الفتيات من جديد ....

"أحمد، أنت معايا؟" وصل صوتها لمسامعه فابتسم ابتسامة جانبية وأجاب بهدوء "أنا معاكِ."

"فهمت أنا قصدي إيه؟"

زم شفتيه وابتسم وهو يومئ وكأنها تراه "فهمت."

"بس أهم حاجة يكون عندك النية، النية أولًا ثم الدافع والتنفيذ، مافيش حاجة بتتم طالما ماعندناش نية ليها."

"عندي النية،" قال وهو يضع يده في جيبه فأكملت "طب تمام كده ناقصك الدافع."

رفع عينيه للسماء وهمس لها "وعندي الدافع."

"طب خلاص كده، إن شاء الله ربنا يهديك للخير يا أحمد."

"بس تفتكري ممكن حد يتغير؟"

تنهدت وأجابت "التغيير صعب، بس فيه حاجات بتغيرنا غصبًا عننا يا أحمد .. ساعات بنكون مغمضين وفجأة تيجي حاجة تلطشنا بالقلم فتخلينا نفتح، ولما بنفتح بنتصدم وبعدها بنتغير."

قفزت سلمى أمام عينيه مجددًا لتجعل نبضات قلبه تتسارع والحزن يطغى عليه من جديد وهمس لها "عندك حق." ثم أكمل مغيرًا الموضوع "ما قولتيش، كنتِ عايزة أدهم في إيه؟"

"جدته في المستشفى، أنا هناك أنا وماما معاها، لأن ماحدش فينا يعرف رقم جده ..".

بعد ساعة كان أدهم يهرول لداخل تلك المشفى باندفاع وبجنون وهو يسأل هنا وهناك بهلع عن غرفة جدته، حتى وصل إلى الغرفة التي قادته لها الممرضة، وجد داليا تجلس على الكرسي أمام الغرفة بجانب والدتها وكلاهما واجمان، لكنها نهضت له لتطمئنه عندما رأته في تلك الحالة، أخبرته بأن ضغطها كان منخفضًا جدًا وبأنها بخير الآن لكنها نائمة، وهنا تدلخت والدتها التي وبخته بشأن تركه لجدته وحيدة في ذلك المنزل

ابتلع لعابه ونظر لداليا ليجيب "أتخانقنا أنا وهي عشان اللي قالتهولك." فقطبت داليا جبينها بضيق وأومأت "حصل خير، بس ماتسيبهاش تاني، دي ست كبيرة."

كان الثلاثة قد وصلوا إلى الغرفة عندما دخل أدهم لرؤية جدته، ابتلعت داليا لعابها عندما أصطدمت بأعين أحمد، ضربات قلبها قد ارتفعت بقوة وتوترت كثيرًا لكن أيًا من هذا لم يظهر على وجهها الذي بقى ثابتًا باردًا

تقدم أحمد ليصافح والدتها وبدأ يعرفها على نفسه بأنه من كان يدخن السجائر في شرفة أدهم، ولقد شرع يفتح بعض المواضيع مع أمها التي بدأت تستلطفه كما هو واضح وكما كان هدفه تمامًا في حين تابعتهما داليا بصمت

"بس تعرفي يا طنط، حضرتك شبه ماما جدًا!" قال لها أحمد فابتسمت بتوسع وحينها كان قد أخرج هاتفه ليريها والدته مع بعض صور العائلة حيث بدأ يعرفها عليهم فردًا فردًا وبالاسم، مع إلقاءه لبعض المزحات التي قد جعلتها تضحك

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now