الفصل السادس والعشرون

Start from the beginning
                                    

تسلل الشك في ثناياها ، فهي برغم عدم حبها لها فلا تستطيع أذيتها ، وتراجعت أيضًا عن رغبتها في تفريقهم ، بعد أن رأت سعادة أخيها وحبه لها ، ولا تريد أن تكون السبب في عودة الحزن إلى قلبه من جديد . قالت بترقب :
_ أمممم وياترى ملاك زقتك فعلًا ولا دي كدبة عملاها عشان تخليهم يتخانقوا

_ في دي أنا هقول الحقيقة ، هي معملتش حاجة أنا اللي وقعت نفسي !

هبت واقفة لتصيح بها منفعلة وساخطة :
_ ماما كفاية لو سمحتي مش عايز تحبيها براحتك بس كفاية اللي بتعمليه ده لو مش عشانها عشان أُسيد ، حرام عليكي خليه يفرح شوية بعد كل اللي شافه ، يعني هو ملوش نفس يفرح ولا إيه

_ ياسلام وده من إمتى الحب ده ما على أساس إنك مش طيقاها !

قالت بازدراء :
_ مش بحبها آه بس مش عايزة أفرق ما بينهم عشان شايفة أُسيد مبسوط معاها ، والحق يتقال هي مش وحشة مع حد ودايمًا في حالها ، والمرة دي لو عملتي حاجة يا ماما تاني أنا االب هوقفلك لأني مش هسمحلك تخربي سعادة أُسيد

قبل أن تتجه إلى غرفتها وجدت باب المنزل يُفتح ويدلف منه مراد وسارة ، وكان مراد على وجهه قسمات نفس غاضبة يحدق بأمه شرزًا ، أنا سارة فرمقتها بنظرة متشفية وشيطانية ، فسرعان ما فهمت أنها أخبرته بكل شيء .
قالت أسمى بهدوء :
_ عاملة إيه ملاك يا سارة

_ الحمدلله كويسة أُسيد قاعد معاها ، بس للأسف كانت حامل وأجهضت

رمقت أسمى أمها بنظرة لا تختلف عن أخيها فبسبب أفعالها جعلته يعيش خيبة أمل جديدة ، وهمت بأن تصعد إلى غرفتها في غضب هادر فسمعت صوت سارة وهي تقول مبتسمة :
_ استني يا أسمى عشان تسمعي اللي هيتقال دلوقتي

التفتت لها وحدقتها بتعجب ثم تابعتها وهي تقترب من أمها وتهتف بثقة :
_ ممكن تقولي لينا يا مرات عمي ، روان سقّطت ابنها إزاي وخانت مراد إزاي

بأعين زائغة ومرتعدة حولتهم بين ابنها وابنتها في خوف من ردة فعلهم عندما يكشفوا كل شيء وقالت بشيء من الانفعال وهي تتصنع الجهل :
_ وأنا إيه عرفني إزاي ما تروحي تسأليها هي ، وبعدين إنتي بتتكلمي كدا ليه معايا

_ مراد وأُسيد عرفوا كل حاجة خلاص يا ليلى هانم يعني مفيش مفر ، هتقولي كل حاجة غصب عنك

سار مراد نحوها محملقًا بها بحزن وكأنه يتمنى أن يكون ما قالته سارة خاطئًا ، فهمس بخفوت :
_ الي قالته سارة صح يا ماما ؟!

هزت رأسها بالنفي في رعب وصاحت بارتعاشة صوتها :
_ لا طبعًا أنا معرفش حاجة عن اللي عملته روان صدقني يا مراد

صاح بها في صوت جهوري كالمجنون :
_ متعرفيش إيه ! ، حرام عليكي ياشيخة عملتي كدا ليه ، لو مكنتيش طايقة قعادنا معاكي في البيت كنتي قولتي وأنا كنت هاخد مراتي ونعيش في بيتي لكن تعملي فيا كدا ليه يا أمي ، عملتلك إيه أنا ، مصعبتش عليكي لما كنتي بتشوفيني علطول مدايق بسبب اللي حصل ، لا ومكفكيش إنك خربتي حياتي عايزة تفرقي بين أُسيد وملاك ، إنتي إيه !

رواية ( أشلاء القلوب ) لندى محمود توفيقWhere stories live. Discover now