اليوم راجعين لبيتهم ..مر وجودها هنا على خير ...تجنبت جدها ابو جوادوالتزمت الجناح افضل لها !
طلعت بعد ما جهزت أغراضها ...ناظرت مريم الغاضبة من ابنتها:وش فيك عليها؟!
مريم واعصابها غاضبه من بعد طلاقها : شوفي كيف كبت الموية على ملابسي
رونق بهدوء: ابوي ينتظر تحت تراه مستعجل عنده شغل ...الجو حار رح تنشف يلا امشي!
مريم بنرفزة: خلاص انزلي وانا الحقكم...اففففف!
رفعت حاجب رونق من ردها: انتبهي لا يطق لك عرق!
نزلت من الجناح ...استغربت جواد ما هو موجود !
سألت باستغراب: وين
قاطعها عبود: ابوي مستعجل طلع وراحت امي معه واخواني ..يلا عجلوا!
ابو جواد اقترب منهم وبحرص: انتبه يا عبود على الطريق !
عبود ابتسم: تحسسني يا جدي إني بالإبتدائي !
وناظر اخواته: يلا خلصوني!
سلم على جده وركب السيارة وحرك بسرعة ....ما قدرت تمنع عيونها تناظر لجهة بيت جراح لعلها تلمحه ...نزلت نظرها بخيبة بعد ما تعدوا بيتهم !
بنفس الوقت كان طالع من غرفته سمع امه تتكلم بالجوال ...وتقول رونق هنا !!
قالوا انها ما جاءت !!!
رونق هنا وهو ما يدري!
كيف عمه قال له اذا جاءت رح يتصل فيه حتى يتفاهمون ويجلسون مع بعض!
جن جنونه لما كملت امه كلامها وهي تقول : راكان قال الحين راجعين
ما سمع باقي الكلام وطلع يركض لعله يلحقهم ....وقف بقهروهو يلمح سيارة عبدالله اخر الشارع واختفت عن نظره!
ضرب الارض برجله بقوة بقهر من رونق ....لذي الدرجة تكرهه وما تبغاه!!!
ما قصر معها بشيء ليه كذا تجازيه!
معقول كان طول الفترة الماضية مخدوع فيها !
لذي الدرجة كان على عيونه غشاوة وما يشوف اغلاطها !
قلبه اوجعه لفراقها ...بس ما رح يسمح لها تمسح بكرامته الارض هي الي غلطت وهي إلي المفروض ترجع وتعتذر له!!!!!
رح يحط على قلبه حجر ويكمل حياته ...ناظر ساعته معه وقته يمداه قبل السفر يروح ينهي كل شيء دام تبغى الفراق ....سرعان ما غير رأيه ما يقدر يقوم بهذه الخطوة قلبه ما يطاوعه يقطع الحبل الي بينهم!
رح يهجرها ويتركها دامها تبغى كذا!
**
**
**
** بالطريق مستعجل عنده صفقه عمل ولا بالاحلام اذا زبطت معه رح يصير وضعه فوق الريح ..ناظر الجازي بابتسامة: إذا تمت هالصفقة رح اشتري بيت ويكون بمكان بعيد عن السكان مكان هادي حتى البنات يأخذون راحتهم !
ضحك بخفه:خاصة مريم صايرة عصبيه
الجازي بضيق: لا تلومها تقلب حالها يوجع القلب !
تنهد بضيق : والله ما بغيت توصل لهذه الدرجة لكن راكان هو الي
قاطعته بلوم: المفروض ما رفعت قضية الطلاق بهذه السرعة
رد بتبرير : ما توقعت يكون بهذه النذالة ترى دوبني قبل ما نطلع تشاجرت معه!-
ناظرته بضيق: وش صار؟!
رد بقهر: رجع يتشرط علي يقول اذا طلق جراح رونق رح يرجع مريم لذمته قهرني وكأننا ميتين عليه حتى نرجعه!
قلت له ومين قالك اني رح ارجع مريم لك؟
ورونق قريب رح اطلقها من جراح واخلص من هالعلقة!
بناتي رح يعيشون عندي معززات ومكرمات!
وعيالهم مثل عيالي وما رح ينقصهم شيء بإذن الله ..
الجازي هزت رأسها بهدوء : ان شاء الله
جواد بابتسامة : ناظري ذيك الأرض حاطها في بالي حتى اشتريها وابني بيت عليها ما هي بعيده عن اهلنا
ناظرتها الجازي بإعجاب: مكانها حلووو وسرعان ما صرخت اااااااه
جواااااااااد
لحظات قلبت موازين الحياة ليضج المكان بصرخاتهم وصوت الاصطدام ...لحظات وعم الصمت المكان انعدمت الحياة بالمكان.....بعد ما كان يعج بالأحلام.....دوبه كان يرسم أحلام وردية لحياته .... هذه حال الدنيا نرسم احلام بلمح بصر تقلب كل الموازين !
**
*
**
رونق وهي مسترخيه وتردد اذكار الصباح ...وسرعة عبود مو مرتاحة لها بس اذا تكلمت جكر رح يزيد السرعة ...وقدر تتشاجر مع بنات خالتها!
مريم بضجر:خلاااص وبعدين !
ورجعت تهز بحضنها طفلتها!
عبود عقد حواجبه وهو يشوف اسم عمه بدر يتصل فيه....فتح الخط ووضعه على مكبر الصوت وعيونه على الطريق: هلا عمي
بدر بصوت مخنوق: وين صرت!
عبود بتوجس: ليه ؟!
بدر : ارجع اخواتك للبيت والحقنا على مستشفى «...» ابوك صار عليهم حادث
فتح عيونه بصدمه: وش تقول؟!
قول لي هم بخير ؟!!!!
عمي جاوبني!
بدر بصوت فيه اهتزاز ...وهو يسمع بكاء مريم على اهلها: انت تعال
رونق ألجمتها الصدمة من هالخبر دوبه طلع وكان مستعجل ما كان فيه شيء .....ناظرت مريم الي تبكي وتتكلم بصوت مرتفع: قول انهم بخير!
عبود من صدمة الخبر ...وقع الجوال من يده ....يحس نفسه مغيب عن الواقع ما هو مستوعب هالخبر ...
نزل نفسه يطول الجوال لزوم يحكي مع جده ويتأكد..وقبل ما يمسك الجوال...نهض نفسه على صرخات اخواته ..حاول يسيطر على السيارة بعد ما انحرفت عن الطريق ...لكن ان فات الفوت ما ينفع الصوووووت!
**
**
**
* ام جواد جالسه بالانتظار وتبكي بصمت ...عائلة كاملة تدمرت وما احد طمئنهم للحين !
الجازي واقفه تبكي وفياض ماسكها من كتوفها ساندها .....ام راكان جالسه تبكي على حفيداتها !
ام احمد مقابل لها تبكي على ابنتها وأحفادها!
يا الله وش هالخبر المفجع !!!،
لحظات كانوا بخير ..كيف انقلب الحال!
يا رب لطفك بنا !
ابو جواد جالس ويحس روحه رح تطلع بأي لحظة ....غلاة الابن البكر ما احد يوصل لها ...ما يحتمل فكرة فقدان جواد ...ليهمس ببكاء: جوااااد
أخوه عبدالله : وحد الله يا اخوي ..إن شاء الله يقوم بالسلامة!
رد بصوت مخنوق: ما سمعت يقولون حالته حرجه!!
لا اله الا الله....يا رب
وش أقول له اذا صحي وسألني عن عبووووود؟!!!!
يا رب عفوك!
دخل الطوارئ نايف بعد ما سمع هالخبر المفزع : وين قدر ...ابنتي وين ؟!
اقترب من بدر وهزه: وين قدر!
بدر باختناق مب قادر يتكلم : ما ادري شوف هناك!
تكلم وريقه ناشف: جواد كيف وضعه!
هز رأسه بأسف: ما في جديد !
زفر بضيق وتوجه يبحث عن قدر لعل وعسى يطمئن عليها!
••
••
••
••
فتحت عيونها وتنفست براحه حلم مزعج جدا!
بغت تقوم لكن سرعان ما تألمت ...ناظرت يدها مب قادرة
تحركها!
دخلت الممرضة وبحرص نطقت: لا تتحركين
رونق وهي عابسه ملامحها: انا
ردت الممرضة بمهنية: نقلوك هنا حادث سيارة ...بس الحمد لله وضعك تمام
حست الدنيا اطبقت على صدرها ..ما كان حلم : كم لي هنا؟!
الممرضة: يمكن ساعتين
قاطعتها بفزع وهي تتذكر قدر: ابنتي كانت معي!
الممرضة منعتها من الحركة:، لا تتحركين لأنك نزفت والجنين وضعه ما هو مستقر!
رونق برفض ودموعها بدأت تنزل: اقولك ابنتي كانت معي!
واخواني وابوي وش صار عليه!
نزلت عن السرير بدون ما تهتم لكلام الممرضة لفت الشالة على وجهها وطلعت بدون وعي تبحث عن قطعة من كبدها !
سألت عن قدر وخبروها إنها بالعناية ..توجهت لمكانها وما هي مستوعبة فكرة فقدانها !
وقفت عند الغرفة وما سمحوا لها بالدخول ..ما انتبهت على نايف الموجود والضيق واضح عليه!
وضعت رأسها على الزجاج وسمحت لدموعها للنزول بهدوء!
نايف وصدره ضايق ...ناظر قدر بعد ما خبروه للحين وضعها ما هو مستقر ...قرر يروح يشوف الباقيين وش صار عليهم!
ناظر رونق وهي معطيته ظهرها ..الوحيدة الي واقفه وضعها تمام والباقي ما احد يدري وش حالهم!
مط شفته وغادر بهدوء !

•*
•*
*•
متمدده على السرير وقوتها خارت من يوم الحادث وهي تحس نفسها بحلم ورح تصحى منه باي لحظة....حالتها الصحية تدهورت بسبب نفسيتها الدمار الي تعيشها....والحمل تعبها اكثر ...ما تقدر تتحرك وضع الجنين بحالة حرجه!
تناظر السقف ودموعها اخذت مجراها على خدودها ....قلبها مب قادر يتحمل هالاخبار !
حنين دخلت ووضعت الاكل عندها:، يالله يا ابنتي لزوم تأكلين
قاطعتها بصوت مهتز على وشك البكاء: تمنيت لو يوم واحد نكون فعلا اخوات ...احس لي اخت من نفس الام والاب ...لكن دوم تعاملني وكأني اختها من الاب بس !
رحلت وهي تكرهني ...وحاقدة علي!
رددت على مسامعي وهي تتمنى أكون الطفلة إلي احترقت واندفنت حتى ترتاح مني!
هي وعبدالله ما رح يشوفوني وينغثوا مني!
خلاص ارتاحوا مني ... كيف يستقبل ابوي هالخبر ....انت ما تعرفين معزتهم عنده ....اكيد رح يتمنى لوانا الي متت سكتت وبعدها نطقت: مخنوقة يا جدتي هنا شيء يخنقني!
حنين زفرت بضيق: لا تشغلي نفسك الحين فكري بالجنين
مسحت دموعها بضعف: ما أتمنى يتم هالحمل
قاطعتها حنين: استغفر الله وش هالكلام؟
رونق بشهقه: وش يبغى بهذه الحياة وابوه ما يبغاه ولا احد ...شوفي جراح ما سأل ولا زارني .هو يكرهني حتى الكل يكرهني ما احد سأل عني غيرك انت وجدي وليد ....حتى ابنتك تكرهني ما زارتني
حنين بضيق: امك تعبانه وما تقوم من الفراش ...منظر مريم بالكفن ذبحها وما هي قادرة تستوعب
سكتت وهي تشوف رونق تبكي بقوة:مب قادرة اتخيل !
حنين تمسح دموعها: لا تلومين احد يا ابنتي ترى الكل مصدوم وما احد قادر يستوعب الي صار!
لا حول ولا قوة الا بالله !
رونق تمسح دموعها : بالله عليك قدر كيف
قاطعتها حنين تهديها: والله بخير ...انت ما عليك اهتمي بنفسك ...حرام ترى داخلك روح ما لها ذنب !
•*
*•
*•*
مسح وجهه بتعب الايام الماضية كانت مرهقة .... ناظر ام لؤي الي تتكلم : يعني المفروض رجع من السفر
قاطعها : ترى ما وصله الخبر الا بعد ما سافر يعني يترك شغله ويرجع؟!
وجوده ما رح يغير شيء؟!
سألت باستغراب: توقعت لما يعرف انه رونق بالحادث يهد شغله ويرجع
قاطعها: اصلا ما يدري خبرناه بعد ما وصلوا طلعوا يتسوقوا وجلست رونق مع اخوانها وبنات راكان .وانتبهي تتكلمين قدامه غير كذا!
تراه مجنون ما استبعد عنه يترك شغله ويرجع
ام لؤي بضيق: سفرته لعدة اشهر مطوله!
هز رأسه وهو يوقف : ربك يهونها!
انا بغى اروح استريح هالايام صعبة على الكل !
هزت رأسها وعقلها ما هو مستوعب انها مريم خلاااص راحت !
سبحان الله هالدنيا عجيب حالها !!
**•*
••*
*•**
*•*
وليد وضع القهوة امامه بضيق وهو يناظر حنين وهي تتكلم: فطرت قلبي ....وحيده ما احد يسأل عنها
وليد زفر بقلة حيلة: الله يعينهم صدمة كبيرة ..والاكبر من كذا صدمة جواد يصحى وما يلقى مريم وعبدالله !
يا رب لا تفجعنا مثل كذا!
المفروض الجازي تتقوى وتزورها
قاطعته : وكأنك ما شفتها كيف منهاره!!-
قلت لك لا تخليها تشوف مريم
قاطعها بضيق: وقسم بالله قلبي يوجعني من هالسيرة !
*••
••
*••
*••
كتبوا لها خروج ..ناظرت جدها: ابغى ازور قدر حتى لوكانت بغيبوبة
قاطعها : والله ابنتك بخير بس
تكلمت بتوجس :ليه احس انك
قاطعتها حنين : خلاص خلينا نروح لقدر حتى يرتاح قلبها
ناظرت جدها الي هز رأسه يطمئنها وانه كل شيء تمام !
نطقت : وابوي
قاطعها: الحين نروح عليه للحين
هزت رأسها وطلعت معهم وهي تحس بالامتنان لهم وقفتهم ما رح تنساها ابدا !
بعد وقت وقفت تناظر ابوها ....وضعه مثل ما هو ما تغير....الحين تحس بقيمة ا أبوها ما تبغى تفقده ...ما كانت تعرف انه احتل بقلبها مكان واستقر فيه.....غمضت عيونها وهي تدعي ربها يقوم أبوها بالسلامة .....نفسها ترمي نفسها بحضنه وتطلع كل الي بقلبها !
مسحت دموعها لما تكلم وليد: مشينا ....باكر ان شاء الله ترجعين !



**
*•
**
**
**
واقفه امام غرفة ابوها وعقلها مب قادر يتحمل ..إنه غادر الحياة !
هزت رأسها بالرفض مستحيل ...وبدون وعي ركضت لغرفته وحضنته بقوة وهي تبكي: يبه قووووم! لا تتركني .ما عندي احد غيرك يبه!
سحبها فياض وحضنها بقوة وبصوت مخنوق: وحنا وين ؟!
ادعيله بالرحمة ...ما يبغى منك الا الدعاء .
رونق وهي دافنة رأسها بحضن فياض ومستمرة البكاء : وعدني يحميني من الكل ... والله اني احبه!
مسح على رأسها بحنية : رونق قولي انا لله وإنا اليه راجعون!
وليد مسك يدها وسحبها بحنية: تعالي يا ابنتي!
رونق ناظرت ابوها وكأنه نايم بهدوء .....تركت يد جدها ورجعت لابوها قبلته وبهمس باكي: سامحني يبه !
وليد تقدم وابعدها بهدوء: اكرام الميت دفنه !
تعالي معي!
طلعت معه وعقلها مب قادر يستوعب ابوها راح مريم راحت وعبدالله راح!!
ويمكن قدر تلحقهم ..عقلها ما استوعب هالكلام ..صرخت من قلبها من وجع هالايام!
حنين تسمي عليها : بسم الله عليك ...وش فيك تصرخين!
رونق بلعت ريقها برعب ...ناظرت حولها ...دفنت وجهها بكفوفها وانهمرت بالبكاء: كان حلم
حنين وضعت يدها على كتفها بمواساه: تعوذي من الشيطان يا ابنتي!
رونق مسحت وجهها بكفوفها: شفت أبوي مات وقدر كنت خايفه تلحقهم
حنين زفرت بضيق: مجرد حلم وابوك دوبه جدك اتصل يسأل عنه يقولون تحسن !
وقدر بخير بس يعطونها منوم حتى ما تتحرك انت دكتورة وتعرفي هالامور!
هزت رأسها بروح ميتة وهمست بضعف: يا رب احفظهم لي !
**
**
**


مر اشهر على الحادث كانت ايام عصيبة ...حضنت طفلها بقوة وكأنها تبغى تدخله داخل ضلوعها....قبلته بنعومه لما بدأ يتحرك بانزعاج منها ...تنهدت على حال هالطفل ما أحد سأل عنه ....ناظرت قدر الي دخلت الغرفة: ماما وين الشاحن ؟!
ناظرتها رونق وحمدت ربها انه حفظها لها : شوفي هنا!
قدر بضجر: شوفي بنات خالتي اكلوا رأسي يبغون
قاطعتها رونق بحزم: اعطيهم الي يبغون!
اخذت الشاحن وطلعت وهي تتحلطم !
اخذت نفس عميق وشيء بداخلها يوجعها لفراق مريم بالرغم من علاقتهم ما كانت جيدة لكن موتها اثر فيها كثير !
أبوها تحسه للحين مصدوم وما هو قادر يستوعب انه مريم وعبدالله خلااااااص راحوا!
صمم انه بنات مريم ما احد يربيهم غيره....ينفطر قلبها لما يحضنوها يظنوها امهم !
مسحت دمعه تسللت لخدها والغصة خنقتها على حال بنات أختها !
ما احد قصر معهم والكل شايلهم على كفوف الراحة!
رفعت جوالها لما شافت رسالة من الجازي ....تغيرت علاقتها مع الجازي من بعد الحادث كسرت رونق كل الحواجز ...صارت تشوف الدنيا ما تسوى كل هالزعل والتحامل على بعض ....ما تبغى تفقد احد من حولها !
وقفت لما سمعت صوت صراخ الصغار والظاهر يتشاجرون!
طلعت من الغرفة ...بعد ما وضعت طفلها على السرير برفق...تقدمت من قدر الي تتشاجر مع بنات خالتها ...وشدتها من اذنها: انا وش قلت لك !
قدر بمشاغبة: ماما
رونق بضيق: قدر انت كبيرة يا ماما ...بنات خالتك صغار تحطين عقلك
طلعت الجازي من المطبخ وملامحها انطفت من بعد فقدان عبدالله ومريم : قدر جدتك ام جواد تنادي عليك!
مطت شفتها بضجر: الحين تقول اعملي
قاطعها جواد وهو يجلس بالصالة بجمود: وش ينقصك حتى ما تساعديها!
ما خربك الا نايف!
انزلي لجدتك بسرعة!
سحبت نفسها وطلعت بقهر ...ناظرت رونق ابوها السكون يحيط به ...وإن تكلم تحسه دوم مكشر وما يبتسم للحين متأثر بموتهم ....!
عفست ملامحها للحظات وهي تحس بألم بظهرها!
وابتسمت بتعب لمرح وهي تحضنها: ماما
رونق عيونها تلمع بالدموع: عيون ماما!
تكلمت بلغة مكسرة: در ما تبى توني
مسحت على شعرها : غصب عنها تعطيك
وقبلتها على خدها !
جواد اختنق من هالمشهد المتكرر ..ما هو قادر يستوعب ....ردد بداخله «انا لله وإنا اليه راجعون »
الجازي ناظرت رونق ببرود: اي ساعة دوامك؟!
رونق بهدوء: على الساعة 4
من بعد الحادث ما احد جاب سيرة رجعتها لجراح ....ولا جراح سأل ...بالرغم انه رجع من السفر ..... ما توقعته يحمل نفس قلب اهله قاسي ....كان منبع للحنان والحب وش الي غيره كذا وما عاد يسأل او يهتم !
كل شيء يتغير !
وقفت على حيلها لما سمعت صوت ولدها يبكي ...ورجعت للغرفة!

**
**•
*•*
•*
جالس بمكتبه والهدوء يعم المكان ...من بعد موت مريم يحس اشياء كثير ماتت ...عدم الراحة مرافقيته رحلت مريم وهي زعلانه وخاطرها مكسور منه ..... يتمنى لو يرجع الوقت حتى يسعدها وتنسى ايام الزعل ....مريم ما قصرت معه كيف عناده اعمى عيونه وكسرها !
وتركت خلفها 6بنات ما هو بالسهل تربيتهم!
ما ينكر اخذ عنه جواد حمل لانه ما يقدر يتحمل مسؤولية البنات لوحده ويخاف ان تزوج تكون زوجته قاسية عليهم !
وأمه ما تقدر تتحمل مسؤولية البنات !
رفع رأسه على دخول جراح لمكتبه !
جلس جراح بعد ما سلم ...راكان : غريبة جاي لهنا!
تكلم جراح بهدوء: اليوم ابغى اروح لبيت عمي ابو جواد وارجع رونق
راكان مط شفته: الحمد لله على السلامة !
الحين تذكرت ترجعها ؟!
جراح الي طلب منه ابوجواد يرجع رونق وحلفه بالله لا يرده ...نطق بهدوء: ايه الحين تذكرت عندك مشكله؟!
رد بشبح ابتسامه: ما عندي مشكلة بس انا سمعت جواد ما يبغى يرجعها لك
جراح بلامبالاه: يقول الي يبغى!
زوجتي واخذها غصب عنه
راكان مط شفته: تظن الدنيا سايبة!
اصلا حسب معلوماتي رونق تبغى الطلاق
قاطعه: لو تبغى الطلاق مااسقطت القضية
راكان بهدوء: يعني خلينا نقول طول الفترة الماضية حاولت تشغل نفسك وتبعد عنها كمحاولة حتى تنساها ...لكن بكل بساطة فشلت ....وحب بنت لعب فيك وما خلاك رجال حتى تأخذ قرار حاسم بدل الهرب هنا وهنا !
قلبك الرقيق سمح لقروية تشوته مثل الكرة يمين ويسار! ترى كل سوالفك مفضوحه وانت تتبعها وين ما راحت وتراقبها من بعيد بالمستشفى تعيش على اطيافها
ناظره: زياد
قاطعه بلامبالاة: وش عليك مين الي خبرني!
بس خذها على بلاطه ما نتشرف بهذه الساحرة تكون
قاطعه بملل من كلامهم: يا اخي لا تتشرف !
المهم لا تنسى وخبر زياد لأني اتصل فيه وجواله مغلق !
*
**
**
**
تتجول بالمستشفى بخطوات هادية وهي تحس ظهرها رح ينكسر بأي لحظة !
ما تقدر تمشي كثير تتعب من الجلوس وتتعب من المشي ...يا حال الدنيا .... اصابها دسك اسفل ظهرها بسبب الحادث بالبداية ما شعرت بالألم لكن مع الحمل وثقله زاد الالم عليها ...وقفت عند احد النوافذ واسندت نفسها عليه لعل وعسى يخف الالم ....
ما انتبهت على فارس إلي دوم يلاحقها .... ومن خلفه جراح ...مسك قبضة يده بقوة قبل ما يسددها على فارس ...مكان عام وما يقدر يتهمه او يكلمه دامه ما كلمها للحين !
طلعت جوالها وردت بصوت هادئ: هلا يمه ..... لا وضعت شوفي بالحقيبة الثانية! ...إسألي قدر! ...خلاص شوفي وسيم ينزل يشتري له ....ان شاء الله ....مع السلامة
قفلت الخط وهي تشعر بالراحة أمها اخذت عنها حمل كبير لما تدوام تأخذ طفلها وتعتني فيه مع قدر !
ابتسمت بمحبة لقدر كل يوم بدل ما تعقل تزيد جنان !
التفتت وهي تشوف فارس يمشي من جنبها بدون ما يتكلم ...او يلتفت عليها !
كتمت تعبها وتحركت تكمل طريقها بعد ما لمحت جراح يمشي بنفس الإتجاه ..غضت النظر عنه بالنسبة لها كل شيء انتهى بينهم ... من بعد ما تركها وصدق فيها بنى حواجز بينهم كبيرة !
وما هو بالسهولة تنكسر هالحواجز....داست على قلبها الي ينبض بقوة ان لمح زوله وكملت طريقها !


**
*•
*••
••
رجعت من الدوام الصبح لبيت فياض دوامها كان ليلي .... كل البيت نائم ....جلست بالصالة بعد ما فتحت لها الشغالة ...حست بالألم وضعت الخدادية اسفل ظهرها واسندت ظهرها للكنبة لعله يخف الوجع !
غمضت عيونها للحظات ما تبغى تفكر بأي شيء .... لكن غصب عنها طيف طفولتها يرافقها مع مروان وجدتها ما تدري وش حالهم الحين .....نقزت على صوت فياض: ليه نائمة هنا؟!
رونق عدلت جلستها : ما نمت....امي صاحية؟!
فياض هز رأسه: الحين تنزل
قاطعته: إذا طالع انتظرني خذني بطريقك
تكلم : اجلسي هنا وبعد الغداء
ردت بمقاطعه: ما اقدر!
بعد وقت نزلت وخلفها قدر تتحلطم تبغى تنام !
وقفت وهي تحس ظهرها صلب عليها الوجع من حمل طفلها ...تكلمت مع قدر: ارجعي نامي وبعد الظهر تعالي!
هزت رأسها بالرفض وتبعتها وهي تتحلطم !
اول ما وصلت الجناح توجهت لغرفتها ...وضعت طفلها وبخفوت نطقت: قدر ما ابغى اسمع صوت حطي رأسك ونامي!
وضعت العباءة على الكنبة باهمال ...واستلقت بتعب على السرير ...شدت على شفتها من الوجع احيانا يخمد وأحيانا يثور عليها!
غمضت عيونها للحظات سرعان ما نقزت على صوت الجازي لما فتحت الباب: قومي افطري!
رونق تحس نفسها تبغى تبكي من الالم ...رفعت نفسها وهي تخفي وجعها ...وبنبره هادية نطقت: ما لي نفس دوبني رجعت
الجازي مطت شفتها: بكيفك!
قفلت الجازي الباب خلفها ...غطت وجهها رونق بالغطاء بداخلها غصة ما هي قادرة تبلعها!
تعوذت من الشيطان وبدأت تردد الاذكار ...وغطت بعد دقائق بنوم عميق من التعب!
بعد اذان الظهر صحيت على صوت بكاء طفلها .....قامت بتثاقل رضعته وبدلت له ..وصلت الظهر وبعدها ايقظت قدر ىقوم تصلي!،
طلعت من الغرفة ...أبوها ما هو موجود اكيد بالدوام ...ناظرت اخوانها وبنات مريم بالصالة
الجازي طلعت من غرفة النوم:يلا ساعديني يا رونق قبل ما يرجع ابوك !
جلست رونق على الكنبة بهدوء ومن الداخل منهكة: اتركي المطبخ علي بعد الغداء انظفه !
الجازي رفعت حاجب: والبيت مين ينظفه!
رونق عقدت حواجبها: وانت من الصبح ما اشتغلت شيء؟!
الجازي بانفعال: والله !-
قالوا لك خدامة!
لمتى انا اشتغل وحضرتك جالسه
قاطعتها رونق بهدوء: بس انا اشتغل معك !
ليه تنكرين ؟!
وبعدين هذه قدر واخواني ينظفوا المكان تراهم مب صغار
قاطعتها: هذه انت كبيرة وما تنظفين
رونق بنفس النبرة الهادية: ترى
قاطعتها بنرفزة وكلام سعاد ينعاد بعقلها: ما ابغى اسمع شيء ...انا كل يوم أنظف وارتب دورك اليوم
قاطعها جواد وهو يدخل بتجهم: وش فيه صوتك طالع
الجازي تكلمت بسرعة: والله ما ادري انا هنا للخدمة !
دوبها صاحية اقولها تنظف البيت وما تبغى !
يعني أنا دوم انظف دورها اليوم!
رونق تناظر الجازي المنفعلة بزيادة ...التفتت على جواد الي ناظرها: رونق ليه ما تبغين تساعدينها؟!
ردت بهدوء: تعبانة
الجازي بقهر: دوم تعبانه وابغى ارتاح
جواد بهدوء: الله يرضى عليك يا رونق رأسي مصدع وما لي خلق لذي السوالف ...ما فيها شيء لو ساعدتي بشغل البيت تراه بيتك مثل ما هو بيتك!
قومي يا ابوي رتبي البيت
وقفت وتوجهت للمطبخ بدون ما تسمع باقي الكلام ..وهي تشعر بالاختناق ...تخاف يزل لسانها وترادده او تزعله بالكلام وهي نوت تكون باره مطيعه لامها وأبوها !
بس هي تعبانه واليوم قدمت اجازة اسبوع ما تقدر توقف كثير ....
تنهدت وناظرت المطبخ بعجز ما تدري من وين تبدأ !
ما تدري هالجازي وش فيها قالبه عليها ...سكتت لها احترام لابوها حتى تشوف نهايتها معها !
نظفت المطبخ وطلعت وهي تسمع بكاء ولدها ...اعترضت طريقها بنت مريم: ماما ابغى مويه
رونق مسحت على رأسها: الحين قدر تعطيك !
طلبت من قدر تعطيها الي تبغاه ..وتوجهت للغرفة بدون ما تناظر الموجودين بالصالة ....جلست على السرير وانحنت من الألم.....كتمت شهقتها بيدها ..وبدأ سيل من الدموع ...رفعت نفسها ...وحملت طفلها ورجعت انحنت لعل وعسى يخف الوجع!
هدأ بحضنها .....غمضت عيونها ودموعها تنزل بصمت !
سرعان ما مسحت دموعها لما دخلت قدر :: ماما تعالي الغداء جاهز
ردت : ما ابغى !
بعد ما طلعت قدر ...اخذت نفس عميق ...ومسحت دموعها لما دخل جواد: وليه ما تبغين الاكل؟!
ردت وهي تحاول يكون صوتها طبيعي: ما لي نفس !
اقترب منها: قومي ما يصير انت ترضعين لزوم تتغذين!
صدت عنه حتى ما يشوف دموعها : خلص بعدين
رفع حاجب: وليه صاده عني!
زعلانه لأني قلت لك تشتغلين؟!
ناظرته وهزت رأسها بالرفض ودموعها على وشك النزول من جديد: مو زعلانه
شاف اثر الدموع بعيونها وعلى خدودها: وليه تبكين؟!
ردت بصوت هادي حزين: تذكرت جدتي ام مرعي واشتقت لها!
هز راسه بعدم اقتناع: اها
قومي اشوف ترى ما ارتاح الا وانا اشوفك معنا على السفرة!
قاطعته برجاء: يبه لا تضغط علي والله ما لي نفس...خلاص بعدين
قاطعها: وعد ؟!
هزت رأسها : وعد !
تنهد وطلع وهو يردد: لا حول ولا قوة الا بالله!
****
***
***
بعد العصر اجتمعوا عند ابو جواد ...جواد ناظر جراح بهدوء وما نطق !
زياد بهدوء ناظر عمه: وش قلت يا عمي!
ابو جواد ناظر جراح وبعدها جواد ...ونطق بهدوء:



انتهى البارت ...انتظروني بعد رمضان بإذن الله ....رمضان كريم ....دمتم بخير

بسمة مدفونة في خيالي ~ضاقت أنفاسي ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن