29- استفاقة

Start from the beginning
                                    

لم يملك سوى الاتصال بقيس، حكى له ما حدث ولم ينتظر الآخر أن ينهي أدهم كلامه حتى قاطعه "أنا قاعد في شقة الزمالك من إمبارح عشان متخانق مع ماما أنا كمان، مستنيك، تعالى.".

بعد فترة كان أدهم يترجل لداخل شقة قيس والآخر يرحب به بابتسامة واسعة "أنت وقعتلي من السما أنا زهقان أساسًا، ومش عايز أقعد لوحدي."

رسم أدهم ابتسامة مزيفة على وجهه وهو يلقي بحقيبته على سرير قيس ورفع رأسه له فور دخوله للغرفة، ثم سأل بتردد "قيس .. هو أنا عيل؟"

شبك الآخر ذراعيه أمام صدره وهو يستند بظهره على زاوية الباب "مين قالك كده؟"

"كتير!" سخر وهو يبتلع لعابه بضيق وأخفض رأسه للأسفل

"لا يا اسطا مش عيل، بس فيه ناس مابينفعش معاهم غير قلة الأدب، نص الشعب ماشي بالبلطجة وعايز اللي يبلطج عليه."

"يعني لازم أكون بلطجي وقليل الأدب؟"

ضحك قيس وتقدم ليجلس بجانبه "مش لازم قليل الأدب، بس تبقى ناشف وبلطجي شويتين، وبص .. خلاص أنت قاعد معايا، يعني خاف على نفسك، مش بعيد بعد أسبوعين تنزل تثبت الناس في الشارع."

ضحك رغمًا عنه وأومأ فأكمل الآخر وهو يرجع بظهره إلى السرير "تعالى نعمل اتفاق .. أنت تعلمني الأدب وأنا أعلمك قلة الأدب؟"

نظر له أدهم بدون فهم فشرح له قيس "ليلى .. البت قربت تطفش مني ... أنا مش ببقى قاصد إني أضايقها وأقل أدبي معاها، الموضوع بيطلع غصب عني!"

صمت أدهم قليلا وكأنه يقلب الموضوع في رأسه محاولا إيجاد حل ثم رجع بعينيه لقيس "أنت عملتلها إيه بالظبط؟"

رفع كتفيه وسارع بالتحدث مندفعًا وكأنه يدافع عن نفسه "والله ما لحقت أعملها حاجة!"

ضيق أدهم عينيه وكأنه لا يصدق ثم نهض يخلع سترته وهو يسخر "خد بالك بس من هشام، عشان هشام غبي ما بيشوفش قدامه، وقوم وريني الحمام عايز آخد دش.".

وبذكر هشام .. فلقد كان الفتى يجلس وحيدًا في تلك المحاضرة ينظر يمينًا ويسارًا بتشتت بحثًا عن أي فردٍ من الثلاثة الذين قرروا الغياب جميعًا فجأة دون إخباره!

"هشام، أنا كنت بقول إيه؟" صاح الدكتور في مكبر الصوت فنهض الآخر بتوتر ولأول مرة هو ليس لديه أدنى فكرة عما كان يقوله الدكتور، ابتلع لعابه وأخفض رأسه بخزي متمتمًا "آسف يا دكتور ما كنتش واخد بالي."

"طب اقعد وخد بالك،" أشار له الدكتور بالجلوس لكنه لم ينتبه وأكمل بحثه بعينيه عنهم، ما المشكلة؟ هل هناك شيئًا قد حدث وهو لا يعرفه؟

اخرج هاتفه وبعث برسالة لأحمد، لكن لم يأتيه ردًا، فكان الخيار التالي أمامه أدهم، الذي وجد هاتفه مغلقًا بالفعل! وعندما كان على وشك الاتصال بقيس وجد الدكتور يصيح "اطلع برا يا هشام." فرفع رأسه بأعين متوسعة وحمحم منظفًا حلقه وهو يعدل من نظارته ثم نهض يلملم حاجياته وخرج.

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now