~رحلة قطار~

Start from the beginning
                                    

" الا يمكنني أن أتزوج الطبيعة فحسب!"

تغمرني السعادة و اللذة فالروائح و الالوان تتكلم لغة غامضة.. الشمس هي الحياة، أشعر بقرابتي لأوراق الأشجار و أزهار الغابة، إنها في الوقت نفسه الروعة و الجمال.
يدفعني هذا الجو بشعوري ككائن بشري كامل متحرر من أي روابط فأنا هنا كزهرة منعزلة.. لا حدود لأرضي.. جذوري ممتدة في الافق الواسع حول السهول اللامتناهية. تشاهدني السماء و تشرف على حمايتي، يداعبني النمل الدؤوب، الدعسوقة و الفراشة و تعزف لي النحلات بطنينها أجمل الألحان.
ما من شيء أجمل من تحول المرء إلى زهرة جذابة... يجتذب نحوها جميع المخلوقات. و تنشر عبقها عبر القمم المنتصبة. نحو الطرق الذاهبة إلى المستقبل المجهول.

"ما هذا مالذي تفعلينه؟"

إلتقطت حاسة أُذني صوته. كنت وسط تأمل عميق و بعيد و أنا على يقين إن لا أحداً غيره يقطع فعل التأمل هذا، أفتح عيني لأرى قدمان قريبتان حافيتان.
أرفع بصري ناحية وجهه، ينظر إلي، انظر إليه.. ترقص غرته بأتجاه الريح، يميل رأسه بأستغراب
"صباح الخير آنسة قهوة"

رمشت و أجبته
"لماذا تسير حافياً؟"
ينظر نحو قدميه، يحرك اصابعه.
يبتسم ببلاهة فيظهر صف أسنانه العلوية
" أوه هل أنتِ قلقةٌ عليّ؟"

بدون أي تعبيرٍ أجبته
"قلقةٌ على أرضية المنزل!
ماذا تريد؟ "

زفرَ بضجر. و أخذ يسترق النظر الى كوب قهوتي.
"سأذهب إلى المنزل لأحضر بعض الحاجات، هل تودين المجيء معي؟"

_ماذا قال؟ _
أًفكر: هل يقصد هذا حقاً.. أيطلب مني مرافقته؟

"نظراً إلى تعابيركِ فأنتِ قطعاً لا تودين الذهاب. "

" بالطبع لن أفعل! هل حقاً تود مني ترك المنزل بينما ستغادره أنتَ أخيراً؟ "

"لماذا انزعجتي لهذه الدرجة؟ و كأنكِ تمقتين صحبتي! "

" أجل، و كأنك اقتحمت غرفتي على سبيل المثال!"

ضحكَ و هو يجول بنظراته إلى الحديقة، و كأنني ألقيت نكتة
أوقف ضحكته و قال بشكل متقطع
" إنه... لم.. لم يكن إقتحاماً، إنه.. أستكشاف.. أجل. "

" هل تحسب غرفتي غابة؟ الغابة تكتشف لا تقتحم لأنها ليست ملك لأحد.. لكن غرفتي... "

لم يدعني أكمل جملتي، قاطعني قائلاً
" حسناً حسناً... لستُ أنا من قرر ذلك، والدتي طلبت مني أن اصطحبكِ إلى الحي الذي نسكن فيه، بما إنكِ في عطلة. "
صمت ثم تابع بنبرة خافتة
" الطقس جميلٌ هنالك، يمكنكِ متابعة التأمل بشكل أفضل و... "

قَهوة حُلوةWhere stories live. Discover now