✨الفصل الثاني✨

765 72 33
                                    

مرحبا جميعاً ❤️...

في البداية احب اخباركم بأن التنزيل سيكون كل جمعة و ثلاثاء 🧡🙃...

______________________________________

الفصل الثاني

بعدَ 15 عامًا ...

في غرفةٍ مظلمةٍ ذاتَ جدران مهترئة بدون
أيِّ نوافذ، أخذتِ الوحشة والوحدة تسكن كلَّ
ركنٍ من أركانِها، والبرودة تلسع لشدَّتِها، كانتِ الغرفة
خالية تمامًا عدا من ذلك السريرِ الذي يتوسَّطها،
منظره يدلُّ على أنَّه غير صالح للاستخدام،
بالإضافة إلى ذلك الدُّرجِ الصغير البَالي والخزانة
التي لمْ تكنْ تحوي سوى قميصين، أحدهما
ممزَّق ومهترئ بينما الآخر ذا أكمامٍ طويلة وحجمه
كبير نوعاً ما، بالإضافة لزيِّه المدرسيِّ،
وأخيرًا طاولة مهترئة بشكل
كبير وكرسيّ خشبيّ بالٍ.

يتوسَّطُ تلك الأرضيَّة الباردة ذلك الجسد الهزيل
الذي حوى بعض الرضوض، وبشرة شاحبة
مُصفرَّة من سوء التَّغذية، بالإضافة إلى الهالاتِ السوداءَ
أسفلَ عينيه والتي توضِّحُ شدَّة إرهاقه،
كان ملقيًا بإهمال شديد، أطرافُه ترتجف لشدَّة البرودة، خصلات شعره البندقيَّة تغطي وجهه، وكذلك السُّعال الحادّ الذي لمْ يرحم جسده وقطع ذلك الصمت المخيف،
فتح عينيه العشبيَّتين الممزوجتين بلون
المحيط بوهن شديد قد احتلَّه، نهض متحاملًا على
نفسه ليذهبَ ويغسلَ وجهه بصعوبة
بسبب جراحه، نظر إلى غرفته البالية ليقومَ
بالجلوس على ذلك الكرسيِّ المهترئ ويُخرجَ
دفتره الذي كان غلافه ممزقاً نوعًا ما، أمسكَ
ذلك القلم بيده التي يكسوها الجلد فحسب ليبدأ
بالدخول إلى عالم الأحلام ناقشًا تلك
الحروف على صفحات الدَّفتر كالتالي :
___________________________

رقدَ الفتى على سريره ومن حولِه عائلتُه،
كانَ يغزو على ملامح وجهه الطفوليَّة المرض،
ولكنَّه كان سعيدًا !
فالابتسامة الجميلة التي تُظهرُ أسنانَه اللؤلؤيَّة لا
تكذب، ابتسامة نصر بعد حروب عديدة
دامتْ منذ صغر سنِّه، لمْ يكنِ الوحيد
المبتهج في هذه الغرفة، فأمُّه وأبوه وأخوه
بادلوه الابتسامة أيضًا، لقد نجحتْ عمليَّته
الجراحيَّة لاستبدال قلبه المريض بواحد
أكثر قوَّة وصحَّة، الآن وأخيرًا سوف يحقِّقُ حلمَه.

لنجمِّدَ الزمن قليلًا ونعودَ إلى الوراء ونرى
كم عينًا ذرفتْ دمعًا في سبيل تحقيق هذا الهدف،
ماذا حدث وكيف ؟
بالتَّأكيد لمْ تكنْ حربًا سهلة !.
____________________________

أخيرًا توقَّفَ قلمه عن الكتابة بعد أنْ
وضع النُّقطة في آخر السطر، أخذ يتأمَّل
في ما كتب بينما همهم بسعادة : " بداية رواية جديدة "
لكنَّ فرحتَه لمْ تدمْ، سمع تلك الخطوات التي
ساعدتْ الأرضيَّة الخشبيَّة على وضحوها، ليهُمَّ
بتخبئة كَنزِه ( دفتره ) قبل وصولها إلى
غرفته، كان يعلم جيِّدًا ماذا سوف
يحدث إنْ وقع الدَّفتر بين يديها، وضع
أمامه أحد الكتب الدراسية، وأخذ
يقلِّبُ فيها متظاهرًا الدراسة.

وصلتْ يدها النَّحيلة إلى مقبض غرفة
ابنها لتدخلَ، أخذتْ تنظرُ له بحقد هاتفةً :
" يا شبيه أبيك، ماذا تفعل ؟ "
ارتعد جسد الأصغر ثم راح يحدق بجسمها
النَّحيل ووجها الذابل من المرض، كلُّ
ما يتمناه أنْ يمرَّ هذا اليوم دون كدمات
جديدة تلوِّن جسده، أخفضَ رأسه
وأردف بخوف : " أأ…أدرس "
أردفتْ كاميليا بسخط : " تدرس ! ومن الذي
سيعمل ؟ حقًّا أنتَ تشبه أباكَ، نفس الصِّفات "
همس الأصغر بخفوت : " أنا آلن لستُ أشبِـ "
لمْ يكملْ جملته لأنَّها صفعته كالعادة،
أدمى خدّه مرة أخرى، وها هي الدِّماء
تخرج على شكل قطراتٍ تجمعتْ فأصبحتْ
خيطًا يسيل إلى الأسفل، أمسكَ صدره بألم
وبصعوبة نظر لعينيها ليردفَ : " آسف أمِّي "
" أوَّلًا لا تنادِني بأمِّي، ولا تنظر إليَّ بعينيكَ
التي تشعرني بالغثيان، فأنتَ تشبه ذلك
الحقير، ثانيًا هيا اذهبْ إلى العمل "
رمتْ جملتها المؤذية وخرجتْ دون
أنْ تفكِّرَ بكمْ جرحتْ كلمتُها فؤادَه الصَّغير.

غسلَ آلن خدَّه الدَّامي بالماء البارد،
ثمَّ أخذ يرجو أنْ يتوقَّفَ النَّزيف، والأهمُّ
من هذا أنْ يتحمَّلَ قلبه الضعيف
لبعض الوقت أكثر، على الأقلِّ
إلى أنْ يُتمَّ كتابة روايته، أردفَ معاتبًا
قلبه : " اليومَ شعرتُ بكَ أضعف عندما
سقطتُ أرضًا، لا تتوقَّف، احتملِ المزيد فقط،
اتَّفقنا ؟ "

___________________________________

انتهى ....✨

رأيكم !؟...

توقعاتكم ؟!...

اي استفسار ؟؟؟...

احبكم 😿🧡🧡...

اتمنى ان تعجبكم لقد تعبنا عليها 🤧❤️❤️❤️..

مشتركه مع _naan_story_🧡🧡

حُلم بين صفحات 🌠 | مُـتـوقِـفـة مـؤقَـتـًاOnde histórias criam vida. Descubra agora