2 | ليس من نصيبي

2.2K 171 64
                                    

كانت الحياة الجامعية من اكثر التجارب التي لطالما تمنيت خوضها، لم يكن التعرف على اصدقاء سهلا في البداية لكن ها انا ذا بعد انقضاء اسبوعين كونت صديقة جديدة
ليس الأمر وكأنني اجهدت نفسي كثيرا، لقد كانت شريكتي في السكن، اسمها ساشا
فتاة ريفية ذات شهية مفتوحة ٢٥ ساعة في اليوم!
ولأن ساشا كان لديها صديق بالفعل، كوني سبرينغر والذي كان معنا بنفس القسم كذلك، انتهى الأمر بثلاثتنا معا كثلاثي مرح
وبرغم ان تخصصي كان الكيمياء الا أن لسبب أو لآخر كنا دائما ما نتنقل بين مبان التخصصات الاخرى
إحدى المحاضرات كانت ستلقى علينا في مدرجات مبنى الهندسة، ساشا تكره كل يمت للرياضيات بصلة لذا كانت تفضل التغيب والاكل في الكافيتيريا في المقابل
لكن بعد مرور ثلاثة أسابيع بالفعل وجب علينا حضور ولو محاضرة وحيدة حتى، كان من الصعب اقناعهما لكن في النهاية وافقا اخيرا

دخلنا المدرجات وجلس ثلاثتنا متجاورين بإنتظار المحاضر، وبينما احادثهما شعرت ببعض الاشخاص يجلسون بجواري الجهة الاخرى
لم اكن مهتمة كثيرا بالإلتفات لهم حيث كنت مندمجة في حديثي (وتناولي رقائق البطاطا) معهما
لكن بسبب صمت من جلس بجواري منذ اتخذ موقعه فإنتباني الفضول لأعرف هويته، وعندما التفتت ..

اوه، انه شاب، شاب وسيم للغاية..
وجهت نظري لصديقاي مجددا "ساشا ساشا، كوني، انظرا إلى هذا الوسيم بجواري!"
كوني: أعرف انني وسيم هل إنتبهت للتو؟
اسمك: كوني انا جادة انظر إليه هناك! ياللهول لم أرى شابا بهذه الوسامة منذ مدة، إنه يوم حظي!
كوني: حسنا لا داع لجرح مشاعري إلى هذه الدرجة

ظللت اتأمل فيه قليلا، ما هذا؟ عيناه .. لسبب ما بدتا مألوفتان لي، ذلك اللون الفيروزي وكأنهما قطعتان من حجر نفيس، ذلك الشعر الحريري البندقي، إنهما هما! هما بعينهما عينا ايرين!
لم أكن أذكر أي شيء آخر حيال ايرين، لم اكن اذكر ملامحه، لكن لون عينيه البراقتين كانا كفيلين بالبقاء بين ثنايا خلدي إلى يومنا هذا، هما كل ما أذكره عنه

لم استطع رؤية معصمه بوضوح حيث كان يرتدي قميصا بأكمام طويلة، من كان يعتقد أن قطع أكمام شخص ما قد يضاف إلى قائمة الأشياء التي قد أرغب بفعلها بشدة يوما

لاحظت ساشا إهتمامي به فهمست لي بأن "أنطلق"، انطلق؟ انطلق لماذا ؟؟ لو انطلقت فسأفسد الأمر لامحالة، دون التطرق لذكر تلك الآسوية ذات الوشاح الأحمر الملتصقة به، لابد انها حبيبته بالفعل
تفهمت ساشا ذلك ولكنها اخبرتني بأن احادثه محادثة طبيعية على الأقل
تنهدت عندما لاحظت توتري وقامت بسؤالهما بنفسها "مرحبا! انا ساشا وهذين صديقي كوني و "اسمك" من قسم الكيمياء! ما اسمكما؟"
اضطربت فورما سمعتها تحادثهما ولم استطع النظر في عينيه حتى

ما خطبي؟ لماذا انا بهذا الاضطراب؟
ليس وكأنه الشاب الوسيم الوحيد في هذا العالم
لماذا لا استطيع بدء محادثة طبيعية؟ لست في العادة بذلك السوء فيم يخص بدء المحادثات
هل يعقل ان .. احتمالية كونه ايرين هي ما تربكني الى هذا الحد؟
اعني وقد لا يكون! لماذا استبق الأحداث؟
اعني .. حتى وإن كان .. لماذا أهول الأمر؟ لقد كان حب طفولة وولى..

نظرت إليه في توتر، ما إن أوشك على الرد حتى دخل المحاضر وهدأ الجميع
توقعت أن يهمس إلينا حتى، لكنه لم يكلف نفسه عناء النظر إلينا، لقد تم تجاهلنا من كليهما، كانا أكثر ثنائي هادئ في القاعة كلها
على عكسهما فكان هناك ذلك الشاب الأشقر بجوارهما والذي كان الأكثر تجاوبا وانصاتا طوال المحاضرة

"أكره الأذكياء أمثاله، دائما ما يشعرونني بالغباء" همس لنا كوني حتى رددت ساخرة "يشعرونك؟ كوني أنت غبي من البداية"
كوني: لا تكوني لئيمة "اسمك"! أعني هل تفهمين أي كلمة حتى؟؟
أفهم؟ انا لا فكرة لدي عم يتم شرحه انا، ليس الأمر أنني غبية، لكنني كنت .. مشتتة
مشتتة بين تفاصيل ذلك الشاب القمحي الهادئ بجواري..

كوني: "اسمك"؟؟ "اسمك"!! أرأيت!؟ حتى أنت!
ساشا: يا رفاق انا أتضور جوعا، لنذهب للكافيتيريا
اسمك: لكن المحاضرة لم تنته بعد!
ساشا: تعنين تأملك بالشاب لم ينت.. آووتش!

قرصتها فورا خوفا من أن يسمعها الوسيم، لكن بفعلي ذلك توجهت جميع الأنظار جهتنا
"أعتقد أن لا بأس بالذهاب للكافيتيريا الآن" قلت لهما وحملنا كتبنا مغادرين

"هناك شخص واقع في الحححب" قالت ساشا مضايقة بعدما خرجنا
اسمك: هذا غير مضحك ساشا! ماذا لو سمعك حينها؟؟
ساشا: وماذا في ذلك؟ أعتقد أن ذلك سيكون لطيفا
اسمك: ألم تنظري إلى تلك الآسوية بجواره؟ كادت تقتلني بنظراتها حينما وجدتني ألتفت إليه!
كوني: يا رفاق هل انا الوحيد الذي عانى من ذكاء ذلك الأشقر؟
"أجل انت الوحيد كوني لأنك غبي!!" قالت كلتانا في صوت واحد، لحظات من الصمت حتى ضحكنا
كوني: يالكما من لئيمتين، ساشا على الأقل لا تقل غباء عني

أخذنا وجباتنا وجلسنا معا نأكل حتى بدأ الجميع بالخروج، كنت من بين الأفواج المنصرفة أبحث عن شخص وحيد
حتى ظهر أخيرا .. آآخ *بقرف* تلك الشابة ملتصقة به تماما، لابد أنهما يتواعدان بالنهاية
كما ظهر دودة الكتب الأشقر، كان يركض تجاه الشاب محاولا اللحاق به

تبعته بعيناي منذ أن خرج وحتى جلس يتناول رفقة صديقيه، لم أزح عيني عنه حتى شعرت بأنني مراقبة بدوري
شعور مخيف تسرب داخلي، وكأن هناك نية لقتلي، هذا الشعور، إنها تلك الشابة مجددا!! كانت تشعر بي طوال الوقت وتراقبني دون أن أشعر!
اسمك: أعتقد أن علينا المغادرة
ساشا: لكنني لم أنه وجبتي بعد!
اسمك: ستبدأ محاضرتنا التالية بعد دقائق هيا!!
لا، لست بذلك الحرص على محاضراتي، لكنني لم أشعر بالأمان بعد تلك النظرات المرعبة
أعتقد أنني يجب أن أصرف نظري عنه، نظراتها تخبر كل شيء، الأمر منته، ذلك الشاب ليس من نصيبي

~~~~~

ارائكم وتوقعاتكم؟

انا ما امشي على نهاية معينة ف لو حد عنده احداث حلوة ممكن يحطها ولو عجبتني بكتبها لانها في النهاية بتكون قصة عن ايرين معكم 🥺❤

دعم بفوت أو كومنت💕

دمتم بخير❤❤

السوار | إيرين x اسمكWhere stories live. Discover now