1 | بعد عشر سنوات

4.6K 238 152
                                    

ذكريات كثيرة اندفعت إلى عقلي حين خطوت اولى خطواتي على تراب أرض مسقط رأسي، ذكريات لطالما ظننت انها اصبحت طيات النسيان منذ ١٠ سنوات تتدفق في عقلي دفعة واحدة ويكأنها من ١٠ ساعات فقط
ذكريات طفولتي قبل ان اسافر مع عائلتي، قبل ارتفاع المبان الشاهقة حيث ما كانت الا مساحات ارض فارغة، قبل ازدحام الشوارع الهادئة بالمركبات والبشر ليثيرا فيها الضوضاء والصخب
قبل ان افترق عن جميع اصدقائي القدامى، اقاربي، جيراني وجميع من اعتدتهم في حيي ومدرستي القديمة
عدت مجددا لأبدأ دراستي الجامعية، شائت الصدف أن تجمع بيني وبين بعض من هؤلاء الاصدقاء القدامى، عجيب كيف غيرهم الزمن، كيف نضجوا وتغيروا، كيف بنضجنا ازددنا تعقيدا عما كنا عليه من سذاجة وبراءة حتى اختلفنا تماما ولم ننسجم برغم اننا كنا افضل الاصدقاء في زمن ما
كما بالطبع تفرقت طرقنا في الحياة من ناحية الدراسة الجامعية، فحين جمعتنا مدرسة واحدة ها نحن ذا الآن بتخصصات وجامعات واهداف مختلفة تماما

قبل الدراسة بيومين جهزت اغراضي لأنتقل للسكن هناك حيث تبعد الجامعة عن سكني، بعض الملابس وبعض الاغراض والأطعمة وغيرها
وبينما ارتب اغراضي تنبهت لذلك السوار الصغير
أمسكته معيدة ذكرياتي المتبقية في هذا المكان، أجل، لقد اعتقدت أن هناك أمر ناقص، كيف لم اتنبه له من قبل؟؟

لقد قابلت بعض الاصدقاء القدامى ولكنني لم اقابله بعد من بينهم، لا ..
ليس الأمر انني لم اقابله، بل أنني لم اتعرف عليه

هذا السوار واسمه هما كل ما اتذكره عنه
ايرين، لا اذكر حتى ايرين ماذا، هو فقط ايرين
ايرين صديق ط..
صديق .. طفولتي؟
حقا؟ صديق؟ من كنت اخدع، ما كنت اراه كصديق ابدا
كان حب طفولتي، كان الوحيد الذي يجعلني ابتسم بسبب او بدون سبب، لم يكن من افضل التلاميذ في فصلي ربما، لكنه كان يبذل قصار وسعه
كان مفتعلا كبيرا للمشاكل ايضا، لكن اقلها كان لطيفا معي انا
لا اذكر فيه سوى شعره البندقي وعيناه الفيروزيتان وكأنهما حجرين كريمين

كانت لحظات فراقي عنه هي الاصعب، ولأن الحظ قد لا يسعفني بالعثور عليه حين عودتي ما كان امامي سوى هذا السوار أن أعطيه نسخة منه لنتعرف على بعضنا به حين عودتي
لا اعرف بماذا فكرت حينها، كيف لي أن اعثر على شخص من مجرد سوار لست واثقة حتى ما إن كان يرتديه أم لا
لقد مرت عشر سنوات طوال، من قد يرتدي سوار بال لعشر سنوات ؟؟
ليس وكأنها لم تضع منه او تنقطع في إحدى شجاراته او ما شابه

ترى كيف حال إيرين الآن؟ هل مازال ذلك الصبي العنيد أم انه تغير؟ أتغير للأفضل أم للأسوء تراه؟ ما تخصصه الآن وفي أي جامعة قبل؟
هل كون صداقات عديدة؟ لقد كنت صديقته الوحيدة، شخصيته العنيدة كانت تضع بينه وبين تكوين الصداقات حاجزا، كنت الوحيدة التي تقبلته بذلك العيب لذلك كان لطيفا معي بالذات، ولذلك هو أكثرنا من جرح حين تفرقنا ..

اتراه وقع في حب فتاة؟ أو أن فتاة غيري وقعت في حبه؟ اتسائل ..
الكثير من التساؤلات جابت خلدي، لا .. اتراه يذكرني من الأساس ..؟
لقد تناسيت أمره لمدة، لولا ذلك السوار لما تذكرته ربما، سيكون من اللؤم مني لو مازال يذكرني طوال هذا الأمد بينما اتناسيه، وسيكون من اللؤم منه لو حدث العكس

مر بعض الوقت وانا افكر فيه بينما احمل السوار في يدي، في كل دقيقة تمر تزداد تساؤلاتي حوله عمقا حتى توصلت في النهاية إلى أسوأ الإحتمالات..
هل إيرين .. مازال على قيد الحياة أصلا؟

دقائق من الصمت ..
هذا كله بلا جدوى، انا افكر في شخص لا أضمن وجوده حيا حتى، بل كان التفكير المطول به غريبا بحد ذاته، ما كان إلا مجرد حب طفولة!! حب مر عليه عشر سنوات، لم اعترف له يوما تاركه إياه ظانا بي مجرد صديقة لاغير، كوني أكثر براءة من أن أدرك ذلك حتى

دقائق قبل أن انطلق إلى مسكني، ترددت في ما اذا كان علي إرتدائها أم أن ذلك بلا جدوى، شردت لوهلة حتى سمعت صوت والدتي تستعجلني للمغادرة
وضعت السوار في حقيبتي، جهزت نفسي وإنطلقت أخيرا مجهزة نفسي لصفحة جديدة من حياتي

~~~~~

بارت قصير لأنها مجرد مقدمة بسيطة
لاحظت ان روايات اسمك قليلة جدا عند الاوتاكو، ولأني ما حصلت ايرين واسمك بالعربي (لو تعرفو قصص ياليت تعلموني) لكن لو فعلا مافي ف بيكون شعور حلو اني اكون الاولى
وانو طالما ما لقيت قصة اقراها فانا اللي رح تكتب القصة
لسا ما اعرف بتكون كم فصل وما عندي نهاية محددة لكن في بالي شوي احداث ب احطها في الفصول الجاية
اتمنى لأي وحدة صادفتها روايتي وعجبتها البداية تدعمني عشان الفصول القادمة ❤
دمتم بخير 💕

السوار | إيرين x اسمكWhere stories live. Discover now