بينما يبحث ليو ويورين عنها بين أروقة المنزل وإذ يلفت إنتباههما صوت صراخها القوي داخل الحجرة ليريا منظر الفتاة المنهارة بكاءًا على ما خسرت
وقد أفسدت مسرح الجريمة بجلوسها وسط الدماء وإختلطت مياة المطر العالقة بها ودموعها بالأحمر تحت قدميها لتشكل بقعة فاتحة اللون

ولم تنتبه ليوجين الواقف قبالة رأسها وقد غطى ملامحه بقبعته السوداء لم تظهر منه شيئا لكن مظهر الشفقة والحزن يغلبانه

لم يقدر أحد على إبعادها عن الجثة وكأنها إلتصقت بالأرضية، حتى جرها ليو بكل قوته مخرجا إياها من المكان لم تتوقف عن ضربه أبهة الخضوع وراغبة بالعودة،حتى وجدت نفسها داخل أحضانه تفرغ ما في قلبها من دموع وأسى وتكتم صوتها المبحوح

مرت الدقائق والساعات وهي على هذه الحالة حتى أنزلت جفناها تعبا راغبة بالنوم وقد فعلت فوق قدم ليو وهو لا يعلم ما قد يفعل بالمصيبة التي حلت بهم

غادر يوجين المنزل مرتديا معطفه ولحقته يورين معترضة طريقه تسأله عن سبب قدومه

"تفقدي سجل مكالماتها أنا أخر من تكلم معها لذا أحضروني إلى هنا"

"بصفتك من؟ لما قد تتصل بك فجأة ولما قد تأتي من أجلها"

سألت ناظرة لعينه لكنه لم يجب بل أكمل طريقه فأمسكته من ذراعه طالبة الجواب وكانت ردة فعله عكس ما توقعت إذ أحكم على رسغها بقبضته صارخا بها

"إن رأيتني مجددا تظاهري أنك لا تعرفينني لا أرغب بالحديث مع من يتدخلون في خصوصيات غيرهم وإلا..."
توقف بعد أن أدرك أنه كاد يكسر يدها ثم غادر،وقد تسبب بزرقة في مكان إمساكه لها فعلا بينما توقفت هي في مكانها مصدومة من ردة الفعل تلك.

♡ ♡ ♡ ♡ ♡ ♡ ♡

دخلت سكار منزلها بعد ذلك اليوم المتعب كثير من الدموع والدماء إختلطت اليوم وهي ترى صديقتها المسكينة جثة هامدة بلا ملامح مقتولة بلا رحمة وكأنها حيوان ضعيف تم إفتراسه من قبل من هم اكبر منه،رمت نفسها على الأريكة في وسط ظلام شقتها

قد تحن بعض الأحيان لهدوء كهذا لكنها فقط كانت ترى الصخب لا غير اصوات كثيرة إخترقت مسامها،مشوشة بين حورات وضحكات...صراخ وبكاء طنين قوي ناتج عن الألم وروح مفقودة وسط تلك الإضطرابات

جلست معتدلة في مكانها وهي تنظر ليديها الملطختين بالدماء كما ملابسها كانت ترتجف وهي تتذكر شكلها بين يديها هي وحيدة الأن...هل ذهبت لمكان احسن؟ هل هي حزينة هل تلومها لأنها ماتت

عديد من الأسئلة المتكررة التي طرحت متتالية جعلت سكار تمسك رأسها بقوة لا تحتمل المزيد لتصرخ مبعثرة الاثاث من حولها ثم حملت مزهريتها الضخمة وضربتها عرض الحائط وإتجهت لتمسك قطعة من ذلك الزجاج لتضعها على رسغها وهي تنظر لوجهها الشاحب في المرآة

آضطِرآبْ||disturbanceWhere stories live. Discover now