27 : البر بالوالدين

31 4 0
                                    

" هل تقول أن اثنان من خمسة أشخاص موجودين هنا لم يحضرا جنازة والدتهم المتوفاة!!" صرخ ماجد بأعلى صوته فالفكرة لم تدخل عقله هل هي صدفة حقاً أن ولدان عاقان قد حبسا في نفس المكان!؟

"أجل أنا أيضاً لم أحضر جنازة والدتي لا مبرر لفعلتي لكن ... كان علي القيادة ل 7 ساعات متواصلة  بين منزلي في العاصمة ومنزل عائلتي في القرية أضف أنه في ذلك الوقت كانت الهواتف قليلة في المدن العادية فمابالك بالقرية فلست مثلك منزل أختك يبعد عدة دقائق فقط عنك !"رد أبو سالم بحدة 

"هل علينا أن نمضي فترة الخطف كلها نستمع لجدالكما السخيف مراراً وتكراراً ؟؟" أتى صوت الفتى عالياً وواضحاً على عكس المرة السابقة التي تحدث بها .

"  دعني أكمل لك ياسوزان ماحدث بعدها فلم يتبق الكثير في القصة لأرويه أساساً" أستأنف العجوز القصة 

" هل تقول بأن أمي ماتت؟؟!!" ثم انقضضت على أخي وليد بسرعة البرق ماسكاً إياه من ملابسه وكنت على وشك خنقه لو شددت يداي قليلاً 

" لماذا لم يخبرني أحد ؟ لم يأتيني خبر عن الأمر ؟؟"

" من العرّاف الذي سيعرف مكانك لإخبارك لقد أرسلنا بالفعل ثلاثة خطابات مع أبناء القرية للمدرسة التي درست بها ولكن الجميع أكد لنا أنهم لايعرفون مكانك !!"

وهنا أسرعت ياسمين وفاطمة لفك الأخوان عن بعضهما فمن الواضح أن وليد كان يمسك نفسه عن ضرب أخيه وإلا فالكفة في ميزان القوى لوليد وبعد صراع الفتاتان مع الأخين انتهى يزيد بالابتعاد عن أخيه.

" متى حدث هذا ؟؟"

" الخطابات أرسلناها بعد رحيلك بست سنوات لقد جعلنا الشيخ يكتبها لنا بعد ترجي  متواصل وبعد ذهابك بدأ العديد من الشباب بترك القرية مثلك والذهاب للدراسة لذلك قمنا بإرسال الخطابات مع واحد منهم لكنه لم يتمكن من العثور عليك مهما حاول"

"اه لإنني تركت المدينة في ذاك الوقت وأتيت للعاصمة ! ااااه وبالطبع لم يعرف أحد مكاني فلم يكن هناك أحد يهتم بي أو بما سأفعله في ذاك الوقت !"

" بالنسبة لوالدتك فقد توفيت قبل عشر سنوات بعد سقوطها من التل, فقد تكسرت عظام حوضها ومع أننا نقلناها للمشفى إلا أنهم لم يعالجوها بشكل صحيح وتوفيت هناك "

" لا هذا كذب هل تقول بأن أمنا توفيت لأنها كانت تعمل بالحصاد في التل ؟؟ هل تقول أنني السبب لإنني تركتها هناك ؟؟" كان يزيد يتحدث مع أخويه الواقفان أمامه ولكن الجميع علم أن الكلام موجه لنفسه . 

" رحمها الله أخي أبو سالم لقد انتقلت للدار الآخرة ستكون هناك بأفضل من هنا بعشرات المرات لايجوز سوا أن تدعي لها بالرحمة , لقد كانت تدعو لك بالتوفيق وأن تكون بخير حتى أنفاسها الأخيرة !" قال ياسمين مواسية ليزيد الذي شعر بكل كلمة كخنجر يطعن قلبه فهي بقت تفكر به حتى انفاسه الأخيرة وهو هنا يلهوويلعب بالنقود ويحصد ثمار نجاحه ويمضي أيامه بهدوء وسعادة مع زوجته التي يحب! "

" اه انا الأحمق لماذا اعتبرت وعدي لعمي أهم من وعدي لأهلي واخوتي ...كلاهما وعد فلم كان علي نقض الوعد الذي سيجلب الشقاء لمنتظريه بينما الآخر قد يتسبب في جدال بسيط مع زوجتي ووالدها... أيضاً كنت لا أزل متخرجاً حديثاً عندما توفت امي, أي لم أكن على وعد مع أحد في تلك الفترة كان يجب علي على الأقل زيارتها وإسعادها بخبر تخرجي!" تنهد العجوز بقوة ثم سأل 

" أتعلمين ياسوزان أن المخلف لوعده هو منافق؟"

"أجل عمي أعلم هذا ويبدو أنك لم تخلف وعداً واحداً فقط بل الاثنين "

"هاهاها هذا صحيح أنا المنافق الكبير الذي أخلف جميع وعوده المهمة " ضحك أبو سالم بمرارة ثم أكمل قصته التي  أوشكت على أخذ مجرى آخر...  

ذات مرة في ذاك القبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن