25: عبوة الغاز

32 3 0
                                    


"أوه أنا لم أحضر العبوة الجديدة لاستبدالها إنها ملك لكم بكاملها وليس الغاز الذي فيها فقط"

"ها...." فرغ عقل ياسمين من الأفكار لقد عملت بتطريز أكثر من 100 فستان ومضت أيام وليالي هي وزوجها دون عشاء لتستطيع شراء عبوة الغاز الوحيدة في منزلهم وفي لحظة واحدة تمكن أخ زوجها من شرائها وإهدائها لهم بهذه البساطة !   

فعبوة الغاز كانت تشترى لمرة واحدة ثم يتم تعبئتها بالغاز كلما فرغت أو تستبدل بعبوة مملوءة مع إعطاء الفارغة لصاحب الدكان وطبعاً الحال للأغنياء لم يكن كذلك فهم يتركون عدة اسطوانات وعبوات مملوءة في مكان تخزين ملائم وعند الحاجة يخرجون منها بينما وبحالة الفقراء أحيانا عدة بيوت يتقاسمون عبوة واحدة.

سماع صوت ابنها الصغير سمير أيقظها من شعور الفراغ الذي كانت به "أمي هل أستطيع تناول تفاحة مع اخوتي أو إذا لم تكن مشكلة أريد تذوق هذا الأصفر كان فهيم ابن جارتنا حنان يضايقنا دوماً لإنني لم أتذوق منه قبلاً أو أعرف اسمه"كان الولد يتكلم بخجل لقد أعتقد أن أحداً مهماً سيأتي وهذا ماكان سيقدمونه له لذا لاينبغي عليه تناوله مع أخوته لذا كان يسأل بخجل لتوفعه أن أمه ستنهره وتخبره أن يدع الفواكه للضيوف 

"اه يا صغيري بالطبع تستطيع تناول تفاحة !" التفتت ياسمين لأطفالها الجياع " فليتناول كل منكم تفاحة واحدة فقط للآن لإنني سأقوم بطهو الطعام لكم لذا لاتملئوا معدتكم بها دعوا الفواكه لبعد العشاء " وقامت باحتضان صغيرها محاولة كبت دموعها " صغيري هذه الصفراء تدعى بالموز وهي فاكهة لذيذة للغاية هي مرتفعة السعرلإنها تأتي من دول أخرى لقد أحضر منها عمك مسعود مرة حين كنت لاأزال صغيرة ولم أعلم حتى أن الدكان لديه منها, لاتقلق تستطيع تناولها على مهل غداً صباحاً فهي تكون أكثر لذّة في الصباح!"

انطلق الصغير نحو أخوته ليشاركهم تناول التفاح ونظرت لفاطمة التي كانت تبادلها المشاعر * كم نحن مثيرون للشفقة, لانريد من ذلك المخادع شيئاً لكن هؤلاء الأطفال ماذنبهم؟ إن كان بإمكانه إدخال  الفرحة لقلوبهم الصغيرة  سنفعلها ولو عنت الإهانة والذل*

"آه من الجيد أنهم لم تعيدا الأغراض! لابد أن فرحة الصغار جعلتهما تقبلان بها فكلتاهما أم ولن تفعلا ما سيحزن الأطفال" قال أبو سالم لنفسه وهو لايزال جالساً بمقعد سيارته منتظراً أخيه حين سمع صوت نقراً على السيارة 

"أهلاً أستاذ هل تحتاج من حينا الفقير شيئاً ما ؟" سأله أحد رجال الحي 

علم أبو سالم ان وجوده سيسبب إرباكاً بالحي لذا قام بخفض زجاج السيارة وتحدث بأدب مع الرجل

"أهلا لا إطلاقاً لدي عمل مع وليد بن رضا ولكنه ليس بالمنزل بعد لذا أنا انتظره هنا هل من مشكلة ؟"

"أوه إذاً اتيت للعنوان الخطأ أبورضا ليس من الأشخاص الذين يبحث عنهم اناس مثلك هو رجل شريف يطعم أولاده رزقاً حلال ولاعمل له مع أمثالك إن أردت هناك بعض زعران الحي أستطيع إرسالهم أينما كنت لذا توكل على الله واخرج من هنا !"

"إذاً أسمى ابنه البكر على اسم أبي لكن لم فعل ذلك ؟ كان أكثرنا كرهاً له!"قال يزيد في نفسه ثم قال للرجل

"أوه يبدو أنك فهمت الموضوع خطأ انا هنا بسبب زوج أخته و بسبب دعوى الطلاق المرفوعة ..."

" أوه آسف أستاذ إذاً انت المحامي الذي سيدافع عن فاطمة أخته! مسكينة هذه الفاطمة لقد رماها في الشارع أمام أعين الجيران جميعاً ولم يعطها أطفالها ستتمكن من إعطائها أطفالها أليس كذلك أستاذ؟"

"سنرى بشأن ذلك ..."

"أوه تقضل أستاذ من غير المقبول أن تبقى هنا في السيارة لدينا جلسة هناك بين رجال الحي اساطيع القدوم معي وانتظاره هناك أوه طبعاً هي ليست من مقام حضرتكم ولكن.."

" لاتكمل يا رجل أستغفر الله, لامقامات بينأبناء الأصول ومن الذي سيرفض دعوة كريم سوى اللئيم!" ترجل يزيد من سيارته وعلى الفور تبع الرجل وجلس يتسامر مع بعض الرجال الجالسين هناك 

عرف يزيد أن أخاه قد يطرده مباشرة إن رأه فجأة لذا كانت هذه الخطة البديلة التي أوجدها فهو لن يتمكن من طرده أمام رجال الحي وهو ضيف عندهم وأيضاً جلس لمعرفة أخبار أهله التي يعلم أن وليد لن يخبره بها إطلاقاً.


ذات مرة في ذاك القبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن